ظلال

د. حسن أبو طالب يكتب: الإيوانات ..ومجمع البحوث الإسلامية

د. حسن أبو طالب
د. حسن أبو طالب

لا يسع الحديث عن فضل القران الكريم المجلدات؛ وإن كان مدادها البحر. ولهذا تكفّل الله بحفظ كتابه منذ نزوله وحتى قيام الساعة. والقرآن الكريم، بما له من عظيم الأُثر في النفوس، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، "إن الله سبحانه وتعالى حفظ القرآن الكريم على مستوى الكلمات والحروف والأداء الصوتي، ليس مرة واحدة، بل عشر مرات في قراءات متواترة." ولعل من بين أبرز الجهود التي تبذل لحفظ كتاب الله، هو مراعاة الدقة في الآلية التي يتم بها ضبط كل ما يُنسخ من مصاحف يتداولها الناس سواء كانت نسخًا إلكترونية أو ورقية.

وتلعب مصر، عبر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، دورًا بالغ الأهمية في مراجعة نسخ المصحف الشريف قبل طباعته سواء داخل مصر أو في دول العالم الإسلامي. ولهذا الدور خصيصًا تتصدى "لجنة المصحف" بكل هيئتها من كبار حفظة القرآن الكريم لبحث طلبات النشر الشرعي، لضمان أعلى معايير النشر المنضبط لكلام الله عز وجل.

ورغم كل الجهود، تطالعنا الصحف من وقت لآخر بتداول نسخ محرفة من المصحف الشريف بما يستدعي جهود الأزهر للتصدي لمثل تلك الوقائع.  وقد أعلن مجمع البحوث الإسلامية، والذي يعد بحق أحد جنود الله في أرضه لحفظ كتابه العزيز، أعلن عن تخصيص خط ساخن لتلقي شكاوى المواطنين حال اكتشافهم أي نسخ للقرآن الكريم وفيها أي تحريف، لاتخاذ التدابير اللازمة وسحب تلك النسخ من الأسواق فورًا.

في مصر، اعتدنا مطالعة القرآن من خلال النسخ الورقية، وحديثًا الإلكترونية، إلا أننا قد فوجئنا في بداية شهر رمضان الماضي بطريقة جديدة لنسخ المصحف؛ من خلال نقش حروفه على الرخام والجرانيت. وكان ذلك في افتتاح "مركز مصر الثقافي الإسلامي" بالعاصمة الإدارية، حيث وجدنا في القلب منه "دار القران الكريم" وقد ضمت "30 إيوان للقرآن"؛ يحتوي كل واحد منها على جزء كامل من كتاب الله؛ وقد نقشت حروفه نقشًا على الجدران.

وربما يدفعنا ذلك إلى أن نتساءل بصدق عن منهجية ضبط نَسخ كلمات الله عز وجل بالنقش على الحجر؛ وهي طريقة ليست باليسيرة، في الوقت الذي ستصبح فيه تلك الإيوانات مزارا مهما لعموم المسلمين وغيرهم؛ سواء من داخل مصر أو خارجها. فهل تمكنت "لجنة المصحف" بمجمع البحوث الإسلامية من تطبيق كل معايير الضبط في مراجعة نسخة القرآن المنقوشة داخل أروقة "دار القران الكريم"، حتى تطمئن لخلوها من أي ذلل أو خطأ قد يعرّض صورة مصر لموقف محرج؛ وهي المعروفة بدورها المشرف في هذا الصدد.