مصر وسلطنة عُمان.. تاريخ طويل بدأته الملكة حتشبسوت

الرئيس السيسي والسلطان هيثم - صورة أرشيفية
الرئيس السيسي والسلطان هيثم - صورة أرشيفية

تجمع مصر وسلطنة عُمان تاريخ طويل وعميق من الشراكة الاستراتيجية والتاريخية التي تعود لعهد الملكة حتشبسوت، فقد كانت ترسل أساطيلها التجارية إلى مدينة ظفار العُمانية لتحمل بلبانها الفاخر الذي استخدم في تعطير المعابد الفرعونية.

ولعب اللبان العماني الشهير كسلعة استراتيجية دورًا محوريًا في ذلك التواصل الحضاري الفريد، واستمر ذلك التواصل في العصر الحديث بين القاهرة ومسقط.

وحديثًا توطدت العلاقات المصرية العُمانية، لتعود بالنفع على الشعب المصري والعُماني، جراء التعاون المثمر الذي شهدته كلًا من مصر وعُمان في ظل الرعاية السامية من الرئيس عبدالفتاح السيسي والسلطان هيثم بن طارق، التي كان لها بالغ الأثر لتعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين.

تستعرض «بوابة أخبار اليوم» أهم المحطات التاريخية التي كان لها بالغ الأثر في تعميق العلاقات المصرية العُمانية؛ بالتزامن مع الزيارة التاريخية التي يقوم بها السلطان هيثم بن طارق لمصر على مدى يومي الأحد والإثنين 21 و22 مايو الجاري.

زيارتين للسيسي دفعا العلاقات لمسار جديد

قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة لسلطنة عُمان في الرابع من فبراير 2018، استقبله خلالها السلطان قابوس بن سعيد، وكبار المسئولين في السلطنة، وتُعد هذه الزيارة أول زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطنة منذ توليه مهام منصبه، وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وهو ما دفع العلاقات الثنائية قدما في شتى المجالات بما يحقق تطلعات الشعبين المصري والعماني.

يُذكر أن سلطنة عُمان شاركت بوفد رفيع المستوى في حفل تنصيب الرئيس السيسي، مروراً بالمشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي عُقد في مدينة شرم الشيخ في مارس عام 2015، والمشاركة في افتتاح قناة السويس الجديدة في 6 أغسطس عام 2015.

وتستمر العلاقات المصرية العُمانية في نهضتها؛ لتأتي الزيارة الثانية للرئيس السيسي إلى سلطنة عُمان يومي 27 و28 يونيو عام 2022، لتؤكد على حرص قيادتي البلدين على كلّ ما من شأنه تعزيز العلاقات وتطويرها.

اقرأ أيضًا: مصر وسلطنة عُمان تشهدان حراكًا اقتصاديًّا في مجالات متعددة | تقرير

وجاء تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي والسلطان هيثم بن طارق عزمهما في رفع وتيرة التعاون الاقتصادي ممثلًا في حرص البلدين وسعيهما لتثمير علاقاتهما التاريخية الراسخة لما فيه الصالح للأجيال الحاضرة والمستقبلية.

ومن جانبه أعرب السلطان هيثم عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العماني على كافة الأصعدة، فضلاً عن إسهام الجالية المصرية في عملية البناء والتنمية بعمان في مختلف المجالات، مع التأكيد على حرص عمان على تعزيز أطر التعاون الثنائي الراسخة مع مصر في مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة، بما فيها من خلال زيادة الاستثمارات العمانية في مصر، واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة بها.

قابوس المواقف 

كان للسطان قابوس العديد من المواقف التي خلدها التاريخ بحروف من ذهب.. والتي كان لها بالغ الأثر في الزيارات المتعددة التي قام بها لمصر خلال فترة حكمه، فعلى مدى 50 عامًا من حكم السلطان قابوس شهدت العلاقات المصرية العٌمانية عشرات المواقف التاريخية بين مصر وعُمان.

احتفظ السلطان قابوس بعلاقات طيبة بالرئيس محمد حسني مبارك، وتعددت زيارته لمصر في عهد مبارك، وكذلك تعددت زيارات مبارك لـعُمان.

فقد زار السلطان قابوس مصر في الثالث من فبراير عام 1999، في زيارة رسمية لمصر استغرقت عدة ايام أجرى خلالها مشاورات مع الرئيس حسنى مبارك في شرم الشيخ لبحث اهم القضايا العربية كما بحثا تنمية العلاقات بين البلدين.

كما قام بزيارة آخر في 10 يوليو 1996، للتنسيق مع الرئيس الراحل حسني مبارك، حول الإعداد للقمة العربية التي تعقد في القاهرة من 21 لـ 23 يوليو 1996.. وأكد الرئيس مبارك على هامش الزيارة أن السلطان قابوس كان في مقدمة الزعماء العرب الذين يؤمنون بجمع الشمل العربي وتصفية الخلافات والارتفاع فوقها بما يحقق المصلحة العربية العليا، وكانت "تنقية الاجواء العربية" هي محور مباحثات قابوس الأمين العام لجامعة الدول العربية، وقد حضر تلك القمة عشرون دولة عربية وهي القمة الاولى التي جمعت جميع القادة العرب تقريبا منذ صيف 1990.

وقد زار السلطان قابوس مصر في زيارة تاريخية آخرى قام بها في 19 مايو 1989، زار خلالها جامع الازهر الشريف وأدى صلاة الجمعة فيه برفقة الرئيس مبارك، كما زار دار الأوبرا، واستقل أول مترو أنفاق في الشرق الأوسط وأفريقيا.. وخلال هذه الزيارة أطلقت مصر أسم السلطان قابوس على أحد الشوارع الرئيسية في شرم الشيخ التي كان يقضي بها اجازته في كثير من الأحيان وله قصرًا خاص به.

وفي 9 مايو 1982، قام السلطان قابوس بزيارة مصر وقام خلال الزيارة بتفقد قناة السويس، ومر من نفق الشهيد أحمد حمدي، وتفقد بعض المنشآت بمدينة السويس، وحصل على مفتاح السويس هديةً تذكارية.

قابوس في قلوب المصريين

استطاع السلطان قابوس سلطان عُمان الراحل، أن يختار لنفسه مكانة مميزة في قلوب المصريين بالمواقف التي لن يغفل عنها التاريخ مهما طال الزمن..

حرب أكتوبر

أصدر السلطان قابوس مرسومًا خلال حرب أكتوبر 1973، بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر، وإرسال بعثتين طبيتين عُمانيتين لمصر، كما جاء في تقرير الهيئة العامة للاستعلامات.

اتفاقية كامب ديفيد

اتخذت بعض الدول العربية موقف معاد تجاه مصر نتج عنه مقاطعة عربية شاملة، عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.

لكن سلطنة عمان احتفظت بعلاقاتها مع مصر ولم تأخذ أي موقف سلبي، عقب زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس عام 1977.

السلطان قابوس: مصر عنصر الأساس في بناء الكيان العربي

قال السلطان قابوس بن سعيد، في كلمة ألقاها في احتفالات العيد الوطني الـ14 للسلطنة عام 1984، «ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر عنصر الأساس في بناء الكيان العربي، ولم تتوان يوماً في التضحية من أجل والدفاع عن قضايا العرب والإسلام».