أسرعت بالاتصال بذلك الرقم المعلن في جريدة الأهرام مطلوب مؤلف أغاني ....
ألو "كامل بيه"
أنا "عباس" مؤلف أغاني
أحضر في العنوان المعلن في السابعة مساءاً
السماء تعاند المطر...تدعو الشمس للظهور .. الظلام يعلن قدوم المساء ...العنوان ملهى ليلى .... في ذلك اليوم المليء بالشجن رأيت ذلك الشخص المدعو "كامل" في الملهى الليلي يداعب الغربان .. يلعق الأحذية اللامعة ..الكروش ممدودة تعلن عن النعمة الفارهة......السماء مازالت تعافر.. المطر يتساقط ضعيفاً...الجاكيت يعلن الرحيل عن الجسد ...المطر تساقط غزيراً.
دعانى للجلوس ...وأستطرد قائلاً الأغانى حزينة .. نريد أشعار خفيفة.. مثل: أطبطب ..أدلع...بوس الواوا...بحبك يا حمار.
فقلت في نفسى: "حمار".
تركته ورحلت ألملم ما تبقى و لم يبتل من الجاكيت حول جسدي لاحتمى من المطر والبرد القارص...لكنه تمزق ...فصار الجسد وحيداً يقاوم ....المسافة حتى حي الدقي حيث أقيم بعيدة ..شارع الهرم مزدحم في ذلك المساء كأنه يوم الحشر...المواصلات العامة شحيحة في ذلك الوقت ...
آذان العشاء ... ترددت في الدخول للصلاة....خلعت حذائي ودخلت ومازال المؤذن يعلن الله أكبر....
أمسكت بالحذاء في يدى وخرجت أجرى حافياً خلف الأتوبيس في شارع الهرم المالئ بالنجوم والأحذية اللامعة ...
أفقت في المستشفى وجبيرة جبسية حول الساق ...
كسر مضاعف...وصديقي يقرأ على رواية أوليفر تويست رائعة تشارلز ديكنز...فضحكت .
