شهيد الكرامة.. مات دفاعًا عن شقيقته

ارشيفية
ارشيفية

جريمة سطرها المتهم بمداد قاتم..  وعقل هائم.. وهلك نفسا بريئة.. وزهق روحا مطمئنة.. تلك الجريمة حيث دماء تراق وأجساد للموت تساق.

اقرأ أيضًا| موعد مع القدر.. داخل الأسانسير

حمل الأب المكلوم ابنه الشاب في كفنه الأبيض يودعه إلى مثواه الأخير، تتساقط دموعه وقلبه يمتلأ بمشاعر حزينة يشعر بالألم والضعف يؤلمه كسهم يقطع أحشاءه، وكأن شيئا رهيبا يجثم على صدره ويضغط على قلبه ليعصره حزنا على ابنه الذي راح ضحية الكرامة ومات وهو يدافع عن شقيقته التي أراد المولى أن يمتد بها الأجل لتحكي ماحدث وتروي فجيعتها.

كان الشقيق ابن ال٢١ عاما قد حدثت بينه وبين أحد أقاربه الذي كان يرغب في خطبة شقيقته والذي رفضته العائلة لسوء سلوكه، وبسب خلافات عائلية مشادة كلامية طلب منه على إثرها عدم التحدث معها أو الحضور إلى منزلها مؤكدا له بأن كل شيئ نصيب، ولايبقى غير المعروف، وعدم التعرض لها، لعدم موافقتهم على خطبته لها، وبعدما باءت كل محاولاته بالفشل في أن يخطبها لم يجد إلا الرفض.

اشتاط الخطيب، واستولت عليه حالة مريرة ملوثة بالغضب والحقد معتقدا بأن كلمات الشقيق وظنا منه أنها إهانة وإهدارا لكرامته، وحل الجفاء بينه وبينهم.

لم يهدأ الخطيب وسيطرت عليه أيضا حالة من الغيظ بسبب رفضهم له، وتوجه إلى المنزل وبعين طافحتين شرا يتهكم على الشقيق الذي طلب منه الانصراف، ولم يكن يعلم بأنه سيصبح ضحية الكرامة حيث تحول الموقف إلى مشادة كلامية عنيفة تبادلت فيها كلمات التوبيخ والسباب، وتحولت إلى مشاجرة توجه على إثرها الشقيق إلى المطبخ وامسك بسكين بعدما قام الخطيب بدفعه إلى داخل الشقة وكاد أن يفقد توازنه ويسقط على الأرض، وفي محاولة لتهديده إلا إنه تمكن من السيطرة عليه وشل حركته وبلا رحمة سدد له عدة طعنات وسط صرخات الشقيقة التي حاولت الدفاع عن شقيقها الذي سقط في بركة من الدماء وينتفض كسمكة تم اصطيادها تفرد زعانفها وهي تحاول أن تستنشق الهواء، وتنقلب مرة على جنبها وتهدأ مرة، ثم لفظ أنفاسه الأخيرة، لم يكتف الخطيب بذلك بل قام بطعنها أيضا عدة طعنات متتالية في محاولة لاسكاتها، ولم يرأف بحالها وأشربهما كأس الموت مرا وعلقما، وفر هاربا بعدما ماتت عواطفه جميعا وجري في عروقه دم أزرق يحمل غضب وحقد.

تم نقل الفتاة إلى المستشفى، وايداعها العناية المركزة، وصرحت النيابة بدفن جثة الشاب شهيد الكرامة بعد العرض على الطب الشرعي، وسرعة ضبط وإحضار المتهم الهارب.