ليــــالـــي الغــربــة 

الغربة
الغربة

عودته الغربة على قسوة القلب وانعدام الضمير والجحود ونكران الجميل للوطن والأهل وزوجته التي تحملت متاعب أولادها الأربعة وعانت معهم الأمرين وكانت لهم بمثابة الأم والأب وربتهم وأحسنت تربيتهم علي أكمل وجه ولم تسعها الدنيا فرحة عندما التحقت ابنتها الكبيرة بالجامعة واخذت الزوجة تضاعف ساعات عملها حتي تستطيع توفير احتياجات الأولاد ، 

اقرأ أيضا  |  يقتل شقيقه الأصغر بسوهاج بعد أن طالبه برد أمواله التى جمعها فى سنوات الغربة

كان السفر حلم حياته الذي لم يغب عن باله ولو لحظة واحدة فحاول والده اقناعه بالعدول عن فكرة السفر وأن الغربة صعبة وأكد له ان رزق هنا هو رزق هناك ويجب عليه أن يرد الجميل لوطنه لكنه لم يقتنع بكلام احد ففكر الأب في طريقة تجبر ابنه علي الاستقرار والإقامة في وطنه فوجد أن أنسب الطرق هو تزويجه واختار له إحدي جميلات المنطقة واطمأن الأب.

واعتقد أن فكرته وحيلته قد نجحت ولم تسعه الدنيا فرحا عندما رزقه الله تعالي بحفيدة جميلة ولكن سبحان مغير الأحوال تبدلت سعادته وأخذ قلبه يخفق عندما علم بأن ابنه مصطفي يجهز نفسه ويصر علي السفر هنا رضخ الأب للأمر الواقع ووافقه علي السفر ورضي بما قسمه الله تعالي وسافر الإبن لأمريكا وخلال فترة قصيرة من الكد والتعب استطاع الإبن تكوين ثروة كبيرة واشتري سيارة فاخرة وحجز شقة بأرقي أحياء نيويورك واصبحت مصر بالنسبة له مجرد محطة يمر عليها كضيف بعض الوقت ليزور اسرته ويعطيها بعض الاموال التي تساعدهم علي المعيشة ثم يرحل لأمريكا مرة أخري حيث المال الوفير والتحرر والتقدم والتكنولوجيا واخذ يبحث عن الجنسية ويقلل من الجهد حصل عليها وعاد إلي مصر وطلب من زوجته ملازمته واولاده للإقامة معه بأمريكا.

لكن الزوجة رفضت لخوفها علي اولادها من تحرر المجتمع الامريكي فاستثمر الاب فترة إقامته مع الاولاد وبهرهم بأمواله الكثيرة وقام بنقل اولاده لشقة أخري واحتفظ بأوراقهم وطلب منهم السفر معه لقضاء الإجازة بأمريكا وانفق عليهم الكثير من الاموال والهدايا الثمينة واصطحبهم لأرقي المنتزهات حتي نسي الاولاد أمهم التي عانت الأمرين في تربيتهم وظلت الام تبحث عنهم حتي علمت انهم يقيمون بإحدي الشقق بمنطقة النزهة بمصر الجديدة فذهبت اليهم لتحضرهم لشقتهم القديمة إلا انهم رفضوا فتح الباب لها واخبروها برغبتهم في السفر مع والدهم فهرولت الام لشقتها واصطحبت والدتها وشقيق زوجها وذهبت لمكتب تسوية الاسرة وطلبت ضم الصغار لها ومنعهم من السفر مع والدهم خارج البلاد خوفًا علي مستقبلهم فطلبوا منها الذهاب للمدعي العام وتقديم طلب يمنع زوجها من الهرب بأولادها الصغار فقام بتحويلها إلي قسم الشرطة حيث قامت قوة من القسم بضم الاولاد لأمهم التي فرحت كثيرًا بعودتهم !