قصة اية

د. عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف
د. عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف

فى هذا الباب والذى يحمل عنوان «قصة آية» نقدم لك عزيزى القارىء فى كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك شرحا بسيطا لآية أو أكثر من آيات كتاب الله كان لها قصة وسبب. 

الحسد داء قاتل ونار تحرق قلب صاحبه والنجاة منه أو الوقاية بيد الله، وقصة اليوم التى يوضحها د. عصام الروبى أستاذ التفسير ب الأزهر الشريف هى عن الحسد والحقد الذى أضمره قابيل لهابيل صاحب أول قصة قتل على الأرض، حيث يقول د. الروبي: يحكى القرآن الكريم أول قصة قتل حدثت فى الوجود فى قوله سبحانه: « وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين» 27 المائدة.

اقرأ ايضاً| مع الصحابيات | أسماء بنت مُخرَّبة

ويرجع سبب القتل للغيرة التى أعمت قلب الأخ تجاه أخيه، فلما ولد قابيل وتوأمته «أقليما» ثم هابيل وتوأمته «لبودا»، أمر الله تعالى آدم عليه السلام أن ينكح قابيل لبودا أخت هابيل وينكح هابيل أقليما أخت قابيل، فذكر ذلك آدم لولده فرضى هابيل وسخط قابيل، فقال لهما آدم عليه السلام: فقربا قربانا فأيكما يقبل قربانه فهو أحق بها فقدم قابيل صبرة من الطعام من أردأ زرعه وقدم هابيل أحسن كبش فى غنمه، ثم دعا آدم عليه السلام فنزلت نار من السماء وأكلت قربان هابيل.

ولم تأكل قربان قابيل فذلك قوله عز وجل: «فتقبل من أحدهما» فغضب قابيل لرد قربانه وكان يضمر الحسد فى نفسه، فلما أتى آدم مكة لزيارة البيت، أتى قابيل هابيل وهو فى غنمه، «قال لأقتلنك» قال: ولم؟ قال: لأن الله تعالى قبل قربانك ورد قرباني، وتنكح أختى الحسناء وأنكح أختك الدميمة، فيتحدث الناس أنك خير منى ويفتخر ولدك على ولدي، «قال» هابيل: وما ذنبي؟ «إنما يتقبل الله من المتقين».

وينبغى للمؤمن دوما أن يوقن أن عطاء الله تعالى ومنعه كله له خير ولا يتطلع لما فى يد الغير حتى لا يتسلل الشيطان ويقوى نفسه فتغلبه بالمعصية.. نجانا الله تعالى من الحسد والحقد والغل.