«زلة لسان» تثير غضب أوروبا تجاه السفير الصيني بباريس 

السفير الصيني بباريس 
السفير الصيني بباريس 

بالرغم من عمق العلاقات بين فرنسا والصين، وسعي الدولتين لتحقيق شراكة استراتيجية واقتصادية قوية، إلا أن السفير الصيني بباريس خرج بتصريحات تسببت في إشعال فتيل أزمة امتدت لأوروبا. 


وجاءت تصريحات ماو بعد أن أثار السفير الصيني لدى فرنسا لو شاي الجدل حين صرح خلال مقابلة تلفزيونية بأن دول الاتحاد السوفيتي السابق، بما في ذلك دول البلطيق، ليس لها "مكانة فعالة في القانون الدولي".


قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج، الاثنين، في مؤتمر صحفي دوري إن الصين تحترم "سيادة" دول الاتحاد السوفيتي السابق.

اقرأ أيضا: بسبب اوكرانيا.. نار الخلافات تحرق العلاقات بين بولندا وفرنسا


وقالت ماو: "بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، كانت الصين من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الدول المعنية، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول، التزمت الصين دائمًا بمبادئ الاحترام المتبادل والمساواة في تطوير العلاقات الثنائية الودية والتعاون".


وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية أنها تمثل وجهة النظر الرسمية للحكومة الصينية، دون أن تجيب بشكل مباشر على أسئلة حول تصريحات لو.


وأضافت ماو أن الصين تحترم سيادة واستقلال وسلامة أراضي جميع الدول وتلتزم بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، لتخرج تصريحات الدبلوماسي الصيني باعتبارها «زلة لسان» أو موقف شخصي لا يمثل بلاده.


من جهتها، توعدت فرنسا الدبلوماسي الصيني برد قاس، كنوع من التضامن مع جميع الدول الحليفة التي يشملها تصريح السفير الصيني والتي قالت عنها باريس إنها نالت استقلالها "بعد عقود من القمع".


فقد قال مسؤول فرنسي إن السفير الصيني في باريس سيتلقى تقريرا "صارما للغاية" في وزارة الخارجية.


أما عن مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك، فقد لفت ،اليوم الأحد، أن "كل الدول المنبثقة عن الاتحاد السوفييتي تتمتّع بوضع سيادي واضح مكرس في القانون الدولي" فيما اعترض على تعليقات لو حول شبه جزيرة القرم التي احتلتها روسيا في العام 2014.


واستنكر وزراء خارجية إستونيا وليتوانيا ولاتفيا وكل الجمهوريات السوفياتية السابقة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تعليقات لو الذي يعد واحدا من الطبقة الجديدة من الدبلوماسيين الصينيين الجريئين.


كما كتب وزير خارجية لاتفيا إدجارز رينكيفيكس على تويتر أن آراء لو "غير مقبولة بتاتا" في حين وصفها رئيس إستونيا مارجوس تساكنا بأنها "خاطئة وتفسير خاطئ للتاريخ".


من جهته، انتقد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل التصريحات الصينية قائلا "لا يمكن للاتحاد الأوروبي إلا أن يفترض أن هذه التصريحات لا تمثل الموقف الرسمي للصين"، مضيفا أنها "غير مقبولة".