يوميات الأخبار

الروح للروح دايمًا بتحن

إمانى ضرغام
إمانى ضرغام

ما أجمل أن تغذى روحك قبل معدتك، غذِ روحك بالذكريات الجميلة، بالأغانى القديمة، بالموسيقى القريبة إلى نفسك، أو أقرأ كتابا يحكى قصة حب عظيمة.
 

يوم الأربعاء:

كل عام فى مثل هذا اليوم السابق لشهر رمضان المبارك أجلس إلى نفسى وأؤكد وأعلن وأعقد العزم على عدم مشاهدة إلا مسلسل واحد فى شهر رمضان وأقول لنفسى زمان كان رمضان يأتى وأنت فى المدرسة وكان بيتنا لانشاهد فيه إلا مسلسلا واحدا يختاره بابا الله يرحمه، بعد كده مذاكرة..

كل سنة أقول لنفسى اعتبرى أنك مازلت فى منزل الأسرة، وفضى وقتك طبعا بعد الصلاة وقراءة القرآن إلى المشاركة فى أى عمل اجتماعى أو بعض الزيارات العائلية، أو قراءة جزء أكبر من الكتاب، فقد تعودت أن أقرأ يوميا من 10 الى 15 صفحة من أى كتاب، فما أجمل أن تغذى روحك قبل معدتك، غذ روحك بالذكريات الجميلة، بالأغانى القديمة، بالموسيقى القريبة إلى نفسك، أو أقرأ كتابا يحكى قصة حب عظيمة.

لكن بكل أسف أبدأ فى مشاهدة مسلسل واحد قبل رمضان بيوم ثم على يوم 10 أو 15 رمضان أكون بشوف ومندمجة مع «من 4 إلى 5 مسلسلات»

يوم الخميس:

أول أيام شهر رمضان المبارك هذا العام...عشت طوال حياة بابا لا أفطر أول يوم رمضان بدونه، حتى عندما كنت فى بعض السنوات أكون مريضة أو حاملا كان بابا يترك كل العائلة ويأتى لنفطر معا أول يوم فى رمضان ، هذا العام مر 19 رمضان على وفاة بابا، لكنى مازلت كل أول يوم فى رمضان أتذكره بالدعاء وأضع له طبقا على السفرة، وأبدأ إفطارى بالدعاء له والترحم عليه...

ولا أنكر أن الله سبحانه وتعالى كريما معى إلى أبعد ما يتوقع خيالى.. فمازلت أشم رائحة أبى كل عام فى بداية رمضان، لذلك لرمضان محبة خاصة جدا عندى وذكريات لا يمكن أن أنساها.

يوم الجمعة:

مازلت أفتقد فوازير عمو فؤاد وبوجى وطمطم وغيرهم من برامج الأطفال اللذيذة التى كانت علامة بارزة من علامات رمضان لأجيال متعددة، هذا العام وأنا فى السوبر ماركت وجدت أكواب زجاج لشرب مشروبات رمضان عليها صورة لبوجى وطمطم وطبعا جريت أشترى منها لى ولصديقاتى اللاتى فرحن بها جدا.. ولكن كان أجمل تعليق من إحدى الصديقات أن حفيدتها التى لا تزال بنت 8 شهور عندما رأت الصورة على الكوباية فى إيد جدتها صارت تضحك وفرحة بها جدا رغم أنها لا تعرف مين بوجى ومين طمطم، ولم تسمع مثلنا أغنية بوجى وطمطم فى رمضان بصوت الراحل يونس شلبى رحمه الله، والجميلة العزيزة هالة فاخر ...

ما أحوجنا إلى الأشياء البسيطة المبهجة، فمهما مرت الأيام سيظل بوجى وطمطم وبكار وفوازير عمو فؤاد من علامات رمضان البسيطة جدا والمميزة، ورغم البساطة فإن هذه العلامات المميزة صمدت أمام سيل النقد الجارف الذى نعيش فيه فى عصر تريندات السوشيال ميديا لدرجة أن بعض الغاويين تريندات كتب مرة يقول فهمونا وإحنا صغيرين أن بوجى وطمطم أخوات وبوجى قرد وطمطم أرنبة! وبالطبع هذا الكلام أكبر خطأ لأنه لم يحدث وشخص واحد قال إنهم أخوات، لكن نعمل إيه فى اللى غاويين تريند والسلام.

يوم السبت:

السبت الثانى فى شهر رمضان يوم 10 رمضان قبل خمسين سنة كان يوم السبت يوافق يوم 10 رمضان وكانت حرب أكتوبر المجيدة، التى ستظل نورا ونبراسا هاديا فى التاريخ المصرى الحديث والقديم وعلى مر العصور، ما أقوله هذا ليس على سبيل المبالغة ولا التعظيم ولكنه على سبيل سرد الحقيقة، فمصر التى تم التآمر عليها فى يونيو 67 هى نفس الدولة التى دمر جنودها البواسل المدمرة إيلات ورصيف ميناء إيلات بعد 4 شهور من نكبة يوينو ، وهى التى فى نفس التاريخ كانت تمتلك شبكة تجسس على أعلى مستوى يديرها البطل المصرى رفعت الجمال ، بطولات الجيش المصرى فى فترة حرب الاستنزاف لا تعد ولا تحصى ويكفى البطل عبد العاطى صائد الدبابات الذى كان يدخل إلى العمق الإسرائيلى ويعود بالأفراد والأسلحة هو وكتيبته، حكايات حرب الاستنزاف كثيرة وكلها تدعو للفخر والعزة والشعور القوى بالانتماء والوطنية، ثم تأتى تاج رأس كل المصريين وهى حرب أكتوبر المجيدة، حرب العاشر من رمضان التى سطرت بحروف من نور اسم مصر بين البلاد القليلة التى انتهت معاركهم بحرب شريفة وانتصروا فيها بجهود جيشها وإخلاص مقاتليها، حرب العاشر من رمضان مازالت تحتاج من نخبة المثقفين فى مصر إلى الكثير من الجهد والكثير من العطاء، فعدد الأفلام التى تناولت حرب العاشر من رمضان كان معظمها أفلاما اجتماعية يأتى ذكر الحرب على الهامش وباستثناء فيلم الممر المنتج مؤخرا، وفيلم الطريق إلى إيلات لا يوجد فيلم تناول معارك حقيقية من معارك حرب العاشر من رمضان المجيدة، هل مازال هناك ما يقال عن الحرب والانتصار...

بالتأكيد مازال، وبالتأكيد مازلنا نحن والأجيال القادمة إلى تلك الأفلام كوثائق شاهدة على العصر وعلى الانتصار وعلى تضحيات الرجال، سلاما لأرواح شهدائنا الأبطال فى حرب العاشر من رمضان العظيمة، وسلاما وتحية لكل أبطال مصر من رجال القوات المسلحة الذين دافعوا ويدافعون وسيدافعون عن مصر بأرواحهم.

يوم الأحد:

ليه كل القصص اللى اتربينا عليها فى صغرنا بتنتهى بزواج البطل والبطلة؟ سؤال ظل يحيرنى سنوات طويلة وأنا طفلة يعنى مثلا ليه نهاية قصة الشاطر حسن وست الحسن والجمال نهايتها زواجهم، وليه نهاية قصة سندريلا برضه انتهت بزواج الأمير منها، حتى سنووايت أنقذها زواجها من الأمير من زوجة والدها المتصابية، ورقص لهم الأقزام السبعة؟ ليه كل القصص بتنتهى بعاشوا فى تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات؟ كان يشغلنى سؤال مهم: طيب وبعدين؟ .. ساعات أسرح وأقول يمكن زيادة حالات الطلاق بعد الزواج سببها أننا معلمناش حد أن بداية القصة من عند المأذون وليس نهايتها وأرجع وأقول لا الرأى ده غلط لأن قصص الحب التى تنتهى بالزواج معروفة وتحكى منذ آلاف السنين وبعضها يدخل فى طور الأساطير ... إذن العيب مش فى القصص ولا نهاية الأحداث، العبرة بظروف وأحداث تغير القلوب قبل العقول والتصرفات.

يوم الإثنين:

مسلسلات رمضان هذا العام رغم أن فيها قصصا مكررة لكن هناك جهدا واضحا فيها، سعيدة بمسلسل يحيى وكنوز فى جزئه الثانى، وبصراحة حابه الحالة اللى عاملها مسلسل جعفر العمدة، خاصة أن محمد سامى المخرج ادى فرصة لكل الفنانين أنهم يعملوا مستر سين، يعنى كأن كل منهم بطل، مى كساب جميلة ومبدعة وشربات وهى بتؤدى دور بنت البلد بصراحة الشخصية حلوة ومى عملاها حلوة جدا، ولا الدور التحفة لهالة صدقى فعلا وجه جديد للفنانة الكبيرة هاله صدقى ومختلف وهى طبعا جميلة، وإيمان العاصى أيضا دور مكتوب حلو وهى ممثلة جيدة جدا، وأول مرة بصراحة أشوف منة فضالى بتمثل بجد ولطيفة ودمها خفيف، أما النجم القادم بقوة فى السنوات القادمة اللى حيريح بيومى فؤاد شوية فهو أحمد فهيم ودور رائع بجد، أما نمبر وان محمد رمضان فهو فنان موهوب وحقيقى رغم كل البهرجة التى يحبها لكن ربنا جعله مقبولا لدى الناس... أنا شخصيا بحبه كممثل جدا.

يأتى بعد ذلك مسلسل علاقة مشروعة لياسر جلال الذى يعد من المسلسلات الجيدة جدا جدا هذا العام...ثم شياكة التفاصيل وكأنك أمام مسلسل محترفين كبار فى الأزياء والإضاءة والكادرات... وياسر جلال يمثل وكأنه السهل الممتنع... الذى يقدم الدور بسلاسة سواء وهو الأب الخائف على أسرته أو المحب العاشق، كذلك هذا المسلسل من أفضل الأدوار لمى عمر على الإطلاق، أما مسلسل الكتيبة 101 فلم أشاهده من أول رمضان حتى فوجئت بأبنائى يقولون لى ماما لازم تشوفى الكتيبة 101.. وعندما رأيت المسلسل على واتش إت الحلقات التى فاتتنى ثم بدأت المتابعه اليومية سعدت جدا أن أبنائى الشباب هم من نصحونى لمتابعة المسلسل الذى يتحدث عن الكتيبة 101 التى تعمل على حماية سيناء... وبصراحة أداء آسر ياسين الذى تشعر معه أنه أخوك أو جارك أو ابنك فوجهه وحضوره قريب من القلوب.. أكثر من رائع، للأسف لم أشاهد مسلسلات أخرى أستطيع الحكم عليها وربما يأتى ذلك بعد رمضان بإذن الله.

يوم الثلاثاء:

تحذير هام أطلقة خبراء تكنولوجيا المعلومات، احترس من الرسائل التى تقول ابعت لعشر أصدقاء نفس الرسالة أو ابعت لخمس جروبات، لأن هذه الرسائل خاصة ما يدعى وجود جوائز وأرباح مالية ماهم إلا هاكر لسرقة الحسابات والبطاقات البنكية... يارب نتعظ.