••
(السبت 23 يونيو 1989) اليوم الرابع ••للأفتتاح المفاجىء •• بعد غلق 12عاما( منذ 1977)
••
(منفذ السلوم .. بوابتنا للمغرب العربي -ليبيا -تونس -الجزائر -المغرب )
••
تصافى الرئيسان مبارك والقذافى فى مؤتمر القمة العربية الأستثنائى بالدار البيضاء لعودة مصر للجامعة العربية والمقر الأصلى بالقاهرة بعد 10سنوات من تعليق العضوية(1979 ) عقب توقيع أتفاقية (كامب ديفيد) للسلام مع اسرائيل
••
عادت علاقاتنا العربية لطبيعتها وتم تجهيز منفذنا فى 7ساعات بالليل يعمل مع أول ضوء للنهارمستمرا على مدار الساعة
••
معي المصور محمود عبد العزيز من مكتبنا بالإسكندرية وأتوبيس مطروح••نصل عصرا..
••
الشوارع والمحلات والمطاعم والمقاهى خالية كل منها كاسيت زاعق مستمر ••سحابة كثيفة تظلل الارجاء (سلامات•سلامات ••يا حبيبنا يابلديات•• ده أنت وحشتنا بالذات)
••أغنية نادية مصطفى الحان طه العجيل •
جبر خواطر بلدياتنا شباب قبائل ولاد على وغيرهم•• اذا خسر العمل فى ليبيا وعجز عن الوصول اليه ••فليفرح بالحبيبة المشتاقة اليه ••تنتظره
••
(الرزق هنا زراعة بالأبار والأمطار ورعى أبل وماعز) أزدهار الحياة مع المنفذ ونشاطه التجارى الخدمي
••
12سنة عجاف••
••
موظفوا المحافظة أنصرفوا •نقلق قيلولة مدير العلاقات العامة.. موعدنا مساءا مع اللواء كمال منصور(1933-2003).. محافظ مطروح (89-1993 ) قائد المنطقة الغربية العسكرية ••قبلها مباشرة تساعده فى مهمته المفاجئة
(من قادة حرب أكتوبر 1973 دعم بلواء مدفعيته معركة لواء مشاة ميكانيكى يقوده تؤمه العقيد حسين وفتح له ثغرات الغام طريقه الجندى مهندس مراد منصور الشقيق الاصغر ولم يعرفوا بتجمعهم معركة بشرق السويس الا عند والدتهم منتصرين _من كتابى الأوله فى القتال الله اكبر)
••
ليلتنا بمطروح .. وسيارة الفجر للسلوم 250كم
••
نصادف ..الصديق عمرو خفاجي وزميله عن مجلة خليجية (عمل فترة بآخر ساعة) بادرني
ـ والله العظيم توقعتك هنا.... يسافر بسيارة الأجرة البيجو.. عربتنا حكومية أبدى السائق.تفهما ••صحبناهم نيسر الحركة •• لاتوجود هناك مواصلات داخلية
••
همس محمود بشقاوة أسكندراني .. -مش خايف المنافسة ؟!..
-كل واحد يتناول الحدث من زوايته!!
-مغرور.. ..
••
سجال ضاحك لصمت الطريق الطويل الخالي •• زرقة البحر يمينا و صفرة الرمال يسارا.
❊❊
أختار الأستاذ وجدي قنديل رئيس تحرير آخر ساعة .. تنفيذى للجزء البري.. وزميلان مع أول طيران الى بنغازى يوم السبت وطرابلس الأحد
••
شغوف بفرحة الليبين من قلب مدنهم ••فى طائرة السبت وأكمل الاحد بريا.. لأقدم وجهى البهجة ابتسم حاسما -هاتعمل موضوع برى كويس!!
••
الوقت ضيق ••ودون وسائل اتصال فى محافظة نائية لا تليفون مباشر .. ولا فاكس.والمسافة 650 كم و250كم عودة من السلوم لمطروح لإرسال المادة بالأتوبيس.. و مقلقات أمنية والمصور يتعرف على شغلى أول مرة
وأحب التفرغ لمادتى الصحفية..
••
.. صورة الموضوع الاساسية (سيارة ليبية بمدخل المنفذ المصري أرقامها (جمرك ليبيا) ..وعند مخرجه ( جمرك السلوم).. شرحتها ونبهت .. -نفذ بهدوء فلا يعطلنا الامن وافقنى بحماس .
❊❊
السلوم خاوية .. إلا فندق بسيط ••ودكان فول وطعمية ومقهي ••زبائنهم المجندون وعبور صيفى محدود (ذهاب وأياب )لمدرسينا المعارين لليبيا..
••
عمرو خفاجي وزميله.. هبطا المدينة للأهالى..
••
(وسيلة تنسيقنا)
( عربة المحافظة)••نلتقى بها ••في المنفذ •أو المقهى ومن يسبق ينتظر الأخر
❊❊
أستطلاع شامل للمدينة أحدد مواقع تنفيذنا وصعدنا هضبة السلوم 8كم طريق دائري متعرج حاد الزوايا ندخل المنفذ .. نترجل لا نلفت الانظار حتى ننهي عملنا
••
نتوقف عند السلك الشائك حدود الدولتين.. باب إطار خشبى مغلف بسلك مفرغ بلا حارس ..سحبته أنفتح أمتار تفصلنا عن منفذ ليبيا •• وظهر التوجس !!
حظنا حلو .. بإنشغال الجميع ••ولم يتعرفوا على بعض •• (و لم يتوقعوا سرعة وصول الصحافة)
••
نحن في خطر
••
لم نستأذن ومشكلة مع كل أجهزة الأمن .. لو عبرنا ليبيا ••يقبلونا أو يرفضونا وببراءة يعيدونا لأجهزتنا ••رسالة أهمال من أولها ونولد مشكلة بين بلدين.. .فى أول القصيدة -والحل؟!
محمود اللى بيسأل !!
-نذهب لجهاز أمنى ونستأذن (جندت بمجلة النصر للقوات المسلحة1979 أراجع مادتها الصحفية بالمجموعة 26 م ويعرفوننى .. •• (خيط رفيع بين السبق الصحفى وبين تجاوز الأمن حسب التفاسير ).
❊❊
جندى بملابس مدنية.. أبلغ قائده.يحتجزنا حتى يحضر .وإتصال بالقاهرة.. وموافقة •يرافقنا فرد أمن ونسلم الفيلم الخام•• يرسل للقاهرة فى طائرة الثلاثاء (طبع المجلة يوم الاثنين)•• نستلمه بعد المراجعة
(موضوعي لن ينشر !!)
❊❊
أهمس لذكاءمحمود بأسم (مكرم جاد الكريم )!!!!
••
( مكرم جاد الكريم..(1939-2021) فى حادث مقتل الرئيس السادات 6 أكتوبر 81 .. من أعلي منصة الاستعراض.. وضع فيلم خام جديد للكاميرا وأنتزع أمن الرئاسة شنطة كاميراته غادر هادئا بالكنز المخبأ في الشراب
. وحقق بصوره سبق صحفي عالمي.!!
••
لسا بدرى !!!
ضابطا شيك مهذب على الباب و فنجان قهوة بمكتبه ••ساعة.. يتصل يملى بياناتنا ينتظر الأذن •• يتكرر الأمر سبع مرات..
••
أنتصف النهار و الجندى يلازمنا .. أشغله عن محمود .. هيهات!!
••
أتفقت مع ضابط المرور ••يحتجز سيارة ليبية صورناها.. وواعدت شبابها خارج المنفذ
••
- ضابط جوازات .. جلس علي صخرة وعلى أخرى بجواره مجند بدفتر الممنوعين من السفر أو الدخول.. لم تجهز المكاتب بعد (تصرف عبقرى) الليبى يحصل فى المنفذ على تأشيرة 6 أشهر لو تجاوزها وهو فى مصر يجددها من مصلحة الجوازات ومثله الجزائريون والتوانسة والمغاربة والسودانيين والأردنيين
••
مسموح جمركيا 100 جنيه مصرى مشترايات ورخصة دولية للسيارات •• وحكاية عبور أول ليبى . من مساعد شاهد المحافظ عبر السلك يتفقد المكان ..سأله هل يمكن العبور؟!
رحب به
هرول الى بيته ••يحضر جواز سفره و سيارته ونسي فى فرحته أن يبلغ أهله ••ومن السلوم الى مطروح شرب فى أول بار ••وأتاهم غدوة كباب وبسكويت مصرى وحمص ولب أبيض بأغلفة المحلات الشهيرة ••ليصدقوا
••
وأنطلقت الزغاريت والأعيرة النارية من الغرب ونحرت الذبائح أبتهاجا •• وتقاطر الليبيين .. من مساعد وطبرق ( 150 كم).. الى مطروح والإسكندرية (450 كم )الأقرب لهم من عاصمتهم طرابلس .(2500كم )و خدماتها أفضل
متعه وأطباء ومشتريات •• بدلة العريس الليبي بنطلون و جاكت مطرز بالكتان ..(بسوق ليبيا) •• وتلاقى أبناء العم والخال
••
2
عبر سلك (المنفذين )تتحدث مع الأخر بيسر تلقاه بعد ساعتي جوازات وجمارك لكل منفذ وأمامك بعدهما كل مصر وليبيا •• - والقبائل متداخلة من بنغازي للفيوم ••قرابة ••مصاهرة ••مصالح ••واجب عزاء وافراح ••
البديل مرهق ومصاريف وغربة • سفر برى أو القطار (السلوم -مطروح -الأسكندرية - القاهرة ) على 4 مراحل وهالك وقت بين كل واحدة ومجهود حقائب وأسر وأطفال وأقامة حسب موعد الطيران وترانزيت فى مالطا أو ايطاليا لا يعرف لغتها ولا غيرها •الا اللغة العربية بلهجته البدويه ••ومن مطار بنغازي 650 كم بأتوبيس أو سيارة للسلك الأخر •• ويقدر على هذه التكاليف غالبا ••الليبيون فقط
••
(خطوط طيراننا للمغرب العربى تحملت تكاليف ضخمة بأستخدام مسارات الطيران الأوربي_ ذهاب وعودة _ بسبب غلق المجال الجوى الليبى)
••
فطرة المصريين ••الوصول للهدف بأقصر مسافة (يتركون كبارى المدن دون مخاطر السيارات ) لجأوا للتسلل بعربات تويوتا دفع رباعى متعرضين لتعطلها ••وتوهان بحر الرمال الاعظم •• ومخاطر الضوارى ••والعطش والموت عرايا ومطاردات القانون بقوات حرس الحدود •• (الخطورة فى إستغلال الطريق لتهريب المخدرات والبشر والاسلحة وتهديد الأمن القومى ) •• وحكاية المستورة ••عائدة من فرح عمومتها•• معها شبكة أبن عمها لأبنتها •• أنفض من حولها التائهين بالقرار الفردى المعروف عندهم لمواجهة رعب التوهان وماتوا الا من وصل فى أخر رمق للأسفلت •• ونخوة هجان من رجال حرس الحدود ( لا نكون رجال ونترك حرمه فى الصحراء )
••
تتبع الجرة (الاثر على الرمال )••أقدام بشر ودواب وعجلات سيارات • وجدها فى نتوء علوى بكامل ملابسها •• تحتضن الشبكة وزجاجتى عطر •• رشهما عليها ليتحملها بسيارت حتى مضارب أهلها يسلم أماناتها ويدفنها ( قبر المستورة)
-
أنهينا عملنا.. ..
سألت محمود
-كله تمام.. ؟!
-كله تماما .. !!
-أعطهم الأفلام، ونحاول الحصول عليها مبكرا!
••
نرصد إستعدادات المدينة•• مكتب نادى السيارات ••الحجر الصحى ••المستشفى العام •• خزانات مياه الشرب ••تأتى بالقطار من الأسكنرية ••ومشروع تحلية مياه البحر ••الخضروات ••المخابز ••الوقود ••مولدات الكهرباء •• سنترال تليفونات ••الفنادق ••المدارس إعادةفتح المحلات وطلاؤها ورص البضائع والتحضير لتجديد وأزدواج الطريق المتهالك الى مطروح
••
للعابرين وعمال خدمات المدينة و الوافدين من كل مصر لفرص عمل جديدة و الاهالى العائدين لبيوتهم الخاوية (الحياة ••العمران )
••
وجبة سريعة وشاى الدكان ومع الليل الى مطروح
❊❊
مطمئن أنا بفيلم محمود (المخفى ).
أتعجله منفردين متجهين للفندق
.. فين الفيلم ؟
.. فيلم أيه؟
ـ صورة السيارة الليبي.. ألم تخفها في الشراب؟!
-الجندى لم يترك لى خرم أبرة !!..
ـ قلت لى كله تماما .. .
ـ أعنى ••نفذت الشغل .!!
••
يفيقنى فزع عيونه من جنانى وزعيق غضبي أتقافز فى الهواء .
أنفث بتليفون الفندق للاستاذ محمد عبد الحميد نائب رئيس التحرير..
-.. أهدأ يا حمادة .. كل حاجة تتحل!!..
••
لم أسمع !!
❊❊
ساعة.. تليفون من الأستاذ وجدي قنديل.. بهدوءه:
ـ يا محمد .. الأستاذ محمد شاكر (مدير مكتب الاسكندرية )يكلمك الآن ـ أشرح له الموقف وهو يحله ••صديق شخصي لسيادة المشير أبو غزالة (1933-2008) وزير الدفاع (81-1989 )
••
جائنى صوته ••بهدوءه ووده (محمود هاتفه قبلى مفزوعا)
_أهدأ يا أبو حميد ـ كل حاجه ها تتحل ..
سيادةً المشير بالصدفة في الإسكندرية•• القاه بعد دقائق
••.
وتليفون منتصف الليل..
-.. يا أبو حميد.. سيادة المشير أمر بوصول الفيلم 8 صباح الغد مع مخصوص مباشرة للمجلة دون مراجعه (طرت من الفرح )
••..
الرابعة فجرا .. أكمن جانب صالة الفندق ••أكتب ••
زادى أكواب شاى وسندوتشات جبن بيضاء وبسطرمة لطاقتى ذهنى ••الحق أخر أوتوبيس للإسكندرية. 4العصر أبلغ مكتبنا رقمه وأسم السائق وموعد الوصول التقريبي 8 مساءا (الطريق سيء مفرد خطر)
لا أهدأ قبل تليفون المكتب بعدد الاوراق الفلوسكاب التى تسلمها وأسم مستلم الفاكس فى القاهرة وتأكده من مكتب رئيس التحرير بوصوله
••
اتعشى وجبة دسمة تعوض عصف الكتابة أغرق فى نوم عميق
••
موضوعى رئيسى بالمجلة ••
عدد الأربعاء 7يونيو1989
(آخر ساعه عند منفذى مساعد والسلوم)
(زغاريد فى ليبيا)••••
