قلم على ورق

مسلسلات بمعايير سوق السينما

محمد قناوى
محمد قناوى

الموسم الدرامى الرمضانى هذا العام مختلف شكلا ومضمونا، ليس على مستوى المسلسلات والقضايا التى تطرحها وتناقشها، أو التطور الكبير على مستوى الصورة والإخراج فقط، ولكن الموسم كشف عن تغيير جديد طال الموسم الرمضانى الذى أصبح يشبه سوق السينما التى تتنوع فيها الأفلام ما بين أفلام جماهيرية تحقق أعلى الإيرادات المهم أن يكون الفيلم مكونا من خلطة سينمائية يغازل فيها صانع الفيلم غرائز الجمهور، أو مشاعره ولا مانع من وجود بعض مشاهد الأكشن للبطل الشعبى فى الفيلم وهذه النوعية تحقق أعلى الإيرادات ويطلق عليها أفلام جماهيرية، وأفلام أخرى تتوافر فيها مقومات الفيلم الفنية والاعتماد على قصة وموضوع للفيلم وهذه النوعية تحقق قدرا معقولا من الإيرادات وتعيش مع الجمهور بعض الوقت، ونوعية ثالثة تعجب النقاد والمتخصصين حيث تناقش قضايا جادة تهم المجتمع ويمكن أن تؤثر فى الحياة الاجتماعية وتغير من سلوك أشخاص وقوانين، وهى أعمال تكتب تاريخ الصناعة وتعيش مع الزمن.

لقد كشف الموسم الدرامى الرمضانى هذا العام عن أعمال درامية تنطبق عليها معايير السوق السينمائى، فهناك أعمال درامية حققت جماهيرية عالية بغض النظر عن المستوى الفنى، وتفاعل معها الجمهور وحققت اعلى نسب المشاهدة - تشبه ايرادات السينما- خلال عرضها فى موسم رمضان حيث لعب صُناع هذه الأعمال على مشاعر الجمهور وتوحده مع شخصيات هذه المسلسلات ، وأبرزها «جعفر العمدة» للنجم محمد رمضان والذى يُعد أكثر الأعمال مشاهدة خلال موسم رمضان الأخير ونافسه فى الجماهيرية مسلسل «الأجهر» للنجم عمرو سعد و«بابا المجال» للنجم مصطفى شعبان وكلاهما ينتمى للدراما الشعبية ويعتمد على فكرة البطل الشعبى، أما النوعية الثانية وهى المسلسلات التى تتوافر فيها عناصر العمل الفنى المتكامل والتى تعيش مع الجمهور بعض الوقت وحققت قدرا لا بأس به من النجاح مثل «كامل العدد» و«جميلة» و«سوق الكانتو» و«ضرب نار» و«حضرة العمدة» و«الكتيبة 101» و«عملة نادرة» و»مذكرات زوج» و«الهرشة السابعة» و«علاقة مشروعة» أما النوعية الثالثة التى تعجب النقاد والمتخصصين وناقشت قضايا جادة تهم المجتمع ويمكن أن تؤثر فى الحياة الاجتماعية وتغير من أشخاص وقوانين، وهى أعمال تكتب تاريخ هذه الصناعة وتعيش مع الزمن مثل مسلسلات «تحت الوصاية» و»سره الباتع» و»ليلة السقوط» و»رسالة الإمام».

إن التغيير الذى حدث فى صناعة المسلسلات التليفزيونية والتى اعتمدت بشكل كبير على مفردات صناعة السينما انعكس بشكل كبير على طريقة تفكير صُناع الدراما الذين أصبحوا يصنعونها بنفس معايير سوق السينما.