عجائب مهرجان «كان»| لجنة التحكيم تتجاهل من يستحق.. وتمنح فرنسا جائزتين !

لقطة من الفيلم المغربى «عصابات» لكمال لازرق
لقطة من الفيلم المغربى «عصابات» لكمال لازرق

أربعة أيام مرت على إعلان جوائز الدورة الـ ٧٦ ( ١٦ إلى ٢٧ مايو ٢٠٢٣) الثرية بأفلامها، لكن الجدل حولها لم يتوقف حتى الآن ، لم يكن بين الجوائز إلا قليل اتفق عليه مئات النقاد الذين حضروا هذه الدورة من شرق العالم وغربه ، ويبدو أن لجنة التحكيم لم تجد ما تتفق عليه أيضا ، حاولت أن ترضى جميع صناع أفلام المسابقة الواحد والعشرين لكن لم يمنعها إلا أن عدد الجوائز ٧ فقط ، فكان هذا التوزيع الغريب للجوائز..

منذ عرض الفيلمين الأمريكى البريطانى « The Zone of Interest» لچوناثان جلازير ، و التركى «About Dry Grasses» لنورى سيلان -والغريب أنهما عرضا فى نفس اليوم الجمعة رابع أيام المهرجان-وكانت كل التوقعات تشير لاستخواذهما على معظم الجوائز، الجائزتان الأهم ( السعفة الذهبية والجائزة الكبرى ) وجائزة الإخراج التى كان غريبا ألا يفوز أحدهما بها ،لصالح الفيلم الفرنسى « The Pot au Feu» ومخرجه الفرنسى الفيتنامى الأصل تران آن هونج ، ورغم أسلوبه الرشيق ولغته السينمائية الجميلة ، إلا أنه لم يكن الأفضل وفوزه كان مفاجأة حقيقية ، ويبدو أن اللجنة قد فضلت مجاملة البلد المضيف ( على طريقة مباريات كرة القدم) ، ورأت أن تخرج فرنسا بجائزتين ، الإخراج والسعفة الذهبية قبلها!

السعفة الذهبية الجائزة الحلم ، منحتها اللجنة للفيلم الفرنسى «Anatomy of A Fall» للمخرجة چوستين ترييه ،لتفوز المخرجة الفرنسية بالجائزة المرموقة والأهم فى المهرجان العريق ، ولم تجد اللجنة بالفيلم ما يستحق جوائز أخرى، فاكتفت .. أما الجائزة الكبرى وهى ثانى أهم جوائز المهرجان ،فمنحتها للفيلم الأمريكى البريطانى « The Zone of the interest « لچوناثان جلازير، وهى جائزة مستحقة ، لكن اللجنة لم تر فى مخرجه ولا كاتبه ولا أى من عناصره الأفضل ،والمنطقى أن الفيلم الأفضل يضم أفضل العناصر بين صناعه ، فعادة يكون من نصيبه جائزة أفضل إخراج ، أو سيناريو ،لكن اللجنة كان لها رأى آخر!

منحت اللجنة جائزتى أفضل إخراج وأفضل سيناريو لفيلمين آخرين ، فكانت جائزة أفضل إخراج للمخرج الفرنسى ڤيتنامى الأصل تران آن هونج، وذهبت أفضل سيناريو لسكاموتو يوچى عن الفيلم اليابانى «Monster» لكورييدا هيروكازو ، فى حين كانت جائزة أفضل ممثلة لميرڤ ديزدار عن الفيلم التركى « About Dry Grasses» ، و أفضل ممثل لليابانى كوچى ياكوشو عن دوره فى الفيلم اليابانى الألمانى «Perfect Days» للمخرج الألمانى ڤيم ڤيندرس ، وجائزة لجنة التحكيم كانت للفيلم الفنلندى « Fallen Leaves» لآكى كوريسماكى ، وبهذه الفلسفة العجيبة منحت اللجنة الجوائز السبع لسبعة أفلام مختلفة، وكأنها توزع هدايا ،وليس جوائز مهرجان كبير.

فى الواقع ، تبدو هذه الفلسفة هى السائدة فى مهرجان كان ، الذى يحاول أن يرضى جميع الأطراف ، بمسابقات مختلفة متشابكة ، ولجان تحكيم وجوائز متعددة ، رسمية كانت أم موازية ،أو على هامش المهرجان ،تمنحها جهات أخرى تحاول أن تنسبها لمهرجان كان بشكل أو آخر ، مما يسبب ارتباكا لا داع له ، وفى الحقيقة يشارك المهرجان فى دعم هذا الارتباك .

ويدعم المهرجان أى فيلم يتناول قضايا المرأة مهما كان مستواه الفنى ، قدر دعمه للأفلام الناطقة بالفرنسية وكثير منها لا يليق بمهرجان محلى ، وبعضها يفوز بجوائز تمنحها لجان التحكيم التى يختارها المهرجان بما يتفق مع سياسته واتجاهاته، وهذه الجوائز تفتح له أبوابا للمرور لمهرجانات ومنافسات أخرى ،اعتمادا على مكانة مهرجان كان العريق .

السينما العربية تسيطر على جوائز « نظرة ما»

أجمل ما حدث فى هذه الدورة هو سيطرة السينما العربية على جوائز «نظرة ما»و كلها جوائز مستحقة ، فقد فازوا بثلاث من الجوائز الستة لهذه المسابقة ، وكلها أفلام جريئة وكانت حضورها لافتا وقويا ومشرفا ، الفيلم المغربي، الروائى « عصابات» لكمال لازرق ، والوثائقى «كذب أبيض» لأسماء المدير ، و السودانى « وداعا چوليا « لمحمد كردفان والذى حظى باستقبال كبير وحار من الحضور بالمهرجان . 

إقرأ أيضاً|القائمة الكاملة لجوائز الدورة الـ76 من مهرجان كان السينمائي