عاجل

بسم الله

د. محمد حسن البنا يكتب: محمد محب

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

لابد أن نأخذ من قصة وفاة المواطن محمد محب المدير بأحد البنوك عبرة ، هذا المواطن توفى بعد غيبوبة حوالي شهرين بالمستشفى ، نتيجة هجوم كلب جاره المفترس عليه أثناء دخوله شقته ، سلوكيات الناس تختلف يوماً بعد يوم . قالت النيابة العامة فى تحقيقاتها :» حريةَ المرءِ فى تربيةِ الحيواناتِ للحراسةِ أوغيرِها لا تَعنِى تعريضَ الناسِ للخطرِ، وتهديدَ سلامتِهِم، وترهيبَ معاشِهِم ، وتخويفَهُم بما قد يُؤذِيهم .

أهابت النيابة العامة الكافَّةِ إلى التمسكِ بقيمِ هذا المجتمعِ الأصيلةِ التى تُقدّسُ احترامَ آدابِ الجيرةِ ، والإحسانَ إلى الجيران، والحفاظَ على حياةِ وأمنِ الغيرِ، فى مُناخٍ يَسودُهُ التراحمُ والتآلفُ والحرصُ المتبادلُ ، ويؤسفنى أن أقرر أن السلوكيات تتدهور ، وبدلاً من حسن المعاملة ، وحسن الجيرة ، تفاجأنا بشراسة وجليطة وقلة ذوق وأدب فى التعامل بين الناس ، بل تجاوزنا إلى عدم الاهتمام بمقتل جار بسبب الإهمال ، وعدم الاحترام لحقوق الجار، وهو ما حدث فى قصة المواطن الذى فقدته أسرته فى غمضة عين ، لقد تيتمت ابنته وابنه وترملت زوجته فى لحظة ، خالص عزائى لهم .

للأسف هذه المأساة لم ، ولن ، تردع هواة تربية الكلاب والحيوانات المختلفة . إنها قصة اهمال من المشرع لوقف هذه المهزلة ، وقصة استهتار من أصحاب الكلاب المفترسة بحقوق الإنسان ، هى عادة سيئة مستحدثة على مجتمعنا . يتخذها البعض تقليداً للأجانب ، آن الآوان لمنعها تماماً ، ومراقبة ذلك . واختلف مع ما ذهبت إليه النيابة العامة ، رغم تحذيرها ، من حرية تربية الحيوانات الشرسة ، وأتمنى أن يحكم القضاء بتجريم تربية الكلاب والحيوانات المختلفة التى تهدد الحياة الآمنة للمواطنين.

الكلب القاتل من نوع (بيتبول) وهو أشرس أنواع الكلاب ، وهناك صمت غريب من المسئولين أمام اقتناء البعض له والسماح به وعدم تجريم تربيته. كما أن تعليمات تربية الكلاب لا يلتزم بها أحد استهتاراً بالقانون وبالناس . ويجيب النص بوضوح أن الكلب القاتل يعنى أن صاحبه هو القاتل.
دعاء : رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى ، ربنا وتقبل دعاء.