الشاعر شريف عبد الفهيم يكتب: أماه

الشاعر شريف عبد الفهيم
الشاعر شريف عبد الفهيم

أماه ليتك تسمعين
ضاعت دروب العمر مني
وانقضت السنين
وكبرت يا أماه دهرا
يشاطرني الصبر أوجاع الأنين
تاهت عيوني بين جلسات الصحاب
أبحث عن حنين
أماه مازلت أشتاق حضنك والأمان
يدك تصد عني أخطار الزمان
وتعبت يا أماه
ما عدت أعلم هل كبرت
أم كبر المكان
تأتي الليالي دون صوتك أشباحا حيارى
تقتل الأحلام في المهد
تحبس الدمع الحزين
تقتلني أنات السكارى
وأنا يا أماه قد صرت بينهم غريب
ضاعت دروبي
وفاض دمعي
فلم أعد أدري
هل أنا حي
أم صريع في الطريق
قد صرت يا أماه أحيا كالغريق
نامت عيون العاشقين ولم تنم عيني
تبحث عن عيونك في المضيق
أماه ليتك تسمعين
كل الصحاب قد غدوا إلى ممات
والعمر يا أماه يمضي في سبات
بين دمعي والأنين والممات
والقلب يا أماه ما عاد يحتمل السكون
والصمت أصبح يعتريني
في ليالي الموت
بحثا عن عيونك
ما عدت يا أماه أحتمل الغياب
ما عدت يا أماه أرنو للصحاب
ما عدت أحلم بالأماني
حين يدعوني الذهاب
فالقلب يا أماه مذ رحلت
يأبى إلا الاغتراب
أماه ليتك تسمعين
كم آهة خرجت تفتش عن عيونك
كم دمعة ماتت في المحاجر
تبحث عن جفونك
كم لحظة ماتت فيها الأماني والفرح
فلم يعد لي يا أماه بعدك إلا الجرح
ولم يعد لي من هذه الدنيا إلا الانتظار
أبحث عن عيونك في المدار
أشتاق إلى خبزك
إلى حضنك
إلى كل لمسة حب تمسح عني أوجاع الزمان
فهل يا أماه
هل حقاً تسمعين؟

اقرأ أيضا|الشاعر عبد الستار سليم يكتب: بحر العَرَق