نهاية غرام ملتهب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

خط القدر أول سطر في مشوار حياتهما التي استمرت أكثر من ٣٠ عاما، مليئة بالورود، والأشواك، والصبار، والحب، والغدر، والخيانة، والوفاء.

اقرأ أيضا  |  عادل أدهم.. عامله أبوه بقسوة وفرض عليه العودة للبيت مع الغروب

بدأ الحب يستوي بينهما على نار هادئة، ويسري في دمائهما، وكان كل منهما يجد السعادة في لقاء النظرات دون أن يتحدثا، وترتسم على الشفاة البسمات، فكل منهما يسرع إلى نيل البكالوريوس ليتحقق الأمل، ويبدأ المشوار إلى عش الزوجية.

ووسط فرحة عارمة وكلمات غرام ملتهب، احتواهما عش الزوجية الذي غردت في أركانه الطيور فملأته حبا وحنانا، وعطاء وفناء كل منهما في الآخر، ومضت الحياة هينة لينة لا يعكر صفوها شيئ، فهو يعمل في تخصصه مهندسا زراعيا، بينما فضلت هي أن تبقى في البيت لرعايته ولرعاية أولادهما.


عاشت الأسرة في سعة منذ أن ورثت الزوجة أرضا زراعية ورصيدا في البنك بعد وفاة أبيها الثري، وعملت توكيلا عاما لزوجها برعاية مزارعها وتحصيل أموالها، واستطاع هو بخبرته أن ينشئ حديقة زودها بكل أنواع الفاكهة من المانجو، والموز.

وفي أحد الأيام عاد الزوج يترنح، وارتمى فوق سريره وهو يصرخ من الألم، وانتهى مشواره مع الطب والعلاج حيث أصيب بشلل نصفي ليعيش ما تبقى له من العمر قعيد الفراش، فما كان من الزوجة إلا أن أتت بممرضة تلازمه صباحا ومساء لأنها كبر بها السن أيضا ولم تقو على الاستمرار في مباشرة العناية به.

نسجت الممرضة خيوطها حوله، وأخذت تعامله بحنان جعله يصارحها بعاطفة جارفة من الحب وأنه لا حياة له بدونها وتزوجها عرفيا، ووقعت المفاجأة على رأس الزوجة كالصاعقة، وكادت أن يغشى عليها من هول المفاجأة ورأسها مثقلة بالتساؤلات؟ كيف بعد هذا العمر وأبناءهما في مراحل التعليم المختلفة بالجامعة،  بعد عشرة العمر يغدر بها، ولم يكتف بذلك فقط بل قام بطردها من المنزل، وهي تعاتبه على فعلته بعدما قام بالتنازل والبيع بأملاكها إلى زوجته العرفي الممرضة مستغلا التوكيل العام الذي أعطته بمحض إرادتها.

وتتوالى المصائب التي لا تأتي فرادى، حيث شرب الزوج من نفس الكأس التي جرعها لها غدرا ومرارة، حيث علم بأن الممرضة قامت بسرقة عقد زواجهما العرفي، وتزوجت بشخص آخر تغدق عليه من أمواله التي سرقها من زوجته الأولى.

وأمام المحكمة وقفت الزوجة تطلب الحكم بإلغاء التوكيل، والغاء البيع والتنازل الذي قام به الزوج إلى زوجته العرفي الممرضة، وطالب محاميها بإحالة أوراق البيع والتنازل إلى الطب الشرعي الذي أفاد تقريره بأن عقود البيع والتنازل محررة بعد إلغاء التوكيل الذي أقدمت الزوجة الأولى على توثيقه بالشهر العقاري فور علمها بزواجه من الممرضة.

وجاء حكم المحكمة بإلغاء هذه البيوع وإعادة الأرض إلى الزوجة الأولى المالكة، وحبس الزوج سنة مع الشغل، لكن الزوجة المخدوعة بغدر الزوج، تنازلت عن دعواها رحمة وشفقة من الزج به إلى السجن وهو مشلول، ومازال للمأساة بقية حيث أرسل زوج الممرضة قسيمة طلاقها بعد أن تجردت من أموالها.