«بق الفراش».. رجل «يُؤكل حيًا» في سجن أمريكي

صورة موضوعية
صورة موضوعية

زعم محامي أسرة سجين أمريكي توفي في زنزانته بعاصمة ولاية جورجيا الأمريكية أتلانتا، بأنه قد "أُكل حيا من الحشرات وبق الفراش".

فحسبما أشارت شبكة البي بي سي، فإن لاشون طومسون كان قد سُجِن في جنحة، ووُضع في جناح الأمراض النفسية بسجن مقاطعة فولتون الأمريكية، بعد أن حكم عليه المسئولون بأنه مريض عقليًا.

اقرأ أيضًا: الرئيس الفلبيني: نناقش مع السفير الصيني تهديده عمالتنا في تايوان

ونشر محامي الأسرة مايكل هاربر صورًا تظهر جثة طومسون تعج بالحشرات، ودعا إلى إجراء تحقيق جنائي، قائلا للصحفيين إن الدعوى القضائية معلقة، وذكر هاربر في بيان: "عُثر على طومسون ميتًا في زنزانة قذرة بعد أن أكلته الحشرات وبق الفراش حيًا".

وأضاف هاربر: "زنزانة السجن التي أقام فيها طومسون لم تكن مناسبة لحيوان مريض، ولم يكن يستحق ذلك".
ووفقًا لتقرير الفحص الطبي لمقاطعة فولتون، فقد عُثر على طومسون في زنزانته في التاسع عشر من سبتمبر، بعد 3 أشهر من اعتقاله، وأُعلِنت وفاته بعد محاولات من الشرطة المحلية والطاقم الطبي لإنقاذه، وفقًا لصحيفة "يو إس إيه توداي".

وقال هاربر، إن سجلات السجن تظهر أن موظفي السجن والطاقم الطبي لاحظوا تدهور حالة طومسون، لكنهم لم يفعلوا شيئًا لتقديم العون أو المساعدة بأي طريقة أخرى، حسبما أفادت "سي بي إس نيوز"، الشريك الإعلامي لبي بي سي في الولايات المتحدة.

وقال تقرير الطبيب الشرعي، إن هناك "انتشارًا حادًا لبق الفراش" في زنزانته في جناح الطب النفسي، لكنه قال إنه لا توجد علامات واضحة على تأذي جسد طومسون، كما ذكر التقرير أن سبب الوفاة "غير محدد".

وتجسد الصور التي نشرها المحامي صورة مروعة لطومسون، الذي يمكن رؤية وجهه وجذعه مغطى بالحشرات.

يقول مايكل بوتر، عالم الحشرات في جامعة كنتاكي والمتخصص في بق الفراش، إن ظروف زنزانة السجن كما رأيناها في الصور "مروعة".

وصرح بوتر لبي بي سي: "لقد تعاملت مع بق الفراش لأكثر من 20 عامًا، ولم أر أبدًا أي شيء بهذا المستوى إن كان هذا هو ما أراه في الواقع".

ويجدر الإشارة إلي أن، لدغات بق الفراش ليست مميتة في العادة، لكن في بعض الحالات النادرة، كما قال بوتر، قد يتسبب طول مدة التعرض لبق الفراش في فقر الدم الحاد، والذي يمكن أن يكون مميتًا إذا تُرك من دون علاج.

وأوضح بوتر: "يتغذى بق الفراش على الدم، وتتغذى الأعداد الكبيرة منه على كميات كبيرة من الدم"، وتابع: أنه في الحالات القصوى الأخرى، قد يتعرض الضحايا لرد فعل تحسسي ويصابون بنوبة حساسية، والتي قد تكون قاتلة أيضًا.

وقال مكتب مأمور مقاطعة فولتون في بيان: إنه "لا يخفى على أحد أن الظروف المتداعية والمتدهورة للمنشأة الحالية، تجعل تحقيق الهدف المتمثل في توفير بيئة نظيفة وصحية لجميع النزلاء والموظفين صعبا للغاية".

وأعلن المكتب، المسئول عن إدارة السجن، عن إجراء تحقيق شامل في الظروف المحيطة بوفاة طومسون، وقال في البيان إنه أمر على الفور بصرف مبلغ 500 ألف دولار "لمعالجة انتشار بق الفراش والقمل والحشرات الأخرى داخل سجن مقاطعة فولتون".

وبحسب البيان، قام السجن أيضا بتحديث "بروتوكولات جولات أمنية تشمل معالجة الظروف الصحية".

وقال البيان إن "التحقيق الجاري يدرس التفاصيل المتعلقة بالرعاية الطبية المقدمة، وسيحدد في نهاية المطاف ما إن كان هناك داع لتوجيه اتهامات جنائية في هذه القضية".

وكرر مكتب الشريف دعوته لبناء سجن جديد أكبر "لتوفير مستوى عال من الرعاية وخدمات الصحة العقلية والأمن والنظافة".

ويدرس مسئولو المقاطعة خطط الجدوى الخاصة بسجن مقاطعة فولتون الجديد، ليحل محل المرافق الحالية التي لطالما اشتهرت بالاكتظاظ ونقص التمويل والظروف غير الصحية.

وخلال العام الماضي، نشر المركز الجنوبي لحقوق الإنسان بيانًا صحفيًا بعنوان "تفشي القمل والجرب بلا احتواء، يتسبب في إصابة نزلاء سجن فولتون بسوء التغذية بشكل خطير"، موجزا المشكلات العديدة التي يعاني منها المرفق، ومقدما توصيات لـ "احتواء تفشي المرض في المستقبل" وتحسين " ممارسات النظافة".