محمد علي السيد يكتب: دلوني على السبيل

محمد علي السيد
محمد علي السيد

السبيل من ماء النيل أختراع  مصرى لم يسبقهم له أحد
•• 
600 سنه فى الدولة الاسلامية 
نقل المماليك  فكرته (625 هـ) الى القدسي ومكه والمدينة (بمياه الابار والامطار) وبعد 400 سنه نقله العثمانيون (900هـ) الى بغداد
*
منذ قال النبي (ص) أن أفضل الخيرات (سقى الماء لمن يسأل عنه) وأن الله غفر  لخاطئه من بني اسرائيل لسقايتها كلب عطشان فما بالأنسان 

••تحول السبيل عند المسلمين 
من  إنعام الملوك على الناس ••الى منشاة خيرية فى سبيل الله ••إبتغاء مرضاته•• و صدقة جارية للثواب وكفارة للذنوب بدأها سلاطين وملوك وأمراء مصر لتخليد أسمائهم وأبنائهم ونسائهم ومدفن لهم
*
(المزملة )••أول صور السبيل ••قدرة فخار تلف بقماش مبلول لتبريد مياهها•• جاءت من سورة المزمل الملتف بثيابه  (يا أيها المزمل••) عندما ذهب الرسول ( ص)بعدما هبط عليه جبريل بالوحى للسيدة خديجة : دَثّرُوني ، وصُبّوا عَليّ ماء بارِدًا 
••
• طورها أبن طولون 220 هـ شبابيك بقلل مزخرفة •• بني الاخشيدي 350 هـ خزان أرضي  للمياه فى مجموعة طبابا لدراويش الشيعة بعين الصيرة •• أضاف الفاطميون 360 هـ الأوانى الفخارية وأحواض حجرية لشرب الدواب 
••
التطوير الكبير على يد المماليك 625 هـ 
هم بلا أصول معروفة ••أكتسبوا  شرعية حكمهم بدحر التتار والصليبيين فأكثر سلاطينهم  وأمراءهم إنشاء المبانؤ الخيرية ليبدوا  أهل خير مباني جميلة جذابه بالرخام •• بعدما أستخدم  العرب الفاتحين الطوب اللبن •• وأضاف أبن طولون الطوب الاحمر المحروق •• وعاد الفاطميون للأحجار المصرية •• أقاموها الأسبلة ••على نواصي الطرق تجذب الناس فيزداد الثواب ومعه (كتاب) لتعليم يتامى أطفال المسلمين •• سميت السبيل و السبيلخانه (سبل الماء ••صبه) والاية (عينا فيها تسمى سلسبيلا) لحماية عابري السبيل والفقراء من جشع السقّائين •• وبحفظ القران و اللغة العربية والحساب فى الكتاتيب توفرت طبقة مثقفة تعمل لصالحهم وحل مشكلة الإدارة المملوكية التى تحرم الأمير من إقطاعيته الزراعية (مرتب وظيفته) فور إنهاء خدمته فوجدوا (الوقف) تأمينا مستقبلهم فأوقفوا عليها ما يفوق مصاريفها لينالوا الفائض الكبير •• تبعهم العثمانيين •• بدلوا الكتاتيب بميضة وضوء وقبة ومحراب للصلاة وكُسيت بزخارف القيشاني وأعمدة رخامية مزخرفة بالبرونز المذهب ونقش على جدرانها أسم منشئها وأزدهرت (المصاصة_ماسورة لمص المياه من أحواض السبيل الداخلية) وأضيفت أحواض رخامية خارجية لسقى الدواب والحيوانات
•• حظيت القاهرة بالنصيب الاكبر للاسبلة •• عاصمة مزدحمه جوها حار صيفا (34 درجة) ورياح خماسين ساخنة (مارس - يونيو) ورطوبة مرتفعة (مايو- أكتوبر) بقى منها 63 سبيل عثماني منهم 27 بشباك واحد و33 بشباكين و3 أسبلة لها 3 شبابيك •• أزدهرت الاسبلة مدة 1250 سنه •• بدأ إندثارها 1869 مع الخديوي إسماعيل وأحتفالات أفتتاح قناة السويس بتأسيس شركة مياه القاهرة الكبرى
*
أطلق المماليك (المزملة) على ممر جانبي للسبيل  تبرد فيه القدور أسفل (ملقف هواء) وعممها العثمانيين على حجرة التسييل سمى عاملها(المزمل - المزملاتي) فى صفة لرسول الله أختاروه ••  ثقة••أمين••جميل الهيئة •• بملابس براقه نظيفه ••سليم البدن •• ذا قوة ومروءة •• يسهل للناس الشرب ويعاملهم بالحسنى من كل الديانات والاجناس •• فى أقداح (كوز – سطل)معدنية مغسولة معطره بالجنزبيل(معطر للجسم يقلل إفرازات العرق ) •• يقدمها يوميا من الظهر الى المغرب ومن إفطار المغرب الى سحور رمضان •• الحملة الفرنسية 1798 م ••بينت أن أهمال  تنظيف الكيزان ••من أهم مسببات الاوبئه ••لكنها أقل ضررا من المصاصة العثمانية (ببزبوز نحاسي) يمتص الناس الماء من أحواضه •• تتناقل بينهم الاوبئة •• • السبيل ..طابقين ••أسفلهما صهريج بباطن الارض بعيدا عن الضوء والحرارة فلا تنمو بكتريا تفسد الماء •• محكم البناء لمنع تسرب المياه الجوفية •• منفذ بأحجار سميكه (مترين)هى أساسات المبنى بنفس مساحته •• دائرى أسطوانى ••يشغل حيز صغير ويستوعب مياه أكثر ••يعزل بملاط (الخافقي) السهل فى تنفيذه وصيانته وتزيد المياه صلابة مكون من عدة غرف مقوسه لها قباب وفتحات متصلة تمرر الماء للحجرات أعماقه(6 - 15 م) يستوعب نصف مليون لتر ••لمليون كوب •• قدر علي باشا مبارك (1868) أن أسبلة القاهرة تستوعب 650 الف قربه مياه ••كل 15 قربه تساوى متر مكعب (43 الف متر مكعب يوميا) •• له 3 فتحات الخارجية لتزويده مباشرة فى تخزين الفيضان (أغسطس -  أكتوبر) وورديات للسقائين فى قربة من جلد الماعز على الدواب وأكتافهم •• وله سقف رخامى به الفتحة الثانية (خرزة) رخامية لإحكام الغلق و ينزل منها (المزحلاق- عامل نظافته) قبيل الفيضان لأضافة المواد المطهره وترميم حوائطه •• (في صهريج سبيل أبو أقبال خوذات جنود إنجليز من مقاومة الاحتلال) ••

• الفتحه الثالثة داخل طابقه الارضي (حجرة التسبيل - المزملة) أرضيتها رخامية لسهولة التنظيف وبرودة ملمسه وشكله الجميل يرفع منها الماء ببكرة على خشبه مربوط بها حبل بطرفه (سطل) تصب فى قنوات لوح رخام في وضع مائل (شاذورة) محفور به قنوات تعطي الماء بروده وتحجز العوالق ليتدفق الى الصحن تنتهى فى أحواض رخامية ملونة (فسقية - مسقاة -  صحن -  مزملة) مستطيلة ومربعة ومستديره وبيضاوية يشرب منها عبر قضبان (مصبعات نحاسية) تعيش طويلا ولاتتأثر بالماء وتسمح برؤية الجمال الداخلي•• بكيزان مربوطه بسلسله معدنية فى القضبان على رف بارز رخام (محط الكيزان-  المنابل -القريب المنال الذي تبلغه الأيدي) أسفله  مصطبة (بسطه) لحماية الشاربين من الطريق •• • في بعض الاسبلة "مزيرة" توضع بها أزيار فخارية للتبريد تنقل الى طشت أسفل الشباك •• • الشبابيك متسعه لوضع أكبر عدد من الكيزان و إلاضاءة والتهوية وتجفيف أرضيته واذا كانت  تتعرض للشمس نفذت لها مظلة "سحابة " وإذا أطل السبيل على شارع واحد كان له نافذة وعلى شارعين (ناصية) فشباكين وعلى ثلاث شوارع فثلاثة نوافذ تغلق ليلا ببابين خشبيين و البعض له واجهة لضريح صاحبه •• • سقف الحجرة خشب مزخرف بأيات قرانية وأسم مؤسس السبيل للمماليك وبزخارف نباتية مذهبة للعثماني و خشب مسطح ورسومات هندسية للمصري •• • فى الخلف حجرة صغيرة (حانوت) للأزيار والكيزان والدلاء والأسطال والطشوت والكاسات والأباريق والجرار •• • تزايد بناء الاسبلة في فترات أنخفاض النيل والازمات الاقتصادية للتخفيف عن الناس أنشأ منها 3 قبل قرن 17 ••و 33 فى القرن 17 و13 فى القرن 18 ومثلهم فى القرن 19 و4 فقط فى بداية القرن 20 •• بدأت بشباك واحد للظاهر بيبرس660 هـ  و شباكين (الناصر محمد بن قلاوون) 726هـ. ونوافذ نحاسية (السلطان قايتباي 879 هـ) و ثلاثة شبابيك مع عبد الرحمن كتخدا (1152 هـ) •• لم يتم بناء أسبلة  (3 شبابيك) فى العصر العثمانى لزحام القاهرة وعدم وجود أراضى  •• وتركزت عند بوابات القاهرة وأسواق الغورية والجمالية والسيدة زينب والقرافة •• • يصعد للكتاب بسلالم الى صاله (درقاعه – مقر شيخ الكتاب وسكنه) بشرفات ليسمع الناس تلاوة الاطفال المخصص لهم رواتب وملابس تشجعهم على الحضور •• ونظمت المسافة بين الاسبله 100 الى 150 م يقطعها الطفل دون أرهاق وخصص لهم (الامير عبد الله علي) أرصده لعشرة أيتام فى كل يوم 30 رغيف وزن الرغيف 3 أواق ولمعلمهم 6 وللعريف 4 وللمزملاتى 5 وبواب الحوش 3 فجعلة الخير 48 رغيفا) وخصصت أم عباس ••(أم ملك مصر عباس حلمى الثاني) مكافأة وكسوة سنوية ••لمعلمي الكتاب بعد الامتحان السنوي •• وعندما بدأ  إن دثار الاسبلة ••وتولى على باشا مبارك وزارة المعارف والتعليم 1868 م لم تكن له ميزانية فأتخذ الاسبلة مدارس و أستمر بعضها كدور حضانة

 

••
2
••
أحتاجت الأسبلة مبالغ كبيرة للصرف ••فتم وقف أراضى زراعية وبيوت لها
•• 
 وقفية السيدة شويكار ••سبيل بالقرافة
 (أن يصرف فى ثمن ماء عذب فى كل سنه ••أربعة الاف وتسعمائة وخمسن ونصف فضه ••وثمن بخور وسلب وخلافه مائتان وخمسون نصفا ••وللمزملاتى سنويا سبعمائة وعشرون نصف ••ولغفر السبيل سنويا ثلاثمائة وستون نصفا ) 
للصرف على السقائين وعمال النظافة 
وعريف وشيخ الكتاب 
وناظر الوقف لتوفير حبال وصابون وأدوات نظافة وليف وأباريق وقلل ونحاس 
فأوقفت(جميع المكان بخط الازبكية بدرب شيخ الإسلام أبن عبد الحق السنباطى وجميع الجنينه فيما بين بولاق وقصر العينى والمعروفة بغيط البحر )
••
هناك خمسة أسبلة انشاتها نساء
 (الست كلسن قرن  11هـ بدرب الحجر 
ونفيسه البيضا 1121 هـ بباب زويلة 
والست الصالحه 1154 هـ فى درب الجماميز 
وروقيه دودو   1174 هـ بسوق السلاح 
والست كوسه سنان  12 هـ فى الازهر 
وأم السلطان محمد على الصغير  1861 م بشارع  الجمهورية 
وأم عباس 1895م  بشارع الصليبه  )
••
وسبيلين لسلطانين عثمانيين
 السلطان محمود خان بن السلطان مصطفى خان بشارع بورسعيد 1750م 
و السلطان مصطفي الثالث بن السلطان أحمد الثالث بالسيدة زينب  1758م. 
••
وثلاث أسبلة لأولاد محمد على  ( ماتوا شبابا فى حياته  ) فى النحاسين  1822 لروح أبنه إسماعيل باشا ( 22 سنه )الذي  قتله ملك شندى حرقا فى حملة السودان .
والثانى بالعقادين1235 هـ  لروح أبنه طوسون
(37 سنه ) توفى بالطاعون عقب عودته من حرب الحجاز
 والثالث بشارع الجمهورية
 (سبيل أم محمد علي الصغير  ) 
أنشاته السيدة( زيبا قادرين) من  مستولدات محمد على  لروح أبنها المتوفى  1861 سن 28 سنه  
وأخر سبيل ••سبيل أم عباس( 1895
أنشأته ( الأميرة بنبا قادن) أم الخديوى عباس حلمى الاول 1867 
وأسمته  «أم عباس»  لتكون دعوات «العطشانين» رحمة له
*
أتفقت لوحات الإنشاء على غرض  
إغتنام الثواب من الملك الوهاب 
والاجر المرتجى من عفو ربه القدير
•• 
وأختلفت فى تقديم مناصبهم 
للسلطان ( أيام مولانا الشريف ظل الله الوريف خلد الله ملكه وسلطانه وادام ايامه) 
••
لوالى مصر (مولانا الباشا الاعظم والكافل الضخم مبر مصالح الامم ناظمة مناظم العالم غفر الله له ولمن دعى له بالمغفرة )
••
لأحد التجار ( من بعض ما أنعم الله على العبد الفقير الحقير المعترف بالتقصير )
*
•يا وارد الماء الزلال الصافي.أشرب هنيئا صحة وعوافي ..
(تراث شعبى