في بيتنا قاتل محتمل .. مع كل جريمة تحذير جديد

الضحية مروة عادل ملكة جمال النيل
الضحية مروة عادل ملكة جمال النيل

مصطفى منير

 فى بداية يناير 2021 نشرت أخبار الحوادث تحقيقًا تحت عنوان «فى بيتنا قاتل محتمل» ناقشنا خلاله الخطورة التى يتعرض لها المواطنون والتى قد تصل لجرائم قتل بشعة وأحيانًا مذابح عائلية والمتهم فيها مريض نفسي غير مسئول عن تصرفاته، وأن المريض النفسي يعتبر قنبلة موقوتة داخل البيوت، ولابد من التعامل العلمي للحد من القنابل الموقوتة والعمل على إنهاء الجهل وفكرة وصمة العار التى قد تلاحق العائلة.

وزارة الصحة تقوم بدورها وأطلقت فى مارس 2022 المنصة الوطنية الإلكترونية الأولى بمصر لخدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان بالمجان، يقوم عليها نخبة من الكوادر الفنية والتقنية بوزارة الصحة والسكان، والمعالجين النفسيين والخبراء الدوليين في مجال الطب النفسي وعلاج الإدمان، وخلال عام كامل من العمل على خدمة المواطنين على الجانب النفسي، دخل على المنصة 66 ألف زائر يتلقون الإرشادات والعلاج فى سرية وخصوصية كاملة.


وبالرغم من تلك المحاولات المستمرة من الدولة للعمل على علاج المرضى النفسيين، والحد من كوارث المرضى النفسيين كان فى منطقة الوراق بشمال الجيزة كارثة بكل ما تحملة الكلمة من معان، حيث ارتكب مريض نفسي جريمة بشعة.. الضحية فيها طالبة جامعية حاصلة على لقب ملكة جمال النيل.

الجريمة
بدأت الحكاية رابع ايام شهر رمضان المبارك، حيث فوجئت الطالبة مروة عادل صاحبة الـ 20 عاما من العمر، والملقبة بملكة جمال النيل، باعتداء جارها الشاب المعروف عنه فى المنطقة انه مهتز نفسيًا ويقوم بالاعتداء على الجيران واهالي المنطقة كل فترة.
لم تتخيل الطالبة الجامعية التى كانت تحلم أن تصبح موديل شهير وممثلة معروفة، أن هناك من يقف خلفها وفي يده سكين لينهى تلك الأحلام الجميلة.


كانت عقارب الساعة تشير للرابعة مساءً، انطلقت «مروة» من منزلها للقاء صديقتها، اتجهت نحو سلم العقار، لكنها فوجئت بالبوابة الداخلية مغلقة بطريقة محكمة، اقتربت منها بخطوات بطيئة وعلامات الدهشة تسيطر على وجهها، حاولت فتح البوابة وأثناء تلك المحاولة، فوجئت بخطوات سريعة خلفها.

استدارت الفتاة وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة؛ لتجد «كمال» شاب يسكن فى نفس العقار، والمعروف عنه انه مهتز نفسيًا وتصرفاته خطيرة على نفسه وعلى من حوله، وبدون سابق إنذار فوجئت الفتاة بهجوم الجار عليها، ويوجه عدة ضربات بآلة حادة على وجهها ورأسها وذراعيها.. الدماء تسيل منها.. انهارت الفتاة من الصراخ.. ليتركها المجرم ويهرب لشقته ويتجمع اسرتها والجيران ويحملونها للمستشفى.


تمكن الأطباء من إنقاذها وكشف التقرير الطبي؛ أن المجني عليها أصيبت بـ6 غرز بالوجه، 3 بالكتف الأيسر، 7 أعلى الرأس، بالإضافة إلى 11 غرزة بمناطق متفرقة بجسدها بإجمالي 25 غرزة.


تم تحرير محضر بالواقعة، وخلال دقائق معدودة كانت قوات الشرطة تتمكن من ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بالجريمة، وبدأ يتفوه بعبارات غريبة وغير مفهومة منها «مكنتش بتخاف منى» ليتم تحرير محضر بالواقعة، وبعرض المتهم على النيابة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.

تكرار الجريمة
وبسؤال المجني عليها قالت خلال التحقيقات:إنها لا تعلم حتى الآن سبب ارتكاب المتهم للجريمة مؤكدة أنها ليست لها علاقة به هو مجرد جار لهم يسكن بذات العقار، وانها التقت به قبل الحادث بيومين حيث كانت تصعد  السلم مسرعة وتصادف وقوفه أمام شقته فقال لها: «اطلعي ما تخافيش انا مبخوفش» فردت عليه قائلة: «أنا مش خايفة هخاف منك ليه» ولم تتحدث معه بعد ذلك مطلقا.. واستكملت: «عامل مجنون ومش أول مرة يعمل كده عملها مع اخوه واخته وزوجة ابوه لحد ما سابوله البيت ومشيوا».
هنا انتهت الواقعة، ولكن هل ستكون الحادثة الاخيرة لمريض نفسي قرر اهله تركه دون علاج يرتكب كل يوم جريمة فى حق من حوله ويكون خطرًا على نفسه وعلى الآخرين؟!، كيف تركه اسرته هكذا دون علاج وكيف لأسرة ان تقبل أن تعذب ابنها وتتركه ضحية للمرض النفسي؟!

الروشتة
وبالحديث مع الدكتور على عبدالراضى استشاري التأهيل النفسى أكد قائلا: إن المشكلة الرئيسية مع المرضى النفسيين هو تأخير العلاج، فالاضطرابات التى قد يصاب الأشخاص بها «عقلية أو شخصية أو نفسية» فمن الممكن أن يعيش الانسان مضطرب شخصي ويعيش عمره كاملاً دون أن يشعر، وهناك من يتعرض لصدمات ويتحول لمريض اضطرابات نفسية، وهنا لابد من تدخل المقربين له، لحمايته وعدم وصول الأمر لكارثة وتحوله لمريض عقلي، ولكن للأسف يعتقد الأهل والمقربون أن المريض «محسود أو معموله عمل سفلى» ويتم التوجه للدجالين والنصابين، وهنا تتضخم الأمور وتأتى الكارثة، ويصبح المريض النفسى قنبلة موقوتة، كما أكد أن «اضطراب الفصام العقلى» والذى يغيب فيه المريض تمامًا عن الواقع ويعيش فى هلاوس سمعية وبصرية، و»اضطراب الشخصية الاضطهادية» والذى يشعر بأن كل من حوله يحملون له الكره والتمنى بالفشل والاضطهاد، و»السيكوباتى» والذى يحمل الكره لأفراد اسرته والمجتمع،والوسواس القهري» أخطر الأمراض النفسية التى قد تؤدي لارتكاب جرائم بشعة .


وفى نهاية الحديث أكد «عبدالراضى» أن هناك علامات للأمراض النفسية تعتبر الروشتة لكشف المرضى النفسيين، لو تواجدت فى أحد أفراد الأسرة أو المقربين، لابد من التوجه لطبيب نفسى «العزلة، والانطوائية، وعدم المشاركة الاجتماعية، عدم الرغبة فى الحوار، اضطرابات النوم، واضطرابات الأكل».
 

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 6/4/2023

اقرأ أيضا: إسلام الكتاتنى: الكذب والتشهير والتضليل.. شعار «الإرهابية» فى الشهر الكريم