باحثة أثرية: المصريون برعوا في صناعة السمك المملح واحتفلوا بـ «شم النسيم»

نقوش فرعونية تعبر عن الاحتفال بشم النسيم
نقوش فرعونية تعبر عن الاحتفال بشم النسيم

يحتفل المصريون غدا الإثنين بعيد شم النسيم وهو عيد مصري قديم يعود لحوالى 2700 قبل الميلاد، يعنى عيد عمره اكتر من 4700 سنة، وهو عيد يعلن عن بداية الحياة لأن المصريين القدماء رأوا أن الربيع بداية الحياة خاصة أن الزهور تتفتح في الربيع ويخرج الزرع من الارض ويأكل المصريين في هذا العيد الأسماك المملحة خاصة الفسيخ والبصل والملانة.

 

وأصل الفسيخ هو سمك البوري بعد معالجته بطريقة محددة، وإضافة الكثير من الملح إليه، وهو ما يعد من العادات والتقاليد المتوارثة من المصريين القدماء وبالتحديد منذ الأسرة الخامسة، حيث تشير الوقائع التاريخية إلى أن المصريين القدماء احتفلوا بـ"عيد الشمو"، أو شم النسيم، بتقديم الأسماك المجففة قرابين للآلهة داخل المعابد.

 

ويرجع تناوله كما تقول الباحثة الأثرية هبة الحلواني إلى أسباب عقائدية منهم، بأن الحياة خُلقت من محيط مائي أزلي لا حدود له، وخرجت منه جميع الكائنات، ثم أعقبه بعث الحياة ووضع قوانين الكون.

اقرأ ايضا:خبير أثري: تدريس الحضارة المصرية القديمة عالميا أثرى المجتمع العلمي

 فقد برع المصريون في صناعه السمك المملح لأنه كان يتعرض للتلف بشكل كبير ،لذا قاموا بتجفيفه وتمليحه، للبقاء أطول فتره ممكنه بعيدة عن التلف وضرر تناوله، وكانوا يخصصون له أماكن أشبه بالورش كما يتضح من نقش في مقبرة الوزير "رخ مي رع" في عهد الأسرة الثامنة عشرة.

 

وتشير بردية "إيبرس" الطبية إلى أن السمك المملح كان يوصف للوقاية والعلاج من أمراض حمى الربيع وضربات الشمس. 

كما استخدم الفراعنة أنواعاً مختلفة من الأسماك، مثل البوري والشبوط والبلطي، كما يظهر من خلال رسومات جدران المقابر .

أما عن دق البصل وتناوله في شم النسيم بالإضافة إلى الملانه ،فالمصريون يعتقدون أن دق البصل وخروج رائحته يساعد على خروج الأرواح الشريرة والجن من المنزل. والملانة نبات أخضر يجفف، ويعد بمثابه مطهر معوي طبيعي ويعمل على تنظيم حركة الأمعاء وطرد الميكروبات أثناء تناول الفسيخ للاستمتاع به وتجنب احتمالات الأضرار عند تناوله.