فى الصميم

هل يحكم «الروبوت» العالم؟!

جلال عارف
جلال عارف

التقدم فى أبحاث الذكاء الصناعى لا يتوقف، والتحذير من مخاطره لا يتوقف أيضاً.. لم تعد مساعدة البشر فى تجهيز البيانات واستحضار الوثائق أو القيام بالأعمال الشاقة هى آخر ما يقدمه "الروبوت" وأنظمة الذكاء الصناعى.

نحن أمام ثورة يقوم فيها "الروبوت" بأعقد التحليلات، ويدخل إلى مناطق الإبداع والابتكار. لا يكتفى "الروبوت"، الآن بالإجابة على الأسئلة استنادا إلى ما لديه من بيانات، وإنما يكتب الشعر ويؤلف الموسيقى ويقرأ نشرات الأخبار فى التليفزيون. وفى آخر ما وصلت إليه الأبحاث يستطيع "الروبوت"، أن يقرأ ما يدور فى رأسك من أفكار وأن يترجمها إلى كلمات تكشف كل ما تفكر فيه"!!"

وهو ما يثير آمالا فى مساعدة المشلولين على استعمال الكمبيوتر على سبيل المثال، لكنه ـ فى نفس الوقت ـ يثير المخاوف بشأن الحفاظ على الخصوصية والحرية والفردية.

الشركات الكبرى العاملة فى هذا المجال تقول إنها ستلتزم بالضوابط الأخلاقية، لكن المخاوف تزداد. فى مارس الماضى رأينا حوالى ألف من الخبراء والمستثمرين فى هذا المجال ومنهم الملياردير أيلون ماسك يطلبون التوقف مؤقتا عن تطوير أنظمة الذكاء الصناعى حتى يجد الخبراء وسائل التأكد من سلامتها. ولم تتوقف التحذيرات من أن مئات الملايين من الوظائف ستختفى ليحل محلها "الروبوت"، لكن الخطر الأكبر يظل فى أن يتحول "الروبوت"، مع التقدم فى أبحاث الذكاء الصناعى إلى وحش يخرج عن السيطرة!

بالأمس خرج واحد من أشهر الخبراء فى هذا المجال ليطلق صيحة تحذير بالغة الخطورة لأنها تصدر من "جيفرى هينتون"، الذى يلقبونه بـ"عراب الذكاء الصناعى"، لدوره الهام فى ابتكار الأنظمة الحديثة. خرج الرجل الذى استقال من منصبه الهام فى شركة "جوجل" قبل شهر واحد ليقول إن التطور بدون ضوابط يحمل مخاطر هائلة على المجتمع والإنسانية، وليدق جرس الخطر من أن هذه الأنظمة الحديثة تتفوق على الذكاء البشرى فى بعض النواحى بسبب كم البيانات لديها. لم يعد الخطر فى فقد ملايين الوظائف فقط، ولا فى كم المعلومات المضللة التى يمكن أن تطلقها "الروبوتات"، الخطر الأهم أن يتفوق الذكاء الصناعى على الذكاء البشرى، وأن يتحول "الروبوت"، من آلة تساعد فى إنجاز بعض المهام الروتينية ليكون "سيد الموقف"، الذى يبدع ويبتكر ويقرأ أفكارك ويتحكم فى حركتك.. أى عالم سيكون حينذاك؟!