حكايات| أغنية ولدت على السلم.. أنقذت مؤلف «ست الحبايب» 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«أنام وتسهري وتباتي تفكري، وتصحي من الآدان .. وتيجي تشقري».. كلمات طربت الآذان واقترنت بالأذهان؛ وسكنت القلوب وفي كل عيد أم  يرددها اللسان؛ لما لا وقد أصبحت أغنية «ست الحبايب»أشهر أغنية لعيد الأم وبمثابة النشيد القومي لهذا اليوم؛ فهل لك علم بأنها وليدة لحظة ومقر ولادتها "السلم".

«الضغط يولد الانفجار» والأزمات  المالية وضيق الوقت كثيرا ما يولدان الإبداع؛ ولهذا السبب كانت أغنية «ست الحبايب» وليدة لحظة وتميمة الحظ التي أنقذت حسين السيد من غضب أمه؛ وكانت الأغنية الأشهر والأصدق للتعبير عن حب الأم على مر الزمان.

في ٢٠ مارس عام ١٩٥٨؛ كان المؤلف حسين السيد ذاهبا لزيارة أمه؛ وكان هو الابن الوحيد وله شقيقتان؛ ولذلك ارتبطت امه به ارتباطا شديد وكان دائما يناديها ب" ست الحبايب".

 


وأثناء طلوعه للسلم؛  توقف فجأة؛ وصرخ بصوت هامس لم يسمعه إلا نفسه؛ اليوم ٢٠ مارس والغد عيد الأم؛ لم أشتري هدية لوالدتي؛ كيف سأقابلها!؟.

«ورقة وقلم» كانا الأصدقاء المرافقان للمؤلف حسين السيد؛ أخرجهما من جيبه؛ بعد لحظات تفكير حتى اهتدى فيها أن تكون الهدية أغنية يكتبها لأمه ويخلدها التاريخ تبدأ بلقبها "ست الحبايب".

 

ولأنه سيكتفي بالأغنية كهدية؛ فكتب قائلا: "«نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي».

عرض حسين السيد الأغنية على أمه؛ والتي كانت مليئة بالمشاعر العميقة والأحاسيس سهلة الوصول للقلب؛ سرق رضاها وتعاطفها بجملة "زمان سهرتي وتعبتي وشلتي من عمري ليالي ولسه بردو دلوقت بتحملي الهم بدالي" وخفق قلبها وهو يردد "بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة؛ وتحسي بشكوتي من قبل ما أحس أنا" فقبلت الهدية ووافقت على الفور لتحويل الكلمات لأغنية.

اتصل حسين السيد بصديقه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والذي أبدى سعادته الكبيرة بكلمات الأغنية وطلب منه الحضور على الفور لإكمالها.

 

وفي ١٥ دقيقة فقط انتهى عبد الوهاب من تلحين الأغنية؛ وكان قد اتصل بالمطربة فايز أحمد صاحبة الصوت الدافئ الذي يخترق المسامع سريعا ويصل للقلوب؛ وجاءت فايزة على الفور وظلت ساهرة حتى فجر يوم ٢١ مارس لتتدرب على الأغنية الجديدة.


وفي صباح ٢١ مارس؛ فوجئ حسين السيد ووالدته بعرض الأغنية على الراديو بصوت عبد الوهاب ؛ وفي الليل سجلتها فائزة أحمد؛ لتولد بذلك أيقونة عيد الأم والتي تذاع دائما في هذا اليوم.