بسبب «ذكاء» عمرو مصطفى.. أم كلثوم في أزمة «اصطناعية»

هكذا يروج عمرو مصطفى لمشروعه الجديد
هكذا يروج عمرو مصطفى لمشروعه الجديد

محسن جابر: أم كلثوم رمز عظيم لا يمكن تقليده أو تحريفه أو العبث به

■ كتب: عصام عطية

فى مفاجأة غريبة، نجح الفنان عمرو مصطفى فى استخدام الذكاء الاصطناعي، لعرض أول أغنية من تأليفه وألحانه بصوت كوكب الشرق أم كلثوم، ليطرح عددا من التساؤلات أبرزها هل يعلم مصطفى قانونيًا كيف سيتعامل ورثة كوكب الشرق مع التجربة؟.. وأخلاقيًا هل يليق استخدام صوت راسخ فى وجدان الأمة كلها دون إرادته؟.. 

المنتج محسن جابر، الذى يملك حقوق تراث السيدة أم كلثوم، حذر عمرو مصطفى من استخدام الذكاء الاصطناعي فى استحضار كوكب الشرق بأغانى مصطنعة جديدة، وقال صاحب أكبر شركات الإنتاج الغنائي فى مصر: «لن يجرؤ أحد على ارتكاب أى مس أو تشويه بتراث السيدة أم كلثوم أو استعمال اسمها وصورتها فهناك حقوق أدبية أبدية غير قابلة للتقادم»، مضيفًا أنه لا يجوز تشويه التراث الخاص بالسيدة أم كلثوم، فى مهارات إلكترونية.

وأكد محسن جابر، أنه بصدد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية، لإيقاف أى مهزلة أو عبث فى صوت أم كلثوم، مؤكدًا أن أم كلثوم رمز كبير لا يجوز لأحد أن يقوم بنسخه أو تشويهه، أو العبث به، ويأتى تحذير محسن جابر عقب قرار الفنان والملحن عمرو مصطفى مجاراة التطور التكنولوجي الحالى وطرح أغنية جديدة لأم كلثوم باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا | الذكاء الاصطناعي يتصدر حلول الأتمتة المتقدمة

عمرو مصطفى، رد على محسن جابر، معلنا تمسكه بمشروع إحياء التراث لكن بشروط معينة، وكتب فى منشور له عبر حسابه فى «إنستجرام»: «مشروع إحياء التراث قائم، ولكن بدون استخدام صورة أو اسم أى شخص وذلك حفاظًا على حقوق الآخرين»، وتأكيدًا على إصراره تنفيذ الفكرة، قام عمرو مصطفى بالترويج للأغنية المقرر طرحها خلال الفترة المُقبلة، عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر مقطعًا قصيرًا من الأغنية، وعلَق قائلاً: «على مدار 24 سنة قدمت العديد من الألحان لنجوم الوطن العربي، ومؤخراً مع تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حبيت اسمع لو كوكب الشرق السيدة أم كلثوم غنت من ألحان عمرو مصطفى هيكون إيه الناتج»، وتابع: «تعالوا نسمع سويا صوت كوكب الشرق أم كلثوم من ألحان عمرو مصطفى، وقريباً هتسمعوا الأغنية كاملة».

ورغم تفاعل العديد من مشاهدي ومتابعي الفيديو، الذين أبدوا اهتمامهم بسماع الأغنية بكاملها، احتج المنتج محسن جابر على تحرك عمرو بشأن إعادة عرض أغانى أم كلثوم بطريقة الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن لا أحد يجرؤ على عرض هذا الأمر لاستدعاء صوت الكوكب الشرق، وقال جابر فى بيان له: «لا أحد بما فى ذلك الفنان عمرو مصطفى رغم علاقتى الوثيقة به - يجرؤ على استخدام الذكاء الاصطناعي لاستدعاء صوت الكوكب السيدة أم كلثوم، أو استخدام اسمها وصورتها، كما يوجد حقوق أبدية معنوية غير مقيدة، وأكد أنه ذاهب للمحكمة بسبب ما أسماه «مهزلة أو سخافة فى صوت أم كلثوم»، فأم كلثوم، كما قال، رمز عظيم لا يستطيع أحد تقليده أو تحريفه أو العبث به.

سبق وانتشرت أغنية تستخدم الذكاء الاصطناعي لاستنساخ أصوات المغنيين العالميين دريك وذا ويكند على وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت الأغنية (Heart On My Sleeve)، حققت جدلا كبيرا، وانتشارا وحققت ملايين المشاهدات على المواقع الاجتماعية، وحينها قال مؤلف الأغنية، المعروف باسم جوست رايتر (ghostwriter)، إن الأغنية تم إنشاؤها بواسطة برنامج ذكاء اصطناعى تمت برمجته على الأصوات الموسيقية، وعلى الفور قامت إحدى كبرى شركات الموسيقى فى العالم، والتى تمثل كل من النجوم العالميين دريك، وأريانا غراندي، وهارى ستايلز، بإرسال إنذار إلى منصات بث الموسيقى، طلبت منهم عدم السماح لبرامج ومنصات الذكاء الصناعي من استخدام منصاتهم لأغنيات الذكاء الصناعي، وطلبوا إزالة الأغنية فورًا، وأثارت قضية حقوق الملكية الفكرية، على ضوء تطور الذكاء الاصطناعي، وطالبت الشركة بتعويض مالي كبير.

وفى السياق، قال المغنى البريطانى ستينج، إنه يتوقع أن يخوض الفنانون «معارك» من أجل الدفاع عن أعمالهم، فى مواجهة استخدام الذكاء الاصطناعي فى الصناعة الموسيقية، وقال مغنى فرقة «بوليس» السابق، البالغ 71 عاماً، فى مقابلة مع محطة «بى بى سي» البريطانية، إن اللبنات الأساسية للموسيقى تخصنا نحن البشر. وستحصل معركة يتعين علينا جميعاً خوضها فى السنوات المقبلة، تتمثل فى الدفاع عن رأسمالنا البشرى ضد الذكاء الاصطناعي، مضيفًا أن هذه التقنية قد تَصلح فى مجال الموسيقى الإلكترونية، لكن بالنسبة للأغنيات التى تعبّر عن المشاعر، لا أعتقد بأننى سأتأثر.