حوار| أمين مفتاح كنيسة القيامة: كنائس القدس تثق في عائلتي ..ونتشرف بهذه المسئولية المقدسة   

امين مفتاح كنيسة القيامة
امين مفتاح كنيسة القيامة

امين مفتاح كنيسة القيامة لـ " بوابة اخبار اليوم " : 

- الكلام لا يوصف مدي المحبة والترابط بين المسلمين والمسيحين في القدس 

- "سبت النور " يوم عظيم ونفرح بحلوله كل عام

- جميع الطوائف اعلنت ادانتها لاعتداء قوات الاحتلال علي المسجد الاقصي 

 - في كل عام الحجاج المسيحين يتعرضوا لمضايقات من قوات الاحتلال 

" سبت النور " واحد من اهم المناسبات التي تحتفل بها الكنائس المسيحية في العالم، وهو تذكار قيامة السيد المسيح من الاموات، وتتجة انظار الملايين من مسيحي  العالم في ذلك اليوم علي مدينة " القدس " وبالتحديد كنيسة القيامة، والتي يتواجد بها قبر السيد المسيح لحين ظهور النور المقدس كل عام في ذلك اليوم . 

والبعض لا يعرف أن تسلم مفاتيح كنيسة القيامة «قبر السيد المسيح »، والتي تعتبر من أقدس الكنائس والأكثر أهمية في المسيحية إلى شخص  مسلم من عائلة جودة بفلسطين وهو المسئول عن فتح الكنيسة لبطريرك كنيسة الروم الارثوذكس بالقدس لظهور النور المقدس ومشاهدة الملايين من مسيحيي العالم عبر القنوات التلفيزيونية والوكالات الانباء العالمية . 

اقرأ أيضا|ما هو الزيت المقدس لتتويج الملك تشارلز؟

" اديب جودة الحسيني" مسلم الديانة تجمعه علاقة محبة وود بجميع رجال الدين المسيحي بالقدس، امين وحامل مفتاح كنيسة القيامة بالقدس، والتي اجرت معه بوابة " اخبار اليوم " حوارا عن بداية تولي عائلته مسئولية الاحتفاظ بمفتاح كنيسة القيامة، وعلاقته مع الطوائف المسيحية في القدس وكواليس ظهور النور المقدس يوم سبت النور، وعلاقة المسلمين والمسيحين بالقدس في مواجهة قوات الاحتلال الاسرائيلي.

والي نص الحوار .... 

-  في أي زمن حملت فيه عائلتك  مفاتيح كنيسة القيامة؟

تسلمت عائلتي مفتاح كنيسة القيامة منذ عام ١١٨٧ م ، وذلك عقب تحرير القدس من ايدي الصليبين بفضل القائد صلاح الدين الايوبي، والذي عاهد المسيحين بالسماح لهم بممارسه شعائرهم الدينية في القدس مثلما كان يفعل الخليفة عمر بن الخطاب، وعقب ذلك تسلمت عائلتي مفتاح كنيسة القيامة من القائد صلاح الدين الايوبي نظرا لاننا من النسب الشريف، ولمكانتنا الدينية الكبيرة في ذلك الوقت، حيث كانوا عدد كبير من عائلتي شيوخ الحرم القدسى الشريف، ومنذ ذلك الحين حتي الان اصبحت عائلتي هي المسئولة عن كنيسة القيامة . 

- الي أي زمن يعود تاسيس النسخة الحالية من مفتاح كنيسة القيامة ؟

النسخة الحالية هي نسخة اسسها الصليبين ونحن تسلمنا نسختين من صلاح الدين ولكن هذا النسخة هي ما تبقت معنا، والابواب الرئسية الموجود حاليا في كنيسة القيامة هي ابواب تاسست في عهد الصليبين في 15-4- 1149م وكانت قبل ذلك لا يوجد ابواب وانما كانت " ممرات " 

وبالنسبة للنسخة الحالية من مفتاح كنيسة القيامة هي من الحديد الخالص وطوله يصل الي ٣٠ سم ووزنه ٢٥٠ جراما، وتاريخه يعود ايضا لعهد الصليبين وتاسس في عام 1149م ايضا . 

- رغم مرور السنوات لم يسلم مفتاح كنيسة القيامة لاسرة مسيحية او لاي طائفة مسيحية  بالقدس .. ما السبب في ذلك ؟

نحن تجمعنا علاقات مميازة مليئة بالمحبة و الود مع جميع الكنائس والطوائف المسيحية في القدس، ولكنهم لم يطلبوا منا خلال جميع السنوات الماضية ان نسلمهم مفتاح كنيسة القيامة، فهم متمسكين بان يظل مفتاح كنيسة القيامة بحوزتنا لان لديهم ثقة كبيرة بنا ولديهم معرفة تامة بان عائلتنا تقدر القيمة المقدسة التي نتشرف وان نئتمن عليها.

- أوصف لنا العلاقة بين المسليمن والمسيحين في الاراضي المقدسة ؟

الكلام لا يوصف مدي المحبة والترابط بين المسلمين والمسيحين في القدس خاصا في مواجهة اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، والاراضي المقدسة بها شهداء من المسلمين والمسيحين فنحن جميعا ناكل من صحن واحد، ومثال علي  ذلك في الاعياد والمناسبات لا تستطيع ان تفرق بين من مسلم ومن مسيحي، هنا الجميع يحتفل باعياد الكريسماس ويزين الاشجار وايضا في شهر رمضان الجميع يزين الشوارع للاحتفال بهذا الشهر الكريم.

- وما موقف الطوائف المسيحية من الاعتداء الاسرائيلي الاخير علي مسجد الاقصي ؟

جميع الكنائس وطوائفها اعلنت ادانتها للحادث، وكل يوم يعلن رجل ديني مسيحي بعتكافه داخل احد المساجد تعبيرا عن رفضه وادانته لهذة الاعتداءات.. ومن الشخصيات التي دائما لها مواقف ايجابيه مليئة بالمحبة الاب مانويل مسلم راعي الكنيسة الكاثوليكية بالقدس، فهو  قدوتي يحبه المسلمين قبل المسيحين ومواقفه دائما تعبر عن حبه للجميع، ومن مواقفه الايجابية فترة اعتداء قوات الاحتلال الاسرائيلي علي المساجد بقطاع غزة اعلن وقتها الاب مانويل عن فتح جميع الكنائس ليصلي بداخلها  المسلمين لحين حل الازمة. 

- حدثنا عن كواليس ظهور النور المقدس بقبر السيد المسيح يوم "سبت النور"؟

بالتاكيد يوم عظيم ونفرح بحلوله كل عام .. وسبت النور هو  اليوم الذي يسبق احد العيد وفيه يتم تفتيش القبر والتأكد من عدم وجود أي شعلة في الساعة ال 12 ظهرًا، بعدها يتم إغلاق بوابة القبر المقدس بالشمع المقدس وأقوم بوضع ختمى الخاص على الشمع  الذي تغلق به بوابة القبر، وبعد ذلك تبدأ الاحتفالات بعيد القيامة وظهور النور من القبر المقدس لجميع حجاج الأراضي المقدسة.

- هل هناك مضائقات من قوات الاحتلال تجاة الحجاج والكهنة بالكنيسة ؟

دائما ما تحدث مضائقات من قوات الاحتلال الغاشم تجاة الكهنة والحجاج حيث يتم غلق كنيسة القيامة ومنع التجول من يوم الجمعة ليلا ويتم وضع حواجز، ويمنع دخول احد للكنيسة الا قليل جدا من الحجاج ويمنع الباقي من الدخول ويظلوا خارج اسوار كنيسة القيامة منتظرين ظهور النور المقدس، وبناء علي ذلك كان هناك اجتماع منذ قريب لمجلس كنائس القدس ليدين تلك الافعال والمضائقات التي يتعرض لها الكهنة والحجاج في كل عام.

- ما رؤيتك فى مشكلة دير السلطان؟

دير السلطان كان يسمي قديما بدير الانبا انطونيوس ولكن سمي بذلك عقب ان سلمه صلاح الدين للاقباط عقب هزيمة الصليبين، لذلك اصبح اسمه دير السلطان نسبتا للقائد صلاح الدين، وبالتاكيد هو دير قبطي تابع للكنيسة القبطية، ولكني لا اريد ان اوصف ما فعله الاقباط قديما ب " الغلطة" وهي انهم سمحوا للاحباش بالاقامة في الدير، ولكنهم استغلوا ذلك معتبرين ان الدير ملك لهم ورفضوا الخروج منه. 

 في نهاية حديثنا ... وجه رسالة للشعب المسيحي في العالم بمناسبة عيد القيامة وشعورك بائتمانك بهذة المسئولية ؟

اريد أن أهنيء جميع المسيحين في العالم بهذة الايام المقدسة، وعندما اتحدث عن شعوري بتلك المسئولية بالتاكيد شعور لايوصف فجميع عائلتي تعتز وتفتجر  بهذة الوظيفة الشرفية والتي نوديها بمحبة بدون اي مقابل مادي، وايضا نتشرف ونعتز بعلاقتنا الطيبة مع جميع رؤساء الكنائس في العالم وعلي راسهم قداسه البابا تواضروس وقداسه البابا فرنسيس.