نحن والعالم

ريهاب عبدالوهاب تكتب: المسرح الأمريكي

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

«ما أشبه اليوم بالبارحة» تداعى لذهنى هذا المثل وانا اقرأ الإعلان عن فتح مكتب اتصال لحلف الناتو فى اليابان فى استفزاز للصين أشبه باستفزاز نفس الحلف الذى تقوده أمريكا، لروسيا من قبل، عبر التقارب مع أوكرانيا والذى أشعل الحرب الحالية.. والحقيقة ان محاولات استفزاز الغرب للصين لا تنقطع سواء من خلال تايوان او عبر محاصرتها عسكرياً فى المحيطين الهندى والهادى أو بتصعيد وتيرة التدريبات والمناورات مع دول الجوار.

وذلك بالتزامن مع حملات ممنهجة لتسميم الرأى العام العالمى ضدها وتصويرها على أنها خطر على الأمن القومى لمحيطها وتهديد للأمن والسلم الدوليين.. تماما كما فعلوا مع العراق إبان حكم الرئيس صدام. ولا أدرى حقيقة من الأخطر على الأمن العالمي؟ أمريكا وحلفاؤها الذين أدمنوا الدخول بحروب مباشرة وغير مباشرة منذ هجمات سبتمبر2001 أم بكين الملتزمة بنهج مؤسس الصين الحديثة الزعيم شياو بينج، بالتركيز على البناء والتنمية وعدم التورط فى حروب لنصف قرن.. وأرى ان التهديد الوحيد الذى تمثله الصين هو للهيمنة الامريكية والغربية وخطورتها الحقيقية هى صعودها الإقتصادى المتسارع.. فالصين التى أزاحت اليابان هذا الأسبوع عن عرش تصنيع وتصدير السيارات باتت أكبر مركز للتصنيع ومصدّر للسلع فى العالم، وهى تشكّل 18.8٪ من الناتج المحلى الإجمالى العالمى بارتفاع من8.1٪ فى وقت انخفضت فيه حصة أمريكا من 19.8 إلى 15.8٪ وحصة الاتحاد الأوروبى من 19.9 إلى 14.8٪.

كذلك يشكل النمو الصينى 30٪ من الاقتصاد العالمي هذا العام اى نحو 3 أضعاف أمريكا.. هذا التهديد يستلزم صعود الصين على «المسرح الامريكي» الذى تحدث عنه جيمس بيرمان، قائد مشاة البحرية الامريكية الثالثة باليابان يناير الماضي، عندما قال ان واشنطن وحلفاءها «أعدوا المسرح» لمواجهة روسيا منذ ضم موسكو لجزيرة القرم فى 2014 حيث دربوا الأوكران وعملوا تمركزا مسبقا للإمدادات وحددوا مواقع تقديم الدعم والعمليات العسكرية، مشيرا إلى ان نفس المسرح يتم إعداده فى اليابان والفلبين ومواقع أخرى استعداداً لمواجهة مع الصين.