طيار.. قصة قصيرة للكاتب الدكتور ناصر فؤاد

الدكتور ناصر فؤاد
الدكتور ناصر فؤاد

أسلم لخياله العنان .. أخيرا استطاع جمع المبلغ المطلوب بعد طول انتظار ، أخيرا يستطيع التخلي عن وظيفته المسائية كطيار .. لا يذهب خيالكم بعيدا طيار لتوصيل طلبات مطعم كبير والتي يضطر فيها إلى لبس نظارة كبيرة ويعتمر قبعة ليخفي معظم وجهه حتى لا يعرفه أحد من أقاربه أو زملاؤه، على الرغم من أن المطعم بعيد جدا عن سكنه وعن عمله الصباحي ، حلمه سيتحقق.. سنوات الانتظار بمرارتها تحولت فجأة إلى ذكريات اجتمعت له الأفراح، حصل اليوم على درجة مدير عام، وأصبح من حقه مشاركة زميل في نفس الدرجة في سيارة المصلحة ومكتب جديد بحجرة منفردا.

قرر فجأة قبل أن يذهب لصاحب المطعم حيث عمله المسائي ليعتذر عن العمل ويودعه ، قرر ان يذهب لزيارة خالته هي الباقية له من كل عائلته .

وصل إلى بيت خالته فوجد الجيران كلهم مجتمعين لديها .

خير اللهم اجعله خير ردد بصوت مسموع ، سارعت إحدى الجارات.. خالتك اتزحلقت في الحمام ، والدكتور بيقول إن عندها كسر في الحوض ومحتاجة عملية فورا ... هو انت عرفت ازاي.

رد دون أن يعيي ما يقول قلبي دليلي.

ترك المستشفى بعد أن افاقت خالته التي امطرته بدعاءها .. وربتت على كتفه جارتها قائلة حقيقي يا ابنى الدنيا بخير ... انت لو ابنها مكنتش عملت اللي انت عملته ..

استأذنهم جميعا وتركهم مسرعا .

امام المرأة في غرفة العمال بالمطعم البعيد وقف ينظر لنفسه بالنظارة والقبعة والتي تخفي معظم وجهه .. وفجأة انفجر في الضحك ثم انخرط في بكاء شديد.