«سبح» رمضانية في حارة الصالحية

«سبح» رمضانية في حارة الصالحية
«سبح» رمضانية في حارة الصالحية

من الصعب أن تدخل حارة الصالحية بمنطقة الحسين دون أن تخرج منها بـ«سبحة»، هناك ملامح الورش العريقة تمنحك البهجة، المكان يكتظ بمحلات «السبح» ليروى عن مهنة توارثتها الأجيال عبر مئات السنين، داخل أحد المحلات الكبيرة بالصالحية وقف أحمد الجوهري يستقبل الزبائن، ويعرض عليهم بضاعته التى تخطف الأبصار، ويشرح طريقة تصنيعها ونوع الأحجار الكريمة التى شكلتها..

يفرق أحمد بين الأحجار الطبيعية ونظيرتها الكريمة، لافتا إلى أن الحجر الكريم يمتاز بدرجة صلابة عالية وألوان مميزة، كما انه نادر الوجود مثل العقيق اليمنى المشهور بشفافيته على مستوى العالم..

يمسك أحمد بمسبحة ويشرح أنها مصنوعة من أحجار الفيروز التى تستخرج من سيناء، ويشير بإصبعه على خطوط سوداء على الحبات قائلا: تحتوى على تعريقات طينية كثيرة، ودرجة صلابة الحجر مرتفعة، إضافة إلى الزبرجد والكوارتز الذى تمتلك مصر نسبة احتياطى ضخمة منه.. ويتابع: أما الكهرمان الذى تشتهر به روسيا وأوكرانيا فهى أحجار تخرج من عرق الأشجار التى تتكون عبر السنين، فى حين تشتهر البرازيل بأحجار الأماتيست والروز كوارتز، وهى الأكثر استخداما فى صناعة «السبح»..

ويوضح: نحن نستورد الأحجار ككتلة خام، ونقوم بتشكيلها وتصنيعها لتصل للنتيجة التى نراها فى شكل السبح المتعارف عليها، ويعتبر الفيروز الأكثر تداولا بين المصريين نظرا لأن سعره معتدل نوعا ما، يليه العقيق اليمنى والبرازيلي ويتم تشكيله كما نريد..

ويشير إلى نوع آخر من السبح مصنوعة من الأخشاب مثل الصندل والكوك، إضافة إلى العاج، وأشهر السبح المتداولة غالبا تكون من اللؤلؤ والعقيق واليسر المستخرج من أحجار البحر الأحمر المائية..

يعترف أحمد بأن تجارة السبح تنتعش فى شهر رمضان، فضلا عن أوقات الحج، بينما أكثر العملاء من المصريين يليهم الأجانب ثم العرب، ويقول: «نعتمد على الزبون المحلي ففكرة التصدير لم تعد متوفرة بشكل كبير»..

اقرأ أيضًا | الإحصاء: صادرات مصر من البلاتين بلغت 800 ألف دولار

ويختتم: «خلق الله لنا الأحجار الكريمة لنتمتع بجمالها عند النظر إليها، وتتضاعف المتعة عندما يقترن الشكل الجميل بذكر الله، فيمنح صاحبه الطمأنينة والراحة النفسية.. وعرف المسلمون المسبحة عند ظهور الإسلام، بدأت باستخدام أصابع اليد، ثم من الحصى والنوى، وفى القرن الثاني الهجرى بدأت تظهر فى شكل خيط وبه خرز، باعتبارها شعارا للطرق الصوفية، وتتكون مسبحة المسلمين من 33 أو 66 أو 99 حبة، فى حين تختلف مسبحة الأقباط التى تتألف من 40 حبة وتصل إلى 55 أحيانا بعدد أيام الصيام الكبير.