محمد الباسوسي: الدراما المصرية شاهدة على العصر وتقدم أحداثًا تاريخية برؤية درامية

محمد الباسوسي
محمد الباسوسي

◄ كتب: سالي الجنايني - محمد جمعة - أسماء ياسر 

يقول المؤلف محمد الباسوسي يجب أن نفرق بين التوثيق التاريخي والتوثيق الدرامي لأن العمل الفنى دائمًا ما يحمل وجهة نظر المؤلف أو مخرج العمل ويحتمل أيضًا أن يتم توظيف وتغيير بعض الأمور لخدمة الدراما فطالما هناك دراما فأنا مسموح لى بالتغيير فى الأشياء كيفما أشاء ولكن بالطبع غير مسموح لى التغيير فى المعلومات التاريخية مثل حملة نابليون ودخولها مصر أنها عام ١٧٩٨ وتقديمها فى المسلسلات المختلفة وقدمت بالفعل فى أكثر من عمل وهنا يكون وجود الدراما للحديث عن حدث أو واقعة بعينها هى مكتوبة ومسجلة فى التاريخ ولا يمكن تحريفها..

ويضيف الباسوسي : يجب الأخذ فى الاعتبار أن من يقوم بتسجيل بعض الأحداث أو الوقائع التاريخية المهمة ينقلها من وجهة نظره الشخصية أو بالطريقة التى تم سردها له ولذلك فإن تقديم ذلك دراميًا هو مؤثر وخطير للغاية لأنه مثلا إذا قدمت الحملة الفرنسية على مصر من منظور درامي فرنسي فلن يظهرها على أن فرنسا دولة محتلة ولكن سيقدمها بطريقة تجمل دولته أو من منظور مختلف تمامًا عن الحقيقة أو الواقع.. قد ناقشت فكرة من يكتب التاريخ وبأى فكر أو طريقة من خلال مسلسل العنكبوت الذى قدمته من قبل على لسان بعض الأطفال وتساؤلهم عن ذلك لأن هناك فرقًا بين التاريخ والتأريخ، والتأريخ يكتبه شخص ما معنى بذلك وهو مؤرخ ويكتب ما حدث بشكل يومى ويشرح ما حدث فيه مثل يوم ٢٥ يناير ويوم ثورة ٣٠ يونيو والهدف من خروج جموع الشعب لكن عند تقديمه فى الدراما مسموح لى نقل هذا الحدث ولكن من وجهة نظرى أو من وجهة نظر مخرج أو منتج العمل ومناقشة مدى تأثير الحدث أو الواقعة التى أتحدث عنها أو أقدمها فى المسلسل على الواقع نفسه..

اقرأ أيضًا | أيمن الشيوي: أظهرت أهم أبعاد شخصية نابليون وسعيد بردود الفعل

ويؤكد الباسوسي أن الدراما قد تكون شهادة للعصر وما حدث فى ذلك الوقت حتى وإن كان برؤية صناع العمل فمثلا مسلسل «الاختيار» قدم أحداثًا من الماضى القريب وقد عشناها بالفعل وشاهدناها بأنفسنا ومن خلاله كان شاهدًا على هذه الفترة وجزء مما حدث فيها لأن الدراما بطبيعتها لا تقدم التاريخ كاملًا بل تقدم أجزاء من التاريخ وعلى سبيل المثال عند تقديمى مسلسل «البحار مندى» وكنت أتناول من خلاله الإحتلال الانجليزي لمصر تناولت جزءًا معينًا منها فقط وقدمته من خلال قصة حب شديدة الرومانسية بين البحار مندى والفتاة التى أحبها وسر نجاح الأعمال التاريخية أو السياسية هو الجزء الدرامي داخلها وكلما كانت الدراما منسوجة داخل أحداث العمل كلما تأثر به المشاهد وأعجبه وظل فى مخيلته .