أزهى عصور الأرشيف !

يحيى وجدى
يحيى وجدى

السنوات الخمس ماضية صدرت فيها مجموعة مهمة من الكتب عمادها الرئيسي هو الأرشيف، والأرشيف الذي أقصده هنا، هو الاعتماد على المصادر المختلفة من المخطوطات والوثائق والأرشيف والصور الفوتوغرافية والمذكرات الشخصية والشهادات المسجلة كتابة وغيرها.
هذه الكتب تتناول إما حياة شخصيات لا نعرف عنها الكثير، أو عن تؤرخ لأحداث كبرى سقطت من الذاكرة الجمعية أو لم توثق جيدا وبشكل علمي، وقد تصاعدت هذه الموجة الرائعة من الكتابات المعتمدة على الأرشيف بمصادره المتنوعة، مع الاحتفال بمئوية ثورة 1919 عام 2019، وقد لمع في هذا المجال (الدراسات المعتمدة على الأرشيف) عبر كتب قيمة ومهمة، باحثون شباب مثل محمد الشماع وطاهر عبد الرحمن وشهدي عطية ومحب جميل وكريم جمال، كل اسم من هؤلاء أصدر على الأقل كتابا جميلا ومهما، أتمنى أن يسمح لي المجال والوقت بالكتابة عن كل كتاب منها.
ومع هؤلاء، هناك كتبا مهمة صدرت للدكتور محمد أبو الغار آخرها كتابه “الفيلق المصري”، والدكتور مجدي جرجس المؤرخ اللامع وأحدث كتبه “نصوص وقراءات حول تاريخ القبط”، هذه الكتب وغيرها تجعلني أقول إن هذه الفترة هي أزهى عصور الأرشيف، أو للدقة أزهى عصور الكتب الأرشيفية، لكن هناك أزمة كبيرة ومحزنة يشكو منها جميع الكتاب، تتمثل في العوائق الرهيبة التي تقيدهم في البحث، حيث لا تتعاون دار الكتب في إتاحة ما لديها من مراجع، والمؤسسات الصحفية الكبرى لا توفر أرشيفها مرقمنا والوصول إليه على حاله، يحتاج إلى رسوم ليست قليلة لتصوير الأوراق والمواد، ما يضع عبئا ماديا كبيرا على المؤلف ومن ثم يزيد من تكلفة وسعر الكتاب.
كل أراشيف العالم تقريبا متاحة لأي باحث، وبعض الجامعات الكبرى تتيح أرشيفها على موقعها على الانترنت فلا يحتاج الكاتب حتى أن يذهب إلى مقر مكتبتها.
الآن لدينا قناة وثائقية جديدة، ولدينا كتابا شغوفين بالبحث التاريخي، وقبل هذا وذاك لدينا تاريخ طويل ومتراكم لم يناقش كله بعد، فقط ينقصنا أن نتيح الأرشيف وأن نحدثه بالرقمنة وغيرها، وسيصبح لدينا عدد هائل من الأفلام والكتب نحتاجها ويحتاج إليها العالم حتما.