يحتفل العالم باليوم العالمي للمتاحف في الثامن عشر من مايو من كل عام، وفي الوقت الذي يجتمع فيه عشاق الثقافة والتاريخ للاحتفال والترويج لأهمية المتاحف في حفظ التراث وإثراء المعرفة، وفي هذا السياق تشغل مصر مكانة خاصة نظرًا لتاريخها العريق والثقافة المتنوعة التي تحتضنها، فتجاوزت مصر حدودها في الاهتمام بالتراث الثقافي، حيث قامت ببناء وتشييد العديد من المتاحف في أنحاء الجمهورية.
اقرأ أيضا| المتحف القومي للحضارة يحتفل باليوم العالمي للمتاحف | صور
الباحث الأثري والمحاضر الأكاديمي د. علي يحيى، يؤكد أن المتاحف في مصر تعتبر جواهر تحمل ثروات التاريخ والثقافة العريقة للبلاد. فهي تعكس الحضارة المصرية القديمة وتحكي قصصًا مثيرة عن الملوك والملكات والفن والحضارة التي امتدت لآلاف السنين، فقد تأسس أول متحف في مصر في القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين، لعبت المتاحف دورًا حاسمًا في حفظ وعرض التراث المصري.
ولكن الجهود لم تتوقف هنا، فقد قامت الحكومة المصرية ببناء وتطوير العديد من المتاحف في مختلف أنحاء البلاد للحفاظ على التراث وتعزيز السياحة الثقافية ومن بين هذه المتاحف المهمة، يأتي في مقدمتها المتحف المصرى الكبير أحد أهم وأعظم انجازات مصر الحديثه بالإضافة الي متحف الحضارة والمتحف المصرى بالتحرير وغيرها من المتاحف الاقليمية في كافة محافظات الجمهورية.
ويشير د. علي يحيى، أن المتاحف المصرية تعكس الفخامة الثقافية لمصر وتجلب الزوار من جميع أنحاء العالم لاستكشاف الثروات التاريخية والثقافية التي تحتضنها. تشكل المتاحف في مصر مصدرًا هامًا للتعلم والترفيه، وتعزز الفهم والوعي بالتراث الثقافي الغني للبلاد.
من هنا ندعو المصريين لزيارة هذه المتاحف المذهلة واستكشاف تراثهم العريق، فقد تم بناء هذه المتاحف وتجهيزها بأحدث التقنيات لتوفير تجارب ثقافية فريدة، فإن زيارة هذه المتاحف ليست مجرد ترفيه، بل هي فرصة للتعلم والتأمل والتواصل مع التاريخ والثقافة المصرية العريقة كما يمكن للمصريين أن يستفيدوا من هذه الفرصة لتعزيز الانتماء والفخر بتراثهم، وتطوير فهمهم لماضيهم العظيم.
علاوة على ذلك، يجب على الحكومة والمجتمع أن يعززوا الوعي بأهمية المتاحف وحفظ التراث كما يمكن تعزيز الحملات التوعوية والتثقيفية لتشجيع المصريين على زيارة المتاحف والاستفادة من المعرفة الثقافية والتاريخية التي تقدمها كما يمكن أيضًا تنظيم الفعاليات والمعارض الخاصة بالمتاحف في مناطق مختلفة من البلاد لتشمل المزيد من الأشخاص وتعزيز الوعي والاهتمام بالتراث المصري.
فمن خلال الاستثمار في بناء وتطوير المتاحف وتوفير التجهيزات اللازمة يمكن لمصر أن تعزز دورها كوجهة ثقافية عالمية،كما يمكن للمتاحف أن تكون محورا هاماً للسياحة الثقافية وتعزيز الاقتصاد المحلي، علاوة على ذلك، يمكن للمتاحف أيضاً أن تكون مراكز للبحث العلمي والدراسات الأكاديمية لفهم أعمق للتراث المصري وتاريخه.
وأضاف د. على أن اليوم العالمي للمتاحف يذكرنا بأهمية المتاحف في حفظ التراث وتعزيز الثقافة. في مصر، تحظى المتاحف بعناية واهتمام كبيرين، حيث تعتبر حاملات لتراثها العريق وترويض للحضارة المصرية القديمة، لذا دعونا نستفيد من هذه الفرصة ونزور المتاحف المصرية، ونشارك في حفظ التراث ونعزز الوعي الثقافي لدى المصريين.
