في ذكرى وفاته.. محطات في حياة معجزة الأدب العربي «مصطفى صادق الرافعي»

مصطفى صادق الرافعي
مصطفى صادق الرافعي

تحل في هذا الأسبوع ذكرى وفاة أحد أبرز أدباء العرب، ومعجزة الأدب العربي، الكاتب والأديب " مصطفى صادق الرافعي".


"مصطفى صادق الرافعي" لقبه البعض بمعجزة الأدب العربي، إذ ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي، ولد في 1 يناير 1880، ببيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية وعاش حياته في طنطا، وتوفي في مثل هذا اليوم 10 مايو عام 1937م، أي قبل 83 عاما.

 

تولى والده رئاسة محكمة طنطا الشرعية، أما والدته فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.

 

لم يحصل الرافعي في تعليمه النظامي على أكثر من الشهادة الابتدائية، مثله مثل العقاد في تعليمه، كذلك كان الرافعي صاحب عاهة دائمة هي فقدان السمع، ومع ذلك فقد كان الرافعي من أصحاب الإرادة.

 

لم يستمر الرافعي طويلا في ميدان الشعر، فقد انصرف عنه إلى الكتابة النثرية لأنه وجدها أطوع، كما لم يكن يستطيع أن يتجاوز المكانة التي وصل إليها الشعراء الكبار في عصره، وخاصة أحمد شوقي وحافظ إبراهيم.

 

وذكر البعض أن الرافعي هو من أطلق أول صرخة اعتراض على الشعر العربي التقليدي في أدبنا، فقد كان يقول: "إن في الشعر العربي قيودًا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه" وهذه القيود هي الوزن والقافية"، وأنه قد كانت وقفة الرافعي ضد قيود الشعر التقليدية أخطر وأول وقفة عرفها الأدب العربي في تاريخه الطويل، وأهمية هذه الوقفة أنها كانت في حوالي سنة 1910 وقبل ظهور معظم الدعوات الأدبية الأخرى التي دعت إلى تحرير الشعر العربي جزئيًا أو كليًا من الوزن والقافية.

أبرز مؤلفات الرافعي

من أبرز مؤلفاته ديوان الرافعي"ثلاثة أجزاء"، وديوان النظرات، وملكة الإنشاء، وتاريخ آداب العرب "ثلاثة أجزاء" إعجاز القرآن والبلاغة النبوية "وهو الجزء الثاني من كتابه تاريخ آداب العرب"، حديث القمر، المساكين، النشيد الوطني المصري: (إلى العلا....) ضبط ألحانه الموسيقية الموسيقار منصور عوض، ورسائل الأحزان، والسحاب الأحمر، وتحت راية القرآن، ورسالة الحج. ألّف الرافعي النشيد الوطني التونسي بعد إضافة بيتين للشاعر أبو القاسم الشابي، وهو النشيد المعروف بحماة الحمى ومطلع القصيدة:حماة الحمى يا حماة الحمى هلموا هلموا لمجد الزمــنلقد صرخت في عروقنا الدما نموت نموت ويحيا الوطن.

 

في يوم الإثنين العاشر من مايو لعام 1937 استيقظ الرافعي لصلاة الفجر، ثم جلس يتلو القرآن، فشعر بحرقة في معدته، تناول لها دواء، ثم عاد إلى مصلاه، ومضت ساعة، ثم نهض وسار، فلما كان بالبهو سقط على الأرض، ولما هب له أهل الدار وجدوه قد أسلم الروح، وحُمل جثمانه ودفن بعد صلاة الظهر إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة في طنطا. توفي مصطفى صادق الرافعي عن عمر يناهز 57 عاماً.

اقرأ أيضا:عبقرية العقاد| «سجال العقاد والرافعي.. لا يزال على «السيخ»!