ملتقى «رمضانيات نسائية» بالجامع الأزهر يستعرض صورا لـ«جبر الخاطر»

رمضانيات نسائية
رمضانيات نسائية

عقد الجامع الأزهر اليوم الأربعاء 28 رمضان، فعاليات ملتقى الظهر "رمضانيات نسائية"، برواق الفشنية، تحت عنوان "جبر الخاطر" بحضور ميادة منير عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والشيماء محمد رمضان الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية ، ومنى عاشور، الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، ود. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.

واستهلت ميادة منير عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حديثها ببيان معنى جبر الخواطر، وذكرت صورا من جبر الخاطر فمن ذلك: شكرك لمن قدَّم لك خدمة ولو كانت واجبة عليه، وقبول اعتذار المخطئ ، والابتسامة، وتقديم التعزية والمواساة للمحزونين وغير ذلك. 

وأوضحت ميادة منير، أن الله سبحانه وتعالى أمر بجبر خواطر أولي القربى واليتامى والمساكين إذا حضروا قسمة الميراث، بأن يُعطَوا شيئًا منه ويتلطف معهم في الكلام، فقال تعالى: ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [النساء: 8]. وإذا تأملنا في قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴾ [الضحى: 9، 10]، وجدنا أرقى صور جبر الخواطر، فلا تقهر أحدًا، ولا سيما من هذا حاله، كاليتيم والسائل.

من جهتها، قالت الشيماء محمد رمضان الواعظة بمجمع البحوث، إن العبادات في الأصل تقوم على جبر الخواطر وتطيب النفوس ومن ذلك: زكاة الفطر، التي شرعت لسد حاجة الفقراء وتطيبا لنفوسهم وجبرا لخواطرهم في أيام العيد المباركة حتى لا يشعروا بالحاجة لغيرهم وتكتمل فرحتهم بالعيد.

وقدمت واعظة مجمع البحوث، صورا لجبر الخاطر منها: موقف طلحة بن عبيد الله مع كعب بن مالك رضي الله عنهما حين هروَل طلحة لاستقباله في المسجد حين تاب الله عليه، فقال كعب: "والله ما قام إليَّ رجل من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة!".

وتابعت: من أعظم الأمثلة في جبر الخواطر جبر الله عزوجل لنبيه الكريم في رحلة الإسراء والمعراج، حينما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف وقد سلطوا عليه الصبية والسفهاء فأدموا رجله الشريفة وضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه فجبره الله جبرًا عظيما حيث صعد إلى سدرة المنتهى فكان قاب قوسين أو أدنى فطابت نفسه ونسي الألم والأذى الذي تعرض له.

من جهتها، أضافت منى عاشور، الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، أنه إذا كان جبر الخواطر يُطلب لشخص نزلت به نازلة مؤقتة  كمريض نواسيه أو مكروب فمن باب أولى أن يكون جبر الخاطر لمن به مرض دائم وكرب مستمر ومنهم ذوي الهمم، لما يتعرضون له من أضرار صحية ونفسية واجتماعية بالغة ومستمرة، وهم سبب نصرة الله تعالى لنا وهم رسالة وامتحان لكل من يتعامل معهم أو يستطيع خدمتهم وقصر في ذلك. 

كما عرضت واعظة مجمع البحوث ، تجربتها مع ذوي الهمم الصم وهم في مصر يتجاوزوا الـ  7.5 مليون أصم، وفي العالم ٧٢ مليون أصم، حيث تعلمت لغة الإشارة بناء على توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وتحت إشراف الدكتورة إلهام شاهين وقد حظيت التجربة برد فعل من الصم والمتعاملين معهم ، ووجدت فيها جبر الخاطر الحقيقي وشعرت وكأني لأول مرة أدخل السرور على قلب شخص ومن هنا أدعوكم وادعو كل من يستطيع أن يتعلم حتى كلمات بسيطة للتعامل مع الصم وأدعو كل صاحب رسالة وتخصص أن يتعلم لغة الإشارة لوضع المصطلحات الإشارية، خاتمة كلمتها بتقديم تهنئة للصم بلغة الإشارة "كل سنة وأنتم طيبين نحبكم".

من جانبها قالت د.سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر، إن الله تعالى يجبر من يدعوه باستجابة الدعاء وكشف الضر، كما قال تعالى: " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ"، موضحة أن جبر الخاطر من أحب الأعمال إلى الله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بين السجدتين: "اللهم اغفر لي، وارحمني، واجبرني، واهدني، وارزقني".

وأوضحت د.سناء، أن من أسماء الله تعالى الجبار، فهو جبار متصف بكثرة جبره حوائج الخلائق، فقد جبر الله تعالى خاطر نبيه يوسف عليه السلام لما ألقاه إخوته في الجب؛ قال تعالى: "فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " ، فكان هذا الوحي من الله سبحانه وتعالى لتثبيت قلب يوسف عليه السلام ولجبر خاطره، لأنه ظُلم وأُوذي من إخوته، والمظلوم يحتاج إلى جبر خاطره، لذلك شرع لنا جبر الخواطر المنكسرة.