خاص| تعرف على تأثير قرار الفيدرالي الأمريكي على الأسواق العالمية؟

الدكتور كريم عادل
الدكتور كريم عادل

رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مارس الماضي، أسعار الفائدة الرئيسية، بمقدار 25 نقطة أساس، متناسباً مع التوقعات ليتراوح بين 4.75% و 5 %عند أعلى مستوى منذ سبتمبر 2007، أي قبل الأزمة المالية العالمية، فـما تداعيات هذا القرار على الأسواق العالمية؟.

أكد الدكتور كريم عادل الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ "بوابة أخبار اليوم"، أن أحد أهم الأهداف التي يستهدفها البنك المركزي الأمريكي هو الحفاظ على استقرار التضخم عند معدل 2%، في حين أن هناك العديد من العوامل التي تأخذها اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الاعتبار عند تحديد أسعار الفائدة، قائلاً "يعتبر التضخم أحد أكبر العوامل المؤثرة على قرار سعر الفائدة الفيدرالي للسوق المفتوحة".

اقرا ايضا :تباطؤ الإقراض بأمريكا في مارس بعد انهيار سيليكون فالي

ولفت الخبير، إلى أنه لا يؤثر قرار رفع سعر الفائدة على الاقتصاد الأمريكي فحسب، بل يؤثر أيضاً على الاقتصاد العالمي ويكون أكثر تأثيراً على الاقتصادات الناشئة، موضحاً أن الاقتصاد العالمي مترابط ببعضه البعض عبر العديد من الطرق المعقدة، وبالتالي فإن قرار رفع الفائدة في الولايات المتحدة سيكون له العديد من التأثيرات السلبية متعددة الاتجاهات على اقتصاديات باقي دول العالم.

البنوك ترفع شعلة الفائدة

وتابع عادل، يدفع القرار العديد من البنوك المركزية حول العالم لـرفع مماثل لأسعار الفائدة، وهو الأمر الذي يهدد بشكل هائل أعباء الديون على الدول النامية ورفع معدلات البطالة، وكذلك تراجع القوة الشرائية للعملات المحلية، مشيراً إلى ما يُطلق عليه Hot Money "الأموال الساخنة"؛ وهي تدفقات مالية من خارج الدولة بغرض الاستثمار والاستفادة من وضع اقتصادي معين.

واتفق معه، الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي، قائلاً "أن الفيدرالي الأمريكي خلال العامين 2023 و 2024 واستمراره برفع الفائدة يغرق الاقتصاديات الأخرى خاصة الاقتصاديات الناشئة " وذلك لأنه بمجرد رفع الفائدة تتجه معظم البنوك في العالم خاصة في الخليج بـ "رفع الفائدة هي الأخرى".

أمريكا فقدت قوتها

وأوضح خضر، تأثير رفع البنوك لسعر الفائدة لـ "بوابة أخبار اليوم"، أنه بالنسبة لـ "الوضع المصري" فأنه من الاقتصاديات الناشئة، وهناك تغير جذري في الاقتصاد المصري، خاصة خلال عشر سنوات بالمرور بمرحلة البناء، مؤكداً أن لن تعد أمريكا تملك القوة الاقتصادية الضخمة أو حجم الصادرات الذي يجعل الدول تهابها.

ونتيجة ذلك؛ بدأت أمريكا تستخدم السياسات النقدية بشكل مباشر وابتعدت عن سياسات الاستثمار و سياسات التصنيع، وأصبح الهدف الاساسي للاقتصاد الأمريكي؛ هو "جذب السيولة في العالم".

قوة الصين ستغزو العالم

وتوقع خضر، أنه يمكن لـدولة الصين خلال الفترة القادمة أن تقضي على آمال الدولار الأمريكي، نظراً لـوضع خطط استراتيجية طويلة الأمد مثل 2050 و 2080؛ والتي تنص على أن الصين ستغزو العالم وأنها قوة عسكرية.

وخلال العشر سنوات الأخيرة، بدأت الصين في إنشاء طريق الحرير التجاري والذي سيسهم في حركة التجارة الدولية لأنه سيضم حوالي 75 دولة في العالم، وافتتحت منذ أيام المقر الرئيسي لـ البنك "التجاري الدولي" في بكين وهو المنافس لـ "البنك الدولي" في أمريكا.

ويهدف البنك "التجاري الدولي" في بكين إلى عملية اقتراض الدول الفترة القادمة، فسوف تلجأ الدول إليه عند رغبتها في الاقتراض.

اقتصاد أمريكا على وشك الانهيار

يرى خضر، أن العمر الاقتصادي لـ أمريكا على وشك الإنهيار، وسيحدث خلل ملحوظ بـ "أداء الاقتصاد الأمريكي" في بداية عام 2024، متوقعاً أن البنك المركزي المصري سيتجه لـ "تثبيت سعر الفائدة في شهر مايو المقبل".

الجدير بالذكر، أن زيادة الفائدة والتوقعات التي أعلنها الفيدرالي الأمريكي أشارت إلى أنه يركز بشدة على خفض التضخم إلى هدفه البالغ 2%، مما وذلك دلالة على أن تضخم الأسعار يهدد النمو من اضطرابات البنوك، كما تؤكد على الثقة في أن الاقتصاد والنظام المالي لا يزالان في حالة جيدة بما يكفي لتحمل سلسلة الانهيارات المصرفية.