«اللي شاف غير اللى سمع».. مثل شعبي ينطبق على المبادرة الصائبة «شوف بنفسك» التى أطلقتها القوات المسلحة لإطلاع الشباب من مختلف الأعمار على المشروعات القومية والعملاقة التي أحدثت طفرة تنموية غير مسبوقة فى جميع المجالات، وذلك من خلال زيارات ميدانية لتلك المشروعات للتعرف عن قرب على إنجازات الدولة المصرية.
■ الطلاب داخل غرفة التحكم المركزى بالشركة
12 كيلو متراً تحول الصحراء الجرداء إلى جنة خضراء
«أخبار اليوم» رافقت وفدًا من طلاب جامعة النهضة فى زيارة للشركة الوطنية للأسمنت ببني سويف ذلك المجمع الصناعي العملاق الذى يقبع على مسافة 12 كيلومتراً شرق المحافظة ليحول الصحراء الجرداء إلى جنة خضراء وبناء وعمار لتجد العمال كأنهم خلية نحل فى نظامها ودقتها وجودتها وإتقانها للعمل فالجميع ينتظم فى العمل كحبات مسبحة يواصلون العمل ليلا ونهار، دون كلل أوملل، لا يثنيهم لهيب الشمس وحرارتها، ولا ظلام الليل يعطيهم المبرر للتكاسل والتراخى والاستكانة لغريزة النوم.
مدير المجمع: ٦ خطوط لإنتاج الأسمنت في مكان واحد بطاقة 12 مليون طن سنوياً
بدأت الزيارة بمحاضرة عن إجراءات السلامة والصحة المهنية داخل الشركة خاصة خلال زيارة خطوط الإنتاج، ثم عرض فيلم تسجيلي عن الشركة الوطنية للأسمنت.. وعقب ذلك قام المهندس حسن الشيمى مدير عام المجمع، بشرح مفصل حول آلية العمل، داخل المجمع والذى يضم 6 خطوط لإنتاج الأسمنت فى مكان واحد تنتج 12 مليون طن كلنكر سنوياً، وطاقة إنتاجية لخطوط إنتاج الشكائر الورقية لتعبئة الأسمنت حوالى 200 مليون شيكارة سنوياً، فضلا عن نظام إدارة متكامل يقوم على التفكير المبنى على دراسة المخاطر والفرص، وتحقيق التنمية المستدامة طبقا لمتطلبات الأيزو وقد حصلت الشركة على شهادات الايزو(9001 - 14001 - 45001) من المعهد البريطانى للمعايير BSI.
اقرأ أيضًَا | «شوف بنفسك» .. الطلاب: ما شاهدناه من إنجازات فى مجال الزراعة المحمية يدحض أكاذيب
■ أحد العمال يتابع الماكينة
تأمين الاحتياجات
وأشار مدير المجمع إلى أن هذا المشروع العملاق جاء بهدف تأمين احتياجات مصر الاستراتيجية من الأسمنت، وتلبية مطالب النهضة العمرانية التى تشهدها مصر فى السنوات الأخيرة من مشروعات للإسكان والتعمير، والبنية الأساسية، فضلا عن أنه ساهم فى توفير فرص عمل للشباب سواء مباشرة أو غير مباشرة، وكذا خلق سوق أسمنت يحقق توازنا فى الأسعار، وربحا عادلا لمصانع الأسمنت، والاستثمارات القائمة فى هذا المجال.
أوضح المهندس عادى شرف أن استخراج المواد الخام من المحاجر، يجرى بإجراءات دقيقة تبدأ من نقل الخامات باستخدام معدات النقل الثقيلة والقلابات الى مواقع الكسارات، وتقوم الكسارات بتحويل الخامات إلى كتل مجروشة ذات أحجام منتظمة.
غرفة التحكم المركزي
غرفة بها شاشات عرض وأجهزة التحكم عن بعد فى خطوط الإنتاج، وأوضح المهندس جمعة فوزي أن هناك أسطولا ضخما من العربات القلاب والمعدات الثقيلة، يجرى بها خلط الحجر الجيرى والطفلة، ويودعان فى مخازن كبرى، وتنقل الخامات إلى المصانع عبر شبكة من السيور الخارجية والداخلية بطول 20 كيلومترا، وعرض متر، فضلا عن تخزين ما يقرب من 30 ألف طن من الرمال ومثلها من خام الحديد كذلك يجرى تخزين 36 ألف طن من خام الجبس، وبعدها تأتى مرحلة ضبط نسب المواد الخام ومنها إلى الطواحين الرئيسية حيث تطحن بعد خلطها بمعدل طحن 500 طن/ساعة، يجرى بعدها فصل الأتربة عن المواد الخام عن طريق مجموعة فلاتر، وبانتهاء عملية الطحن بكل خط يجرى تخزين المخلوط المتجانس فى صوامع خرسانية بسعة تخزينية إجمالية تبلغ 150 ألف طن، ينقل بعدها المخلوط إلى الأفران الابتدائية التى يبلغ ارتفاعها 126 مترا، وفيها تتعرض المواد الخام إلى التسخين المبدئي، تليها مرحلة حرق المواد الخام فى الفرن الدوار حتى درجة 1350 مئوية بما يكفى للحصول على المنتج الأولى للأسمنت والمعروف بخام الكلنكر، ثم بعد ذلك تذهب إلى المبردات حيث يجرى التبريد بطاقة 6 آلاف طن يوميًا، وتخزين إجمالى الناتج فى 12 صومعة بسعة تخزينية إجمالية 360 ألف طن، وبما يكفى لاستمرارية سير الانتاج ومواجهة المواقف المحلية الطارئة.
مجمع المعامل المركزية
وأشار المهندس خالد عبد الرحيم، إلي أن المجمع يشتمل على 3 مبان للتحكم المركزى بها معامل كيميائية وفيزيائية (x-ray) لاختبارات جميع المواد الداخلة فى صناعة الأسمنت، ومراقبة الجودة للكلنكر والأسمنت، ويحتوى أيضًا على غرف للتشغيل والتحكم فى مراحل الإنتاج المختلفة، مشيرًا الى أن تلك المعامل المركزية من أحدث المعامل فى الشرق الأوسط، حيث يجرى التعامل مع المواد الخام منذ اللحظة الأولى كل ساعة، وذلك للتأكد من تصنيع الأسمنت كمنتج نهائي مطابق للمواصفات، ثم يجرى طحن الكلنكر مع الجبس من خلال 6 طواحين عملاقة تكفى لطحن 2100 طن/ساعة، وتخزين المنتج فى 12 صومعة بسعة تخزينية 240 ألف طن يبلغ ارتفاع الصومعة 64 مترا وقطر 22 مترا.
مبنى التعبئة
يحتوى كل خط فى مبنى التعبئة على 4 ماكينات لتعبئة شكائر الأسمنت، لتخدم 8 حارات لتحميل 4 عربات فى توقيت واحد، كما يزود الخط الواحد بصومعتين لتعبئة الأسمنت السائب للعربات، وكذا لتعبئة الشكائر الكبرى عبوة 1 طن.
كما يتسع نطاق المجمع ليشمل منطقة إدارية حضارية على مساحة 200 ألف متر مربع تشمل 3 مبان للقيادة والإدارة، وقاعة كبرى للمؤتمرات، و6 مبان أخرى لإقامة المهندسين، و8 لإقامة العاملين، و4 قاعات طعام مزودة بالمطابخ، وعيادة، وعربات إسعاف، ومسجد، ومحطة تمويل سيارات، ومحطة إطفاء الحرائق، ومنطقة ملاعب، وساحات خضراء على مساحة 50 ألف متر مربع، ومحطة كهرباء على مسطح 17 ألف متر مربع، وقدرة 220 ميجا وات، ومنطقة مكشوفة لتشوين الفحم، و12 خزانا للمازوت الاحتياطى بإجمالى طاقة 120 ألف طن.
■ طالبة تتحدث لـ«أخبار اليوم»
الطلاب: فخورون بالإنجازات.. ومصر تسير فى الطريق الصحيح
ولـ «الطلاب».. كلمة
على الجانب الآخر، عبر الطلاب عن سعادتهم البالغة بهذه الزيارة، مؤكدين اعتزازهم وفخرهم بهذا المشروع العملاق الذى يقام على أرض بنى سويف والذى أحدث نهضة فى المنطقة، ووفر الآلاف من فرص العمل.
قالت هبة رمضان، طالبة بكلية الصيدلة بجامعة النهضة الخاصة، إنها لم تكن تتخيل أن يكون هذا المشروع الضخم على أرض بنى سويف، وبأحدث التكنولوجيا العالمية، وهو ما جعلها تشعر بالفخر والاعتزاز لما شاهدته من إنجاز حقيقى.
وأضافت: لقد بث هذا المشروع العملاق روح الاستثمار فى صعيد مصر، وكشف زيف ادعاءات البعض بأن الصعيد مهمل، فضلا عن أنه ساهم فى محاربة البطالة من خلال توفير العديد من فرص العمل للشباب.
وأثنت أريج محمد بخيت طالبة بكلية الصيدلة على المبادرة التى أطلقتها الدولة، والتى جعلتها تشاهد عن قرب الإنجاز الحقيقى على أرض الواقع، وأضافت: الزيارة ساهمت فى تغيير الصورة الذهنية لنا عن المشروعات القومية التى تشهدها البلاد، ومدى أهميتها، وجعلتنا نقول للرئيس السيسى، شكرا على ما تقدمه، وعدت فأوفيت وها نحن خلفك نسير على الطريق الصحيح.
وأشاد عبدالرحمن رضا، طالب، بحرص الدولة على زيارات طلاب الجامعات للمشروعات القومية، وإطلاق مبادرة «شوف بنفسك»، مؤكدًا أن هذه المبادرة زادتهم فخرًا واعتزازا بما تشهده مصر من إنجازات فى شتى المجالات.
ووجه محمد أيمن، طالب، الشكر لإدارة الدفاع الشعبي، وللجامعة على تنظيم هذه الزيارة التى جعلتهم يشعرون بالفخر والاعتزاز لما شاهدوه من انجازات تحققت على أرض بنى سويف.. وأضاف: لم نكن نتخيل حجم الترحاب الذى استقبلنا به قيادات الشركة الوطنية للأسمنت، فضلا عن التنظيم الجيد والمخطط للزيارة، الأمر الذى حقق لنا أكبر استفادة من هذه الزيارة.
وأكد عبد الرحمن رمضان برعي، طالب بكلية الطب البشري، أن الشركة الوطنية للأسمنت تعد صرحا عظيما يتبع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، ويخدم صناعة إستراتيجية وهى الأسمنت، مشيرا إلى أن هذه الزيارات تزيد الوعى لدى الشباب وتساهم فى محاربة الشائعات والأكاذيب التى يروج لها أعداء الوطن، بالإضافة إلى أن ذلك يعطى خبرة ميدانية حقيقية بعد الدراسات النظرية فى محاضرات الكلية.
