عمرو جلال يكتب: صفقة خسرانة 

عمرو جلال
عمرو جلال

التقيت مرة بسيدة لديها من الأطفال ٦ وتحمل السابع على كتفها.. سألتها لماذا؟…أجابت بصراحة "العيل من دول يابيه يشد حيله ٧ سنين وينزل يشتغل يومية ١٠٠ جنيه على الأقل يعنى ٣ آلاف فى الشهر والبنات بيشتغلوا معايا فى البيوت". 

السؤال كيف تقنع الدولة تلك السيدة التى تحسبها بالورقة والقلم بقرار قيام وزارة المالية بادخار مبلغ ألف جنيه سنويا لكل سيدة متزوجة لديها طفلان وتستحق المبلغ المتراكم لها ببلوغها سن 45 عاما وهو مشروع اطلقته الحكومة من أجل الحد من الزيادة السكانية… اسمع صوتأم الأطفال السبعة لو سألتها عن رأيها فى القرار يقول: صفقة خسرانة يابيه.
 
تبدو الحكومة وكأنها تعيش في عالم موازٍ فهي تصدر قرارا مجتمعيا  بناءً على معادلاتها الخاصة دون مراعاة واقع وسيكولوجية مثل تلكالسيدة التى  تمثل الرقم الكبير فى المعادلة…وحتى السيدات الأعلى  اقتصاديا لن يمثل لهم الألف جنيه سنويا حافزا قويا نحو الامتناع عن إنجاب طفل ثالث ورابع …أغلبية من سيستفيدون من هذا القرار هم أزواج قرروا بالفعل عدم انجاب أكثر من طفلين …كيف يمكن للدولة إقناع الأسر الفقيرة بأن حياتهم ستكون أفضل وأنهم يمكنهم تحقيق المزيد من الاستقرار المالي لو اكتفوا بطفلين ليحصلوا على ألف جنيه سنويًا حتى سن الـ45…هذا ليس مجرد حديث فارغ، بل هو خسارة كبيرة لتلك الأسر الفقيرة التي  ترى فى أطفالها أيادى عاملة  و "عزوة" وفرد مدعوم فى بطاقة  تموين لا تعوضها ألف جنيه فى العام.

على الحكومة أن تتعامل مع الأمور بشكل علمى وعملى إذا ارادت فعليا أن تواجه مشكلة الانفجار السكانى …الدراسات دائما تشير إلىأهمية التعليم وتوفير فرص عمل للنساء والأهم هو تعاون المؤسسات الدينية لتغيير مفاهيم دينية تشجع على زيادة المواليد وأئمة على المنابريتجاهلون مبدأ أن المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف وأن الدولة ذات التعداد السكانى المناسب والاقتصاد القوى خير من دولة فقيرة تعانى من الانفجار السكانى.