يوميات الأخبار

نهاد عرفة تكتب: قناة مصر للقرآن الكريم

نهاد عرفة
نهاد عرفة

القناة فرصة للجيل الحالى لمعرفة أصوات وإلقاء هؤلاء العظماء الذين تعدوا حدود الزمان والمكان
 

حالة روحانية ووجدانية أحيتنا بها قناة مصر للقرآن الكريم طوال العام منذ إطلاقها على القمر الصناعى النايل سات قبل ثلاث سنوات، وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة، ولكنها خلال شهر رمضان الكريم لها مذاق خاص، تُعيدنا إلى زمن مشاهير القراء العظماء بأصواتهم الملائكية التى تهز القلوب، وتسجيلات نادرة، الشيخ محمد رفعت الذى لُقب بقيثارة السماء، والشيخ عبد الفتاح الشعشاعى ذى الصوت القوى والفريد، والشيخ مصطفى اسماعيل الملقب بصوت الذهب، الشيخ محمود الحُصري شيخ عموم المقارئ المصرية، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ذى الحنجرة الذهبية، الشيخ محمود الطبلاوي، الشيخ محمد صديق المنشاوى المقرئ الرسمى لمصر فى الخمسينيات والستينيات، الشيخ أبو العينين شعيشع من عباقرة المقرئين، الشيخ محمود على البنا المُلقب بسفير القرآن، وكل من الأجلاء سيد النقشبندى وعلى محمود وطه الفشنى، من رواد القراءة والإنشاد، رحمهم الله، ولكل منهم حياة فريدة وقصص شيقة تُروى عنهم تستحق أن تُقرأ، وغيرهم من الأسماء اللامعة ذات الأصوات العطرة فى تلاوات نادرة للقرآن الكريم ترتيلاً وتجويداً، الذين تربى على أصواتهم أجيال كثيرة استطاعوا تمييز كل صوت على حدة، فلكل صوت مدرسة خاصة لتعليم أجيال متعددة، ولذلك فالقناة فرصة للجيل الحالى لمعرفة أصوات وإلقاء هؤلاء العظماء الذين تعدوا حدود الزمان والمكان، أصوات عذبة تثير بداخلنا روحانية لا حدود لها حين نستمع لها، وتمزج القناة ما بين القراءات والابتهالات من الإنشاد الدينى الذى ندر وجوده فى القنوات التليفزيونية المختلفة، واكتشاف أصوات جديدة من شباب القراء والمنشدين، لقد نزل القرآن الكريم بمكة وقُرئ فى مصر وكُتب فى اسطنبول، وهيَ مقولة صادقة بعد أن أبدع القراء المصريون فى فن التلاوة وتلألأت أصواتهم فى كل أرجاء الأرض، تحية وتعظيم لجميع القائمين على قناة مصر للقرآن الكريم، وعمار يا مصر.

السبت:
◄ كانوا معي العام الماضي
قليلة هى تحركاتى خلال الشهر الكريم، أُفضل البقاء بالمنزل، بيتى مفتوح لتجمعات العائلة والأصدقاء، ولكن نادرا ما أقبل الدعوات التى تكثُر خلال هذا الشهر الكريم، يكفينى تلبية دعوة أو دعوتين خلال الشهر الكريم، حتى لا أفقد أفضل الأوقات الروحانية التى تُسعدنى وأستمتع بها مع كُتبى وقراءاتى الدينية والأدبية التى تقل طوال العام مع زحمة الحياة بمشاغلها وأعبائها، وهروباً من ازدحام الشوارع والقيادة المرهقة وسط العاصمة، ففى غرفتى المتسعة أُغلق بابي، هيَ صومعتى التى لا أستطيع الابتعاد عنها، أتعبد فيها ما بين الركن المخصص للصلاة وما بين أرفف مكتبتى العتيقة، الآن أستطيع أن أزيح التراب عن كُتب عتيقة مرصوصة أعلى الأرفف الخشبية، وأخرى فى انتظار قراءتها، وأنظم أرشيفى الصحفى الممتلئ بالمقالات والحوارات والتحقيقات والموضوعات التى كتبتها لأكثر من أربعين عاما من العمل الصحفي، ولأكتشف العديد من شهادات التكريم والدروع والجوائز المصرية والعربية والدولية التى نلتها خلال سنوات طويلة والتى كدت أنساها، وركن آخر لمشاهدة برنامج العباقرة عائلات، للروائى عصام يوسف، وهو البرنامج الوحيد الذى أحرص على مشاهدته خلال شهر رمضان تنقية للذهن واستعادة للمعلومات، وركن آخر لمكتب عتيق لقراءة الصحف وتدوين أفكاري، حين أغلق باب غرفتى أستمتع بوحدتى وتنتابنى ذكريات الماضى الموجع لأصدقاء وأحباء وأقارب كانوا معى العام الماضى ولكنهم رحلوا وأبوا أن يكملوا معى دروب الحياة، رحمهم الله ورحمنا جميعا.

الأحد :
◄ المُتمردة
المُتمردة، هوَ اللقب الذى أطلقته الكاتبة فريدة الشوباشى على النائبة النشطة أمل سلامة، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب ورئيس مبادرة أمل مصر، خلال الإفطار الرمضانى الذى دعتنا له النائبة لإطلاق المؤسسة الأهلية «أمل مصر» تحت التأسيس، لتنمية وبناء الإنسان فى القرى والمناطق الأكثر احتياجا، مؤسسة تحمل على عاتقها الدفاع عن حقوق المرأة وإقامة مجتمع صحى متوازن، يستند إلى العدل والإنصاف بين الرجل والمرأة، ورعاية الأيتام وأطفال بلا مأوى، وتوعية المواطنين بحقوقهم الدستورية ومبادئ حقوق الإنسان.

أمل سلامة، لماذا هى مُتمردة؟ لأنها منذ أن التحقت بمجلس النواب دائمة التمرد على كل من يضع خطوطاً أمام حقوق المرأة المصرية، ودائماً ما تطالب وتبادر بعرائض من توقيعات النواب على مطالبها التى تُهم المجتمع المصري، سرعة إصدار قانون لوضع حد لظاهرة العنف الأسرى وضرب الزوجات مؤكدة أن قانون العقوبات لا يوجد به نص، تطالب الإعلام بالتصدى لفوضى إعلانات «بير السلم»، طالبت وزير النقل بمراعاة البعد الاجتماعى فى أسعار التذاكر، طالبت بدعم صندوق الأسرة برسم قدره 1% من مؤخر الصداق، وتشكيل وحدات لمواجهة العنف ضد المرأة فى الجامعات، طالبت بالإسراع بقانون متوازن للأحوال الشخصية، وإنشاء مجلس قومى للوعي، وطالبت المرأة بدورها المهم فى مواجهة خطر التغيرات المناخية، وغيرها من المطالبات المتمردة والاستدعاءات لأكثر من وزير ومسئول لحل الكثير من المشاكل بكافة أجهزة ومؤسسات الدولة خاصة الصحة والتعليم. كان حفل الإفطار بسيطاً تتخلله الأغانى والأناشيد الرمضانية القديمة التى تثير الدفء والحميمية مع باقة متنوعة من ضيوف الإفطار من أعضاء وعضوات البرلمان والإعلاميين والصحفيين ومؤسسى أمل مصر، وهى المرة الثانية التى ألتقى فيها النائبة المُتمردة أمل سلامة بعد الندوة النسائية التى أقامتها لها عضوات نادى روتارى هوليوبوليس لحل مشكلات المرأة المصرية منذ عدة شهور.

الخميس :
◄ مفاجأة نوال مصطفى
فاجأتنى الكاتبة الصحفية والأديبة والصديقة العزيزة نوال مصطفى بتكريمى ضمن عدد من الداعمين لجمعية رعاية أطفال السجينات، خلال فعاليات حفل مسابقة نوال مصطفى لريادة الأعمال للعام الرابع على التوالى برعاية وزيرة التضامن الاجتماعى د. نيفين القباج، وحضور عدد من أعضاء مجلس النواب والشيوخ ومنظمات المجتمع المدني، والمتسابقات الفائزات ضمن 121 متسابقة من مختلف محافظات مصر تميزت مشروعاتهن بالتفرد والإبداع، من الحرف اليدوية والمنتجات صديقة البيئة، ولتكمل نوال مصطفى مفاجأتها بفريق الكورال الذى كونته من جمعية رعاية أطفال السجينات التى أسستها فى بدايات التسعينيات وترأس مجلس إدارتها، أطفال الغارمات أو سجينات الفقر كما أطلقت عليهن، وأفرجت عن المئات منهن، استطاعت نوال أن تغير حياتهم بمراعاتهم معيشياً وتعليمياً وفنياً، سعدت بما حققته نوال مصطفى على مدار أكثر من ثلاثين عاما منذ أسست الجمعية، فهى تسير بخطوات ثابتة، بدون إعلانات ولا «دياولو» حتى أفرجت عن المئات من سجينات الفقر، وأقامت لهن مصنعا ومشغلا ومعارض لتسويق منتجاتهن، ولتكلل جهودها منذ أربع سنوات بالإعلان عن مسابقة سنوية لريادة الأعمال تشجيعاً للمشروعات والأعمال الصغيرة التى تتميز بالإبداع وتساهم فى الحركة التنموية.

الجمعة:
◄ زهرة الصبار
هُما نصفان.. التقيا معاً لتكتمل الصور، هو كاتب صحفى متميز وشاعر، وفنانة تشكيلية، هوَ يكتب شعراً، ويروى عنها شعرا طوال سنوات عمره التى عاشها بيننا ويطلق عليها زهرة الصبار، وهى تفيض بمشاعرها رقة وعذوبة فى لوحاتها الفنية، محمد أبو ذكرى زميلنا الراحل، وأبو نور كما كنا نُطلق عليه، وزوجته الفنانة الجميلة غادة، التى أطلق عليها أيضاً نور الغادة فأصبح هذا الاسم متعارفا عليه فنياً، وحين رحل منذ ما يقارب العامين، توحدت فى غرفتها مع قلم زوجها وكأنه ريشة ترسم به لوحاتها، تفيض مشاعرها كتابة وهيَ التى لم تكن تُفكر يوماً فى الكتابة، سطرت قصة حياتها معه «زهرة الصبار» الذى صدر فى يناير الماضي، أربعة شهور كاملة أتصفح أوراقه مرة تلو الأخرى حتى كدت أحفظه بجمله الراقية وتعبيراته التى تفيض حباً وعشقاً فى زوج وحبيب سكن محراب قلبها، زهرة الصبار هيَ الزهرة التى أهداها أبو ذكرى لنور الغادة منذ تعارفهما قبل الزواج واحتفظت بها طوال سنوات لتصبح عنوانا لروايتها الأولى التى كانت ضمن أوائل الكتب مبيعاً فى معرض الكتاب، فى صفحات الرواية تشعر بدقات قلبيهما معا، بأمواج البحر التى توحدت معها مشاعرهما، زهرة الصبار قصة سنوات من الحُب الذى ارتوى بأحلامهما معا، قالت له يوما: «لو فكرت فى الرحيل راح تروح معاك الروح» ولكنه رحل لتبنى من أجله محراباً فى قلبها ووضعت زهرة الصبار شاهداً على الضريح.
أحلى الكلام:

«رحلة بدأناها معاً.. تركنا فيها المرسى.. وشرعنا فى الإبحار».. من سطور رواية زهرة الصبار.