لماذا لا نرى الله؟.. د.علي جمعة يجيب على أسئلة الأطفال

الدكتور علي جمعة مع أحد الأطفال
الدكتور علي جمعة مع أحد الأطفال

وجه أحد الأطفال سؤالاً للدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء فى الأزهر الشريف، يقول فيه «أنا عايز أعرف هى الجنة فين؟».

وأجاب د. علي جمعة، أن الكون الذى خلقه الله، منه ما نراه حولنا ويسمى بالملك وهو ما يدركه الإنسان بحسه المعتاد، أما ما هو خارج نطاق الملك، فالله أخبرنا عن الجن والملائكة والجنة والنار والعرش، فهذه الأشياء تسمى عالم الملكوت، فإذن عالم الملك ندركه، وعالم الملكوت لا ندركه، فهو ما لم يدركه الإنسان بحسه المعتاد.

وأشار إلى أن الجنة في الملكوت الذي لا يدركه الإنسان بحسه المعتاد، فقوله- تعالى-: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» لفظ العالمين هنا يعني كل ما هو سوى الله، وهو الملك والملكوت، فهناك فارق بين المخلوق والخالق، فالمخلوق هو الملك والملكوت، والخالق هو الله- عز وجل- يقول للشيء كن فيكون، وله من الصفات 150 صفة مذكورة فى القرآن.

اقرأ أيضًا | علي جمعة: تتبع الفتيات وتصويرهن جريمة شنعاء مثل القتل

وجه أحد الأطفال سؤالا يقول فيه: «هو ليه ربنا بيشوفني وأنا مبشفهوش؟»، وأجاب الدكتور علي جمعة، أن هذا من الرحمة لأن جسم الإنسان مخلوق للعبادة لا يستطيع أن يتحمل هذا الوجود الرباني، فالدنيا فيها عبادة والعبادة تحتاج إلى جسم معين وهذا الجسم لا يتحمل أن يرى الله.

واستشهد بقول الله تعالى: «لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ» فجسم الإنسان يتبخر لو رأى الله عز وجل، مثل الكهرباء لو لمست الإنسان أو الحرارة مسكت في جسم الإنسان.

وأشار إلى أن تركيبة جسم الإنسان غير صالحة لرؤية الله- عز وجل، منوهاً بأنه لذلك يوم القيامة سينشئ الله- عز وجل- عباده خلقا آخر، يتناسب مع إمكانية النظر إلى وجهه الكريم.

واستشهد بقوله- تعالى-: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ «22» إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ» منوهاً بأن الأبصار لا تدرك الله- عز وجل- لا في الدنيا ولا الآخرة، أما رؤية الله يوم القيامة ستكون بالتركيبة الجديدة التى خلق الله بها البشر، فهي رؤية مخصوصة لله- عز وجل- يوم القيامة.