المتحف الكبيرأكبر مركز ترميم للحضارة فى الشرق الأوسط

57 ألف قطعة مرت على 19 معملًا.. و25 تمثالًا ضخمًا ترمم فى مكانه

المتحف الكبيرأكبر مركز ترميم للحضارة
المتحف الكبيرأكبر مركز ترميم للحضارة

مصر الحضارة..  فلكل وقت آذان، وفى كل وقت وآن، يثبت المصريون أنهم يصنعون المجد، فلم يقف المصريون أمام حضارتهم الفرعونية كإرث فقط بل نجحوا فى الحفاظ على إرثهم وحضارتهم واستكمال وحماية ما تركه لهم أجدادهم القدماء لذا «الأخبار» تأخذكم فى جولة داخل مركز الترميم «درع الحماية والإصلاح» بالمتحف المصرى الكبير، ذلك المكان الذى يفوح من داخل طاقة نشاط لا تصدق فداخله مجموعة مميزة من المرممين الذين عملو لساعات طويلة دون ملل أو كلل من أجل الفحص والدراسة وتطبيق أحدث الطرق العلمية فى وسائل الترميم، وبالطبع دون تغيير فى أصل القطعة التى يعملون عليها، فيقوم باستخدام مواد بحيث تعود كما كانت طبقاً لنتيجة التحليل على القطع أو من خلال مجموعة من الصور لأصل القطعة إذا توفر ذلك، كل هذا من أجل الوصول فى نهاية الأمر لعرض القطع الأثرية فى أبهى حالتها بعد مجهود كبير.
درع الحماية والإصلاح    
فمع وصولك لبوابة مركز ترميم الآثار التى تبعد داخل المتحف مترات قليلة عن بوابة الدخول الرئيسية تجد مظاهر العظمة تظهر على مركز الترميم الذى يقام على مساحة 32 ألف متر مربع ويضم مجموعة كبيرة من الشباب، يعملون فى صمت، الكل يتأمل ويفحص ويوثق القطع الأثرية.
ورغم ما حققه المصرى القديم فى إبهار العالم إلا أن أحفاده قادرون على دهشة العالم مرة أخرى وحصد إشادة وتقدير المؤسسات الدولية لبراعتهم فى حفظ التراث الإنسانى وقدرتهم على إعادة 57 ألف قطعة أثرية، للحياة، من ضمنها مجموعة الملك الفرعونى توت عنخ آمون، التى تعرض لأول مرة بشكل كامل أمام الجمهور والتى تصل لـ5600 قطعة أثرية.

نقل 218 قطعة لقناع الملك توت عنخ آمون
التقت «الأخبار» بالدكتور حسين كمال، مدير عام مركز الترميم بالمتحف المصرى الكبير، الذى أكد أنه تم الانتهاء من ترميم كافة القطع الأثرية المُختارة للعرض بقاعات المتحف المصرى الكبير، وبنسبة 100% وتجهيزها استعدادًا لتثبيتها بقاعات العرض المتحفى، موضحًا أن المتحف استقبل ما يقرب من 57 ألف قطعة أثرية، تم ترميمها وتجهيزها سواء للعرض المتحفى أو التخزين.


بدأت الجولة التفقدية داخل مركز الترميم من رصيف الشحن الذى ترسو عليه العربات لاستقبال القطع الاثرية المختلفة لتبدأ جولتها داخل معامل الترميم، بعد فض التغليف وتوثيق حالتها التى جاءت بها للمركز، لاسيما وانه لا يتم التعامل مباشرة من قبل المرممين إلا بعد تدخل قسم التعقيم أو مكافحة الآفات الحشرية، حيث يتم فحصها للتأكد من عدم إصابتها بالإصابات الحشرية، والتى غالبا ما توجد فى الآثار العضوية.


19 معمل
وتبدأ القطع الاثرية رحلتها بين المعامل والتى يصل عددها الى 19 معملاً متخصصاً يصل مساحة المعمل الواحد 540 متراً مقسماً إلى 3 مجموعات من المعامل اولها معامل الفحص والتحليل وعددهم 8 معامل ويقتصر دورها على الوقوف على حالة القطع الاثرية والكشف عن مناطق التلف التى لم تظهر بالعين المجردة، مما يساعد المرمم على اختيار أفضل المواد لترميمها، المجموعة الثانية وهى مجموعة معامل الصيانة العلاجية وتضم 6 معامل وذلك لبدء تنفيذ عملية الترميم «معمل مخصص للمواد العضوية مثل النسيج والبردى والعاج، ومعمل مخصص للآثار غير العضوية وهى الآثار من أصل معدنى مثل المعادن، الفخار، ومعمل مخصص للأخشاب ومعمل مخصص للأحجار، ومعمل مخصص للبقايا الآدمية ومعمل مخصص للآثار الثقيلة».


على الجانب الاخر تجد المجموعة الثالثة من المعامل وعددها 5 معامل وهى معامل الصيانة الوقائية التى يكون دورها الحفاظ على القطع الاثرية من خلال التحكم فى مسببات التلف فى الوسط المحيط بالقطع الأثرية من درجات حرارة ورطوبة وتلوث جوى، ليتم نقل تلك القطع الاثرية إلى المخازن وعددها 6 فى نهاية مركز الترميم ليتم تخزين تلك القطع داخل المخازن لحين عرضها فى القاعات المخصصة لها بالمتحف المصرى الكبير للزائرين.


العرض المتحفى
وأكد الدكتور حسين كمال أن مركز الترميم تم إنشاء البنية التحتية الخاص به ليكون مركزا إقليميا لمنطقة الشرق الاوسط يخدم قضايا الحفاظ على التراث الثقافى سواء داخل مصر او خارجها سواء بالتدريب او الدعم الفنى لأى جهة، ولذلك تم استقبال وفود من عمان وغيرها من الدول لتدريبهم وتعليمهم ولذلك تم إنشاء 19 معملاً ما بين معامل أخشاب وحلى وآثار عضوية وآثار ثقيلة وغيرها من المعامل المجهزة بأحدث أجهزة الصيانة والترميم والفحص والتحليل .
وقال إنه تم الانتهاء من ترميم كافة القطع الأثرية المُختارة للعرض بقاعات المتحف المصرى الكبير، وتجهيزها استعدادا لتثبيتها بقاعات العرض المتحفي، مشيرا الى أن 99% من القطع الاثرية التى وصلت المتحف مرت على مركز الترميم عدا عدد قليل من القطع الاثرية لما تدخل المركز وذلك لضخامة حجمها مثل تمثال رمسيس والمسلة ومركب الملك خوفو، ولذلك تم انتقال المرممين الى اماكن عرضهم بالمتحف لإجراء عمليات الترميم .


جبانة العساسيف
وأوضح أن مركز الترميم يخدم جميع المتاحف المصرية إلا أن الأولوية حاليًا للانتهاء من تجهيز قاعات العرض المتحفى بالمتحف المصرى الكبير وتثبيت القطع التى سيتم عرضها بالكامل، بجانب ذلك تم العمل على ترميم قطع أثرية أخرى فى الفترة الماضية كالتوابيت المكتشفة حديثًا بسقارة، والتوابيت التى تم اكتشافها بجبانة العسا سيف بالبر الغربى بمحافظة الأقصر، وما زالت موجودة بمخازن المتحف المصرى الكبير حتى الآن.


وأشار الدكتور حسين كمال، إن مهمة المرممين فى المتحف الكبير لا تقتصر على الترميم والصيانة ولكن تتخطاه لنقل الآثار وتثبيتها بالقاعات، وترقيم وتوثيق الآثار ومتابعة الصيانة الوقائية للقطع ومتابعة الحرارة والرطوبة لكل فتارين العرض بعد تثبيت القطع الاثرية بها فى قاعات العرض، مضيفا  أنهم يعملون الآن على استكمال عمليات تثبيت القطع الأثرية بقاعات العرض المتحفي، خاصة وأنه تم الانتهاء من تثبيت كافة مقتنيات الملك توت عنخ آمون باستثناء القطع التى مازالت معروضة بالمتحف المصرى بالتحرير والتى يصل عددها الى 218 قطعة أهمها قناع الملك، وهى قطع لا تحتاج لترميم، وسيتم نقلها من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف المصرى الكبير قبل افتتاح المتحف، بشهر موضحًا أن هذه القطع تحديدًا مازالت بالمتحف المصرى بالتحرير حتى لا يتم حرمان الزائرين من رؤية بعض مقتنيات الملك الشاب خاصة القناع وكرسى العرش.


كما أوضح مدير عام مركز الترميم أن هدف المركز بالأساس هو ترميم القطع الأثرية ليس فقط للمتحف المصرى الكبير، ولكن تقديم الدعم الفنى  للحفاظ على التراث الثقافى داخل وخارج مصر سواء من خلال تقديم دورات تدربية متقدمة أو القيام بمشروعات خارج مصر بالاستعانة بالعمالة المتخصصة من المتحف، وتم عمل برامج تدريبية لمرممين من بعض الدول خلال الفترة الماضية.. وأوضح أن الأولوية حاليًا للانتهاء من تجهيز قاعات العرض المتحفى بالمتحف المصرى الكبير وتثبيت القطع التى سيتم عرضها بالكامل، بجانب ذلك يتم العمل على ترميم قطع أثرية أخرى فى الفترة الحالية كالتوابيت المكتشفة حديثًا بسقارة، والتوابيت التى تم اكتشافها بجبانة العساسيف بالبر الغربى بمحافظة الأقصر.


ترميم الأخشاب
وانتقلنا الى معمل ترميم الأخشاب واستعرض كيف يتم التعامل مع القطع الخشبية وانهم يعملون على ترميم التوابيت والتماثيل المصنوعة من الخشب، والبداية تأتى منذ لحظة استلام القطعة وفحصها لإعداد خطة العمل والتى تصل الى شهرين فى بعض الحالات الحرجة وتوثيقها وتصويرها حتى تتضح كل تفاصيل مكونات تصنيعها وبيان مظاهر التلف التى لا يمكن ملاحظتها أو تحديدها بالعين المجردة، ليتم بعد ذلك وضع خطة علاج مناسبة لها.
عمليات التوثيق
وأشار أن القطع خلال عمليات الترميم يصاحبها عمليات التوثيق والتصوير وهناك قطع يتطلب ترميمها تحت الميكروسكوب نظرًا لدقة حجمها ودقة الشروخ المتواجدة بها، كما توجد قطع أخرى خلال عملية التنظيف يتم فحصها بالأشعة فوق البنفسجية لبيان أماكن الضعف والتى تحتاج للترميم نظرًا لعدم إمكانية رؤيتها بالعين المجردة.


وأكد على هناك مجموعة من الضوابط والمبادئ التى تحكم عمل المرمم وعلى رأسها القاعدة التى تنص على «أقل تدخل ممكن هو أفضل ترميم ممكن فليس الغرض هو إبراز الوجه الجمالى للقطعة بقدر ما نهدف إلى الحفاظ على القطعة بحالتها الأصلية لحظة الاكتشاف»، ولذلك يحرص المرمم على بيان عمرها الأصلى وشكلها الأساسى ومرور آلاف السنوات عليها، فلابد من يترك بها الجانب الأثرى وهذه هى وظيفة المرمم الأساسية لذلك هناك مبدأ أخر يطلق عليه «الصيانة الوقائية» ويعنى عرض وتخزين القطعة الأثرية فى ظروف بيئة يمكن التحكم بها لتناسب طبيعة المواد الاثرية للحفاظ عليها على المدى البعيد.
وخلال جولتنا فى معمل الآثار غير العضوية، أكد الدكتور حسين كمال أن المعمل يستلم القطع الأثرية التى ليست من أصل نباتى أو حيواني، والعمل داخل المعمل له نظام خاص حيث يتم تقسمه من خلال 3 مجموعات، مجموعة خاصة بصيانة وترميم المعادن، مجموعة خاصة بترميم وصيانة الفخار، مجموعة خاصة بترميم وصيانة الزجاج .


الآثار الغير عضوية
وقال إن معمل الآثار غير العضوية يختلف عن المعامل الأخرى، لأنه ينطوى على أكثر من تخصص فكل مادة تختلف فى طريقة التعامل معها، و يتم توزيع القطع على حسب اختصاص كل مجموعة، مشيرا إلى أن مجموعة القلادات الخاصة بالملك توت عنخ آمون، تم ترميمها داخل ذلك المعمل وهى المجموعة التى كانت معروضة فى المتحف المصرى بالتحرير، ولكن لم تتح فرصة للمرممين فى التعامل معها ولكن استطاع المرممون بالمتحف الكبير إعادتها لشكلها الأصلى الذى ذكره كارتر مكتشف المقبرة من خلال التصوير الفوتوغرافى وكتابة مذكراته وملاحظاته.
وانهى جولته مع «الاخبار» بوجود خطط دورية تم إعدادها فى مركز الترميم للاطمئنان على القطع الاثرية ومدى تأثرها بالتقلبات المناخية وغيرها، والتأكيد على المركز يعد أحد الاماكن المهمة داخل المتحف المصرى الكبير، لترميم القطع الاثرية علاوة على انه سيصبح احد اهم المراكز الاقليمية للتدريب والبحث العلمى وتقديم الدعم الفنى لجميع الدول فى الشرق الاوسط.

معلومات مهمة للزيارة

وضعت الإدارة المسئولة عن الجولات الإرشادية بالمتحف المصرى الكبير مجموعة من التعليمات لزوار المتحف حاجزى الجولات للاستمتاع بالتراث الثقافى والحضارى.
 والتعليمات المنشورة على الموقع الإلكترونى لحجز تذاكر الزيارة هى:
 حجز مجموعات تضم أكثر من 10 أفراد أو مجموعات مع مرشد خاص، يتم التواصل على:
[email protected]
 أماكن انتظار محدودة للسيارات .
 التذاكر مجانية فى شبابيك البيع الرئيسية بالمتحف للأطفال تحت سن 6 سنوات.
 لا يسمح بإحضار طعام ومشروبات من الخارج.
 يُسمح بالتصوير الشخصى غير المهنى وغير التجارى باستخدام الكاميرات المحمولة الصغيرة والهواتف المحمولة.
 يحظر استخدام معدات التصوير الاحترافية، والكاميرات ذات العدسات القابلة للإزالة، وأضواء التصوير، والحوامل، والكاميرات الطائرة.
 جميع الحجوزات غير قابلة للتحويل وغير قابلة للاسترداد.
 أسعار تذاكر الزيارة للمصريين هى:
 فوق سن الـ21 سعر التذكرة 150 جنيهًا.
 من سن 6 سنوات وحتى 21 سنة سعر التذكرة 75 جنيهًا.
 الطالب سعر التذكرة 75 جنيهًا.
 كبار السن فوق 60 سنة سعر التذكرة 75 جنيهًا.
 أسعار تذاكر الزيارة للأجانب هى:
 فوق سن الـ21 سعر التذكرة 1000 جنيه.
 من سن 6 سنوات وحتى 21 سنة سعر التذكرة 500 جنيه.
 الطالب سعر التذكرة 500 جنيه.
 كبار السن فوق 60 سنة سعر التذكرة 500 جنيه.
 ويتم حجز تذاكر الزيارة عبر الموقع الإلكترونى:
https://www.visit-gem.com/en/home