جثمان راهب بطور سيناء لم تتحلل منذ عام 1906.. تعرف على الحكاية 

جثمان راهب بطور سيناء
جثمان راهب بطور سيناء

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار بأنه عثر على جثامين راهب عام 1994 عند الجدار الجنوبى لدير الوادى بطور سيناء من الخارج على عمق نصف متر من مستوى أرضية الموقع، وهذا الراهب يرتدى بدلة لم تبلى أيضًا مكتوب عليها إنتاج المحلة 1906 وشبشب يحتفظ بلمعانه لدرجة أن عمّال الحفائر بالموقع تخيلوه شخصًا حقيقيًا وتم تسليم الجثامين إلى دير القديس جاورجيوس بتل الكيلانى بطور سيناء والمحفوظ فى كنيسة الدير حتى الآن.


وكان تفسير الدكتور ريحان لذلك أن العثور على جثامين الراهب كان وسط رمال حفظت الجثامين أو أن أجساد القديسين لا تبلى، وأشار إلى أن دير الوادى بطور سيناء أنشىء فى القرن السادس الميلادى بواسطة الإمبراطور جستنيان نفس تاريخ إنشاء دير سانت كاترين ولنفس الأسباب وهى نشر المبادىء الأرثوذكسية وحماية سيناء ضد غارات الفرس للمنافسة على تجارة الحرير فى ذلك الوقت وللحرير أهمية كبرى فى استخدامه بالكنائس وتكفين الموتى .

وأوضح الدكتور ريحان أن الدير نفسه تحول بعد أن ردمته عوامل الزمن بعد إهماله إلى مقبرة للروم الأرثوذكس القاطنين بالطور وتم العثور به على عشرات الرفات لكن كلها داخل الدير أمّا جثامين هذا الراهب فعثر عليها خارج أسوار الدير .

وقد قامت بعثة آثار مركز ثقافة الشرق الأوسط باليابان فى بعثة آثار مشتركة مع منطقة أثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية بدراسات أنثروبولوجية بصالة الكنيسة داخل الدير فى موسمى حفائر صيف 2001 – 2002، وقطع الأساتذة  الدكتور محمد فوزى جاب الله والدكتورة زيزفون حسين بدوى الأساتذة بكلية الطب  جامعة القاهرة شوطًا كبيرًا فى دراسة معظم هذه الدفنات، وأثبتوا أن أقدم الدفنات التى عثروا عليها تعود إلى العصر الإسلامى وأنها دفنات لأشخاص عاديين وليس لرهبان بل إن نسبة مئوية من العظام المعثور عليها فى هذه الدفنات لنساء وأطفال وأجنة فى بطون أمهاتهم وهى النسبة الأكبر، كما تمت دراسة عدد 65 من هذه الرفات من جملة 35 مقبرة بالدير، وهذه الرفات فى صناديق خشبية واتجاه الرأس ناحية الغرب وهى دفنات لأشخاص كبار السن ونساء وأطفال ومعظم الرفات تمت لها إعادة دفن ومعظمها كانت مفتولة العضلات ربما كان لهم صلة بأحد المراكز الرياضية وأسنانهم فى حالة جيدة، كما أثبتوا أن المقبرة الواحدة من هذه المقابر تحوى أكثر من طبقة دفن وأدخلت واحدة فوق الأخرى، ونسبة الأطفال 50% من الرفات التى تم دراستها، ومعظم النساء ماتت فى سن صغيرة ولا يوجد أى آثار لحالات قتل فى هذه الرفات وهى جثث لأشخاص عاديين من الذين سكنوا المنطقة القريبة من الدير، وتم إعادة دفن كل الرفات فى أماكنها بعد دراستها فى الموقع نفسه.

ونوه الدكتور ريحان أن جثمان الراهب المكتشفة بدير الوادى بطور سيناء هى جثمان الراهب جاورجيوس الذى كان يعمل فى رتبة إدارية ورهبانية داخل دير سانت كاترين (حافظ الأمانات)، وكان قد أقام فى روسيا لسنوات ثم قرر أن يأتى لديره الروحى وهو ديرسانت كاترين، ونظرًا لظروفه الصحية وعدم تحمل البرد القارس بنى قلاّية فى وادى الأربعين بسانت كاترين وعاش بها ثم جاء إلى دير الطور بالكيلانى وبدأ فى بناء كنيسة جديدة بإذن من وإلى القاهرة ما بين عامى (1304- 1305هـ/1886-1887م).

ومن الجدير بالذكر أنه جاء على صفحة الإعلامى الشهير بأمريكا محمد السطوحى حكاية راهبة كاثوليكية توفيت منذ أربع سنوات بولاية ميزورى الأمريكية، ثم أرادوا نقل جثمانها فكانت المفاجأة: جسدها كما هو لم يتحلل، حتى ملابسها كما هى، بما يخالف كل القواعد العلمية طبقًا لتقرير سى ان ان، ولو علمت سى ان ان قصة هذا الراهب فلن يتملكها العجب فالسيدة الأمريكية دفنت منذ 4 سنوات والراهب فى مصر دفن منذ عام 1906 ولم يتحلل.