داليا البحيرى : أعيش أسعد أيامى على المسرح القومى

داليا‭ ‬البحيري‭
داليا‭ ‬البحيري‭

محمد بركات

تجربة‭ ‬جديدة‭ ‬تخوضها‭ ‬داليا‭ ‬البحيري‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬القومي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بطولتها‭ ‬لمسرحية‭ ‬“سيدتي‭ ‬أنا”،‭ ‬مأخوذة‭ ‬عن‭ ‬رواية‭ ‬“بجماليون”‭ ‬لـبرنارد‭ ‬شو،‭ ‬ويشاركها‭ ‬البطولة‭ ‬نضال‭ ‬الشافعي،‭ ‬معالجة‭ ‬درامية‭ ‬وإخراج‭ ‬محسن‭ ‬رزق،‭ ‬وتقدم‭ ‬داليا‭ ‬شخصية‭ ‬“ليزا”‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬المسرحي‭ ‬الجديد،‭ ‬ويعتبر‭ ‬المشاركة‭ ‬الثانية‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬بعد‭ ‬مسرحية‭ ‬“أبو‭ ‬العربي”‭.. ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭ ‬تكشف‭ ‬داليا‭ ‬عن‭ ‬كواليس‭ ‬وقوفها‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬“القومي”،‭ ‬وتفاصيل‭ ‬شخصيتها‭ ‬في‭ ‬المسرحية،‭ ‬والإستعداد‭ ‬لها‭ ‬والصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها،‭ ‬وعن‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الثانى‭ ‬من‭ ‬فيلم‭ ‬“حريم‭ ‬كريم”،‭ ‬كما‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬غيابها‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬عن‭ ‬الدراما‭ ‬والسينما‭.‬

 

مسرحية سيدتي أنا أولى بطولاتك على خشبة المسرح القومي.. كيف تقيمين التجربة؟

بعد آخر ظهور لي في الدراما التليفزيونية من خلال مشاركتى في مسلسل “فلانتينو” بطولة الزعيم عادل إمام، الذى عرض في موسم الدراما الرمضانى عام2020، وكان قبلها إجتياح فيروس كورونا، فوجدت أن غيابى سيستمر فترة طويله، فقررت الوقوف على خشبة المسرح لأول مرة من خلال مسرحية “أبو العربي” مع الفنان هاني رمزي، وعندما عرضت علي المسرحية الذى أعدها وأخرجها محسن رزق وافقت دون تردد، خاصة وأنها المرة الأولى التي أقف فيها على خشبة المسرح القومي ذات التاريخ العريق، وتعتبر ثاني تجاربى المسرحية، تحمست لها جداً، خاصة أن الرواية تم إعدادها بشكل “Musical”، وأنا أحب الرقص والمزيكا جداً، العرض عبارة عن متعة فنية ،لان قمة المتعة الفنية هى التمثيل والرقص والغناء في نفس الوقت، ويكون ذلك على خشبة المسرح القومى، عملت بكل طاقتى، الجميع يعلم ما يمر به مسرح الدولة من ظروف مادية وإدارية، في المقابل يريد المسرح جذب النجوم لخشبته وفى نفس الوقت ملتزم بلوائح وتشريعات وغيرها من معوقات جميعها تعيق الحركة الفنية وجذب النجوم للمسرح بسبب هذه البيروقراطية الإدارية، فكان هدفى الأول والأخير في هذه المسرحية ولأنها على مسرح الدولة، فأردت أن يشاهد الجمهور المصرى البسيط عمل مسرحى جيد وبسعر تذكرة مناسبة له، سعيدة جداً بهذه التجربة.

ما الذي جذبك  للمشاركة في العرض؟

قبل الانتقال والإستقرار في مصر، كنت أعيش بالخارج، وكان والدي يمتلك مكتبة كبيرة، كانت تضم فيلمين تربيت عليهما، هما “Sound of Music” و”My Fair Lady” الذي عرض عام 1964، بطولة أودري هيبورن وريكس هاريسون، وحاز على جائزة “الأوسكار” أفضل فيلم، ومن الأفلام العربية “غزل البنات” ومسرحية “سك على بناتك”، فكان والدي حريص على مشاهدة الأعمال العربية لكي لا ننسى لغتنا، بجانب حرصه على تعلمنا الإنجليزية أيضاً، لذلك فأنا تربيت على فيلم “My Fair Lady”، أكثر من مسرحية “سيدتي الجميلة” التي تعد النسخة المصرية من الفيلم، فكانت فرصة لتقديم رواية أعشقها وتربيت عليها، ثانياً حبي وإعجابي الشديد للمخرج محسن رزق، فهو مخرج إستثنائي، وكاتب شاطر جداً، ولديه قدرة كبيرة على ظهور الممثل في أفضل حالاته، وإكتشاف أشياء جديدة في موهبته، فكانت المسرحية فرصة للعمل معه، وأعتبرت المسرحية ورشة تمثيل، لكن في إطار مسرحي، بالإضافة إلى وقوفي على خشبة “المسرح القومي” الذي لديه مكانه كبيرة لدى كل الفنانين، ووقف على خشبته عمالقة الفن، ويحسب في تاريخ الفنان أنه وقف عليه، لأنه من أكبر وأعرق المسارح في مصر والوطن العربي.

ماذا عن كواليس المسرحية مع فريق العمل؟

العمل يشارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين، من بينهم زميلي المتميز نضال الشافعي، فكان من المفترض أشاركه بأحد الأعمال منذ فترة طويلة، لكنها لم تكتمل، والمسرحية هي أول تعاون بيننا، وهو شخصية جميلة، كما يشاركنا البطولة الفنانين د.فريد النقراشي ومحمد دسوقي ولبنى عبد العزيز وأمينة سالم، ومجموعة من النجوم الشباب الذين يقدمون أدواراً متميزة.

تقدمين في العرض شخصية ليزا، وهي شخصية غنائية إستعراضية، ولأول مرة نجدك تغنين وترقصين في عمل فني.. كيف كان إستعدادك لهذه التوليفة الفنية؟

المسرحية تضم 8 إستعراضات، حيث أقدم 4 أغنيات مع الموسيقار محمود طلعت، والغناء صعب جدا، خاصة أنه كان هناك إصرار على أن أقدم الأغنيات بنفسى بدلًا من الإستعانة بمطربة، حتى لا يكون هناك اختلاف بين طبقة الصوت في التمثيل والغناء، مما يجعل الأمر غير واقعي، وفي البداية تدربت على الإستعراض، ثم سجلت أغنية، ثم أعود للتدريب على الإستعراض، ثم أسجل أغنية، وهكذا، ثم نقوم بعمل بروفة على مشهد كامل فقط، ثم نقوم ببروفات على فصل واحد فقط.. وهكذا.. ورغم أن شخصية “ليزا” قريبة لقلبي، لكنها في الوقت نفسه صعبة ومليئة بالتفاصيل والمراحل المختلفة، فالمرحلة الأولى، حينما كانت في الشارع ثم المرحلة الثانية والتحول في حياتها يحدث عندما تقابل “دكتور آدم”، الذي يجسد شخصيته نضال الشافعي، والذي يحاول تقديم “ليزا” بشكل جديد ومختلف للمجتمع، وتطلب مني الأمر تدريبات ومهارات خاصة، وعندما تم تكثيف البروفات، أصبت بحالة من التوتر، وشعرت بالخوف، وقلت لنفسي: “إزاي هعمل المجهود ده كل يوم.. لا أنا مش هعرف”، وأصبت بحالة من الهلع لدرجة أنني كنت أستيقظ من النوم مفزوعة، ثم طلبت من ربنا أن يقويني، لأن لكل مجتهد نصيب، وربنا لم يخذلني، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور وينال العرض إستحسانهم.

لكن ليزا بعيدة تماماً عن شخصيتك.. هل واجهت صعوبات في تقديمها؟

التحدي الأكبر أن “ليزا” بعيدة عني تماما، فكلما تكون الشخصية التي أقدمها بعيدة عن طبيعتي وتفاصيلي في الحياة، كلما أشعر بالمتعة أكثر، لكن هذا تطلب مجهود ووقت، فقمت بعمل بروفات لمدة 10 شهور، لأن الجمهور يحب أن يشاهد الفنان على غير طبيعته، هذا بالإضافة لحرص المخرج محسن رزق على خروج العرض بشكل رائع، فهو أهتم بكل تفاصيل المسرحية من ديكور وملابس وموسيقى وإستعراض وشاشات، وضع كل الإمكانيات التي تستخدم في المسرح الخاص على خشبة “المسرح القومي”، وشكرا للقائمون على المسرح، لخروج العرض بهذا الشكل.

ماذا عن التشابه بينكما في اللمحات الإنسانية؟

يوجد تشابه في بعض الجوانب.. “ليزا” في بعض الأوقات تكون أرستقراطية عندما تقابل الملكة، وهنا الجمهور تعود أن يشاهدني بنفس الشكل، حيث أرتدي ملابس أنيقة، كما تشبهني في الطيبة و”خفة الدم”.

هل واجهت صعوبات في تقديم الكوميديا والإستعراض على المسرح؟

يوجد فرق كبير بين الكوميديا في السينما والدراما وعلى المسرح، ولا يوجد وجه مقارنة بينهم، ففي الدراما والسينما يوجد ما يسمى بـ”المونتاج” من خلال قص وتركيب وإعادة المشاهد مرة أخرى، حتى يخرج المشهد في أفضل حالاته، أما على المسرح”One Take”  أي لقطة واحدة، أما أن تحرز هدف مع الجمهور، أو لا، هنا يأتي دور المخرج بعد كل ليلة عرض للوقوف على السلبيات والإيجابيات وإبداء الملاحظات، و”سيدتي أنا” عرض موسيقي يعتمد على كوميديا الموقف، لأنني لست ممثلة كوميدية.  

هل شعرت بالخوف من لحظة مقابلة الجمهور على خشبة المسرح؟

بالطبع.. أشعر بالقلق كل يوم أقف فيه على خشبة المسرح، خاصة أول مرة أقف على “المسرح القومي” لمكانته الكبيرة، لأن الممثل لا يضمن أن يضحك الجمهور كل يوم، فالجمهور يختلف ويتغير كل يوم، وتفاعله مختلف أيضاً كل يوم، لدرجة أنني اكتشفت وجود ما يعرف  بالجمهور “السبتاوي”، أي جمهور يوم السبت، وهو مختلف تماماً عن باقي أيام الأسبوع، ولا أعرف السبب، لأن تفاعل الجمهور مع الممثل يعطي إنطباع إيجابي في نفس وروح الممثل ويعطيه قوة، لأن ما يميز “أبو الفنون” أن ردود الفعل مباشرة، لذلك قبل صعودي على المسرح كل يوم أشعر بخوف ورهبة من مقابلة الجمهور، وأحرص قبل دخولي على الجمهورعلى قراءة القرآن، ثم نقوم أنا وباقي فريق العمل بقراءة الفاتحة والدعاء لكي نلقى القبول لدى الجمهور.

أثارت المسرحية الجدل قبل عرضها حينما قدمها أحمد السقا وريم مصطفى.. ألم تقلق من الهجوم على المسرحية قبل عرضها؟

لا نقدم “سيدتي الجميلة”، فمسرحية “سيدتي أنا” دراما تورج وإخراج محسن رزق، وقام بإعداد رؤية جديدة مأخوذة عن الرواية العالمية الأصلية “بجماليون” للبريطاني برنارد شو، وهذا هو النص الأصلي المأخوذ عنه كل النصوص الأخرى، مثل “المتوحشة”، “سيدتي الجميلة”، “هالة حبيبتي أنا” و”أنستونا”، كل هذه الروايات مختلفة عن “بجماليون” برنارد شو، الذي يصنع تمثال ثم يحطمه، وتيمات أخرى كثيرة قدمت في السينما والمسرح سواء كان عالمي أو عربي، لكن المتعارف عليه عند الغالبية العظمى هو إرتباط المسرح بـ”سيدتي الجميلة”، لكن المسرحية بعيدة تمامًا عن النسخة المصرية، ولو كان هناك تحدي كبير فهو الظروف الإنتاجية، والتي رغم صعوبتها لكننا تجاوزنها، فالعرض الجديد قائم على الإبهار، وهذه التجربة تضم تقنيات جديدة وحديثة تُقدّم لأول مرة على خشبة “المسرح القومي”، من خلال شاشة “Led Screen” مساحتها 60 متر، بالإضافة إلى “الجرافيك” الذي يقدّم لأول مرة في مسارح الدولة، لمواكبة العروض العالمية، فالعرض ينتمي لنوعية العروض الموسيقية، والتي تتطلب تكلفة إنتاجية كبيرة جدًا.

ننتقل للدراما.. ما سبب غيابك عن الدراما خلال الفترة الأخيرة؟

أنا فنانة أحترم نفسي وجمهوري، وخلال الفترة الأخيرة عرض علي أعمال كثيرة لا تليق بي، ودون المستوى، لذلك أعتذرت عنها لأنني لا أريد التواجد لمجرد الظهور، حفاظاً على الأعمال التي قدمتها ومشواري الفني.

ما معايير إختيار أعمالك الفنية؟

لم تختلف معايير إختيار أعمالي الفنية، لكن لا أوفق على عمل لا أضيف له أو يضيف لي أو يتجاهل عقلية المشاهد.

هل تنوين تقديم جزء خامس من مسلسل يوميات زوجة مفروسة؟

خلال الفترة الأخيرة كنا نسعى لتقديم جزء خامس من العمل بعد النجاحات الكبيرة التي حققها وتعلق الجمهور به بشكل كبير، لكن لم يكتمل العمل وتوقف المشروع.

ماذا عن مشاركتك في فيلم أولاد حريم كريم؟ وهل ترى تقديم جزء ثاني له إستثمار لنجاح الجزء الأول بعد سنوات طويلة من عرضه؟

من الجيد أن تستثمر نجاح عمل وتعيد تقديم جزء ثاني له إعتماداً على نجاح الجزء الأول، النجاح في حد ذاته أن تستطيع جمع معظم فريق عمل الفيلم في تجربة جديدة، لكن نجاح الجزء الجديد لا يمكن توقعه ومقارنته بالجزء الأول، فالعمل نقوم حالياً بتصويره ولا يتوقع أحد أي نجاح في المستقبل، التوفيق والنجاح من الله، لكن كل عناصر العمل تشير إلى نجاح الجزء الجديد من الفيلم، بعد توافر شركة إنتاج جيدة، ووجود فريق عمل يضم أسماء كبيرة من النجوم من عدة أجيال، كما أن فكرة العمل ممتعة، وأهم ما يميز هذا الفيلم أنه أصبح جزءًا من البيت المصري منذ عرضه للمرة الأولى وحتى الآن، ودائمًا يتم إذاعته عبر القنوات في كل الأعياد والمناسبات، كما أنه له قاعدة جماهيرية كبيرة، الفيلم من إخراج علي إدريس والكاتبة زينب عزيز، وانطلق تصويره مطلع الشهر الماضي بعد فترة كبيرة من التحضيرات، ويضم كلاً من مصطفى قمر، بسمة، علا غانم  وخالد سرحان، ومن الأبطال الجدد بشرى، عمرو عبد الجليل، تيام مصطفى قمر، رنا رئيس، هنا داود، يوسف عمر، كريم محمد كريم وفؤاد محسن.

هل تأخذين رأي زوجك في الأعمال التي تعرض عليك قبل الموافقة عليها؟

نتحدث في بعض الأمور دون الدخول في تفاصيل العمل، لديه ثقة كبيرة في إختياراتى الفنية، يساعدني عندما ألجأ له، لكن لا يفرض على أي شيء ولا يتدخل في تفاصيل شغلي، وعنده ثقة في طريقة تعاملي مع الأعمال التي تعرض علي.

اقرأ أيضًا : داليا البحيري ونضال الشافعي يكشفا كواليس «سيدتي أنا»


 

;