ملك بريطانيا يأسر الألمان بـكلمته ويذكرهم بعقدة شخصية

الملك تشارلز الثالث في البرلمان الألماني
الملك تشارلز الثالث في البرلمان الألماني

بلسان ألماني ، اقتحم الملك تشارلز الثالث قلوب أعضاء البرلمان الألماني، في حدث غير مسبوق، حرّك عاصفة من التصفيق الاستثنائي.

وأصبح الملك تشارلز الثالث أول ملك ضيفًا في تاريخ الجمهورية الألمانية ، يخاطب في  البوندستاج"البرلمان الألماني"، عبر خطاب غالبيته باللغة الألمانية، ولاقي الملك تشارلز الثالث تصفيق حار بعد إلقاء كلمته بالألمانية في البرلمان، ووقف النواب يصفقون لتحية الضيف رفيع المستوى.

وفي كلمته، قال الملك تشارلز: "التعلم من الماضي هو واجبنا الأكبر"، مضيفا "معا يجب أن نكون يقظين ضد التهديدات لقيمنا. وأن نكون مصممين على مواجهتها بحزم.. يجب أن نمنح شعوبنا الأمن والازدهار الذي يستحقونه.. لا يزال التاريخ الطويل والخاص لبلدينا يحتوي على العديد من الفصول غير المكتوبة، دعونا نملأها بالسعي من أجل مستقبل أفضل".

وأطلق الملك تشارلز مزحة وقال "بالطبع هناك تنافس بيننا.. أقصد في فرق كرة القدم الخاصة بنا.. يبدو أنه عقدة"، وهنا ابتسم الزائر والمستمعون، لأن مباريات كرة القدم بين منتخبي البلدين تعج بالتنافسية، بل إن المنتخب الألماني يعد عقدة تاريخية لمنتخب إنجلترا وأقصاه من كأس العالم في نسخ 1970 و1990 و2010.

من جانب آخر، ثمّن ملك بريطانيا المساعدة الألمانية المكثفة لأوكرانيا في الصراع ضد روسيا، وقال إن "قرار ألمانيا تزويد أوكرانيا بمثل هذا الدعم العسكري الكبير شجاع ومهم للغاية ومرحب به"، مضيفا "قامت ألمانيا والمملكة المتحدة بأدوار قيادية مهمة".

ومضى قائلا إن كلا البلدين، بصفتهما أكبر مانحين أوروبيين، استجاب بشكل حاسم واتخذ قرارات ربما لم يكن من الممكن تصورها من قبل.

وعن الحرب، قال أيضا "يتم تدمير أرواح لا حصر لها، ويتم الدوس على كرامة الإنسان والحرية بوحشية، ويتم تهديد أمن أوروبا، وكذلك قيمنا الديمقراطية".

ومضى موضحا "لكن العالم لم يقف مكتوف الأيدي. لقد صدمنا الدمار الرهيب. لكن يمكننا أن نستمد الشجاعة من وحدتنا".

الملك تحدث أيضا عن وفاة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وقال "لقد تأثرت أنا وعائلتي بشدة بردود فعل ألمانيا على وفاة والدتي (...) كان عزاءً عظيمًا لنا في أوقات الحزن الشديد".

وبالألمانية، تابع قائلا "أشكركم من أعماق قلبي على التعاطف الاستثنائي للشعب في ألمانيا".

وبعد الخطاب توجه الملك تشارلز إلى منطقة تيجل؛ حيث تفقد مركز استقبال اللاجئين الأوكرانيين الفارين من الحرب.

ولم يذهب الملك بالطائرة، بل بسيارة أمضت 3 ساعات على الطريق، حتى وصل رفقة زوجته الملكة كاميلا إلى الموقع، يرافقهما الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

وأجرى الملك محادثات مع عائلات من اللاجئين الأوكرانيين في الموقع، وفق صحيفة بيلد الألمانية.

ومنذ الأربعاء، يجري ملك بريطانيا أول زيارة خارجية له قبل تتويجه في مايو/أيار، إلى ألمانيا، حيث التقى المستشار أولاف شولتز، قبل ظهر الخميس.