ورحل ملك الصحافة الاقتصادية.. وداعًا محمود سالم

محمود سالم
محمود سالم

ورقة غالية سقطت من شجرة أخبار اليوم؛ بوفاة الخلوق المهنى الزميل محمود سالم مدير التحرير، الذى واراه الثرى السبت الماضى، فى جنازة مهيبة، كانت طقوسها مرآة حقيقية عكست محبة كل من عرفه، كقلب طيب فى زمن موحش.

المحبة والشهامة والمهنية مثلث فَتن به الراحل من حوله، فكان مكتبه أشبه بمغناطيس جذب «إنسانى» لزملائه وتلامذته، بجلسات من الود والسمر، لم تكن تنتهى إلا بعودته إلى منزله.
كان الراحل يستغل هذه التجمعات بشرح وافٍ وسلسٍ للمصطلحات الاقتصادية، حببت فيه كثيرًا من الأجيال المتعاقبة، فكانت أسهم محبته الأعلى تداولا بين القلوب.  تعلّمنا من مفاهيم اقتصاد خاصة به أن إدخار الإحساس بالآخر، ثروة لا تنضب من الإنسانية، وأن من أودع  الخير فى بنوك السماء لا يخشى الموت أو الفقر ما دام حيًا.

رحم الله علّامة فى تاريخ الصحافة المصرية، ظل يسقى تلاميذه من محبته وخبراته طوال رحلة انتهى حسابها الختامى بفرمان سماوى بعد 40 عاما. والله نسأل أن يسكنه فسيح جناته، ويلهمنا وذويه الصبر والسلوان.
 

وداعا صديق العمر 

بقلم: رفعت فياض

حبيبى محمود
تزاملنا معا منذ أن ساقنا القدر لأن نكون معا فى الدفعة الثانية بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1973 وتخرجت أنا وأنت عام 1976 وبدأنا العمل بأخبار اليوم معا منذ أن  تخرجنا وظللنا طوال هذه السنوات معا بحلوها ومرها قبل أن تفارقنى بهذه السرعة ودون أن نكون معا نعم هذا أمر الله لكننى أدعوه أن ألحق بك قريبا لأن هذه الدنيا مهما طالت الأيام فيها فهى قصيرة سألحق بك قريبا لأننى سأكون فى اشتياق لمشاكساتك الجميلة التى كانت تسعدنا جميعا فى أخبار اليوم، وسأتابع لك بشكل شخصى أخبار نادى الزمالك التى كنت تعشقه، مع أن هذا هو الشىء الوحيد الذى لم نتفق معا عليه، وكان معظم الزملاء ينتظرون اليوم التالى لأى مباراة للزمالك أو للأهلى لكى يدخلوا معك فى  مشاكسات جميلة باعتبارك زملكاويا سأكتب لك صديق العمر كل مشاكساتى لك فى كرة القدم كما كنا نفعل معا ولكن لن أنساك أبدا محمود ياعشرة عمرى وأدعو الله أن يجعل مثواك الجنة إلى أن ألقاك قريبا عندما يأذن الله بذلك .

حوار معه فى فرح عزائه!

بقلم: هشام مبارك

لم أصدق عينى من هول ما أرى،ها هو محمود سالم بشحمه ولحمه يستقبلنى عند باب السرادق الذى من المفروض أنه مقام لتلقى العزاء فيه،فركت عينى مرة ومرتين لأتأكد أن ما أراه ليست تهيؤات قلب اشتاق لرؤية صديقه الذى وورى جثمانه التراب منذ يومين. تأكدت أنه هو بنفس ابتسامته الطفولية العذبة وإقباله الحماسى الجميل كلما لقينى هاشاً باشاً مرحبا:

- ازيك يابو هشام اتأخرت كده ليه،ده محمد نجم ومصباح قطب هنا من بدري!.

- الله يكرمك يا محمود أنا جتتى مش خالصة وحياة ابوك بلاش الحركات دى!..انت مش مت يوم الجمعة اللى فات ودفناه السبت فى بلدكم عرب الصوالحة والليلة العزاء فيك؟!.

- انت جاى تفول فى وشى يا جدع انت،موت ايه وتراب ايه،تعالى بس ندخل جوه خلينا نشرب لنا فنجانين شربات.

- شربات إيه ومعازيم إيه يا محمود؟ اوعى تكون عملتها وناوى تتجوز على مراتك، دى ست أميرة ومش هتلاقى ضفرها وكفاية انها مستحملاك،ولا تكونش بتجوز مريم ولا مصطفى،طب مش كنت تفهمنا كده بدال حركاتك دى،ثم ايه الشربات دى اللى بتتشرب فى فناجين؟.

- هتفضل صعيدى كده على طول يا بو هشام،طب ذنبى ايه أنا إذا كنت انت لسه قديم ومتعرفش فى الحاجات الحديثة دى،عموماً اصبر شوية معايا علشان تتأكد إنى لسه عايش بينكم وممتش ولا حاجة بس اضطريت اعمل كده من كتر التليفونات اللى جاتلى تطمن عليا لما كنت عيان، وقلت أعمل حفلة ع الضيق لحبايبى عشان يتأكدوا بنفسهم.

- كل ده وع الضيق؟انت كان لازم تعمل العزاء ده فى الاستاد!.

- تانى؟،طب استنى أما أثبت لك،يا مريم يا مصطفى تعالوا ردوا على عمكم هشام اللى فاكرنى ميت والندل جاى قال عشان ياخد العزا!

- انت لسه عايش وزى الفل بس قولى بصراحة إزاى خليت كل الناس دى تحبك ازاى جمعت كل الحبايب دول اللى كل واحد فيهم جاى على إنه صاحب الفرح؟.

- عشان عمرى كله ما كرهت حد ولا حلمت حلم حد وعمر قلبى ما شال من حد لآخر يوم.

- قفشتك يا حلو، أديك اعترفت انك ميت!.

- طب بذمتك ممكن أكون ميت إزاى وأديك شايفنى عايش فى قلوب كل الناس اللى حواليا دى؟.

- فى دى معاك حق،اللى له قلب زى قلبك الأبيض النقى هيفضل طول عمره عايش ،دمت حاضراً بيننا بسيرتك الغالية،طبت يا محمود محموداً فى الأرض وفى السماء بإذن الله.

ورحل معلم «الديسك»

بقلم: عبدالواحد سعودي

عرفت المرحوم الاستاذ محمود سالم مدير تحرير اخبار اليوم منذ اكثر من عشرين عاما عندما كان مندوبا لاخبار اليوم فى مجلس الوزراء. لم يتخلف عن رصد أى خبر، وكثيرا ما كان له السبق الصحفى بين زملائه من الصحف الاخرى. وعرف بين زملائه بأدبه الجم واخلاقه الفاضلة التى مازالوا يتحدثون عنها صغارا وكبارا. وكان يلجأ اليه تلامذته لأخذ رأيه فيما يواجههم من اخبار اقتصادية فيبين لهم الهدف من الخبر وما يترتب عليه من آثار، حتى يصوغوا الخبر بفهم ووعى بكل كلمة فيه. كان بما يكتبه بقلمه الخبير الاقتصادى فى مقاله ورؤيته التى لم تفشل فى رصد معالم الاقتصاد ومؤشراته صعودا وهبوطا، ودائما ما كانت توقعاته صائبة فى كل فما كتبه ورصده.وعندما جلس فى ديسك أخبار اليوم بين اساتذة الجيل السابق تعلم من خبراتهم وأثبت كفاءته وبرز قلمه مرة اخرى بينهم، حتى إن الخبر الذى يصوغه لا يستطيع احد حذف او اضافة كلمة اليه. رحم الله فقيدنا وصديقنا محمود سالم استاذ ومعلم «الديسك» والخبير الاقتصادى وعوضنا عنه خيرا وندعو الله ان يتغمده بواسع رحمته.
 

اللقــاء الأخــير

بقلم: تميم عزمي

منذ أقل من شهرين كان اللقاء الأخير بينى وبين أستاذى الراحل محمود سالم، لقاء كان بين سطوره أنه وداع أخير فى انتظار كتابة سطر النهاية فى يوم الجمعة قبل الماضية بإعلان نبأ رحيله الحزين.. جمعتنى به جلسة قصيرة فى مكتبى بأخبار اليوم لمتابعة بعض الأخبار التى أوكل لى مراجعتها وإعادة صياغتها فى «ديسك الجريدة» .. ومع ارتسام علامات الإرهاق والتعب على وجهه بغير عادته دعوته بإلحاح للجلوس ، وبالفعل اتكأ عليّ وجلس على الكرسى المقابل لمكتبى ، ليبادرنى قائلا: «أنا خلاص تعبت وعايز أروح ارتاح شوية»، أيدته بشدة قائلا له : «ارتاح وما تخافش على الشغل يا ريس»، وعرضت عليه توصيله بسيارتى إلا أنه رفض وفضل الاستعانة بأحد سيارات الجريدة، واكتفى بأن أصاحبه حتى الأسانسير ، وهناك كان اللقاء الأخير، قبل مكالمة هاتفية أخرى بعدها بحوالى أسبوع دارت حول صحته إلا أنه أخذ دفة الحوار لمعشوقنا المشترك «نادى الزمالك» ، وقلت له «بلاش زمالك اليومين دول أنت تعبان» ..ليرد علي: «بس يا زملكاوى يا تايواني» .. رحمة الله عليك «يا زملكاوى يا أصلي»
 

رحل المعلم النبيل

بقلم: زكريا عبدالجواد

فى آخر مكالمة معه، كان صوته واهنا على غير عادته، فما هاتفت أستاذى محمود سالم مدير تحرير أخبار اليوم إلا وتزاحمت الضحكات المتبادلة عبر الأثير بيننا، وعلت نبرات الفرحة بصوته المجلل، كان محبًا للحياة، حريصًا على مداواة الآلام بالابتسام، محبا للعمل حتى آخر لحظة فى عمره، حتى إنه أرسل لى مقاله الأخير بعد أن أملاه على مسامع أحد أبنائه وهو على فراش الموت!
عهدته مقاتلا، لا يستسلم، وعند كل انتكاسة صحية كان يستفيق ونجلس معا، أتعلم منه الاقتصاد الذى كان بارعا فى تبسيط مصطلحاته بسلاسة تجذب أعدادا من الزملاء يمتلئ بهم مكتبه الأنيق. الدقة والموضوعية، شعاران لم يتخل عنهما الراحل طوال رحلة عمله الصحفى بأخبار اليوم التى ناهزت 40 عاما، فكان يكتب الخبر بجُملٍ تفيض رشاقة، وتصلح كمادة تدرس لأجيال تعلمت بالفعل على يديه.

رحل الأستاذ المعلم وترك فينا حب المهنة، وفهمنا على يديه كل فنون العمل الصحفى، رحل الأستاذ وترك فينا حزنا كبيرا، والله نسأل أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا وذويه الصبر والسلوان، ولا نقول إلا ما أمرنا الله به «إنا لله وإنا إليه راجعون».
 

غابت الابتسامة عن الدور التاسع

بقلم: أحمد رفعت

رحل عن عالمنا فى بلاط صاحبة الجلالة الكاتب المتميز فى عالم الاقتصاد الاستاذ محمود سالم مدير تحرير اخبار اليوم صاحب الضحكة والابتسامة الصافية بعد ان افنى عمره فى جريدة اخبار اليوم لم يدخر وقتا ولا جهدا من اجل الارتقاء يالحبيبة اخبار اليوم .. لم اعهد منه الا الضحك والهزار والنصيحة فى العمل فقد كان دائما يوجهنى الى الصواب.. لقد عم الحزن مرة اخرى الدور التاسع مقر جريدة اخبار اليوم بعد ان فقدنا فى الشهور الماضية صاحب القلب الطيب الاستاذ محمد عمر واليوم نفقد صاحب عمره ورفيق دربه الاستاذ محمود سالم لتفقد الصحافة اثنين من خيرة كتابها بصفة عامة ونفقد نحن فى اخبار اليوم صحفيين جعلا الاحترام والمبادئ والشرف والكرامة والانسانية والابتسامة الصافية عنوان العمل داخل الدور التاسع.. رحم الله الاستاذ محمود سالم واسكنه الفردوس الاعلى.
 

هتوحشنا يا«محمود»

بقلم: أمنية يحيى

عرفته قبل أن أعمل بالصحافة، حيث كان اسمه يتردد كثيرا داخل منزلنا تحت مسميات كثيرة منها «الجدع والشهم .. والزملكاوى» ،أحببته من حديث والدى الدائم عنه وعن ذكرياتهما التى امتلأت بالضحكات والفرح فى شبابهما، خاصة أنهما عاشا فى الغربة معا لمدة بسيطة داخل الدوحة قبل أن نأتى نحن أبناءهما إلى الدنيا.. حكى لى والدى كثيرا عن مواقف كوميدية مع «محمود» كما كنت أناديه، حيث كنت أقول له ضحكا لقدأصبحنا زملاء ولم تعد صديق والدى ،وكان يتقبل هذا النوع من المداعبة بصدر رحب.
حكى لى والدى ضحكا عما قام به محمود داخل الغربة من مواقف كوميدية منذ وصل مطار  الدوحة حيث كان فى استقباله وكيف عاد منها سريعا لعدم تحمله فراق الوطن، والحقيقة أننى قمت باستغلال الموقف ونشرت صورهما فى الشباب ضحكا بين أصدقائنا فى العمل فى أجواء أمتلأت بالضحك والحب. ظروف والدى فى أيامه الأخيرة كانت تمنعه من النزول كثيرا، حتى قابلت محمود يومًا قبل رحيل والدى بشهور أمام «أخبار اليوم» التى جمعتهما سنوات طويلة عملا فيها معا، وحدثنى عن أنه يريد رؤيته،حتى أصطحبته لحظتها معى ليلاقيه لقاء الوداع. وها قد فارق «محمود» الدنيا بعد والدى بشهور ليلحق به وكأنهما كانا على وعد ألا يفترقا وقتا طويلا عن بعضهما.
هتوحشنا يا محمود وهتوحشنا ضحكاتك وتعصبك للزمالك .. حقيقى فراقك سيترك فراغا كبيرا.
محمود سالم ..رحمة الله عليك والسلام أمانة لصديقك وحبيبى وحبيبك «يحيى يوسف» والدى العظيم.

وينفرط العقد

بقلم: أميرة رضا

لم يكن ارتباط الأستاذ محمود سالم بالصحافة و عشقه لها عاديا .. فاسمه كان مقترنا بأقوى الموضوعات الاقتصادية سلسة المفردات، شيقة العبارات. عملت لأعوام فى قسم الاقتصاد ببداية التحاقى بالجريدة عام ٢٠٠٥ وكان وجودى فى أى مكان ذاكرة اسم أخبار اليوم يجعل المصدر يتساءل عن محمود سالم! حتى تتسهل مهمتى بسبب اسمه السحري!

أستاذ محمود كان قائد ألتراس الزمالك فى الجرنال وحبى للنادى الأهلى كان نقطة خلاف وارتدائى للأحمر يعنى أن «مش فايت» خاصة لو لم يحصل الزمالك على الدورى وهو ما كان يفتح مجالا دائما للقفشات والضحكات مع كل أبناء جيلى خاصة يوم الجمعة الذى كان يحرص على التواجد دائما فيه حتى فى أحلك أوقات مرضه ليتولى بنفسه قراءة كل سطر فى صفحات الأخبار حتى لا تفوته صغيرة ولا كبيرة.. طوال فترة مرضه كنت ادعو ان يمن الله عليه بالصحة والعافية وأن يتعافى سريعا.. فلم نتعاف نحن بعد من وفاة الأستاذ محمد عمر مدير تحرير أخبار اليوم والتى كانت قاصمة الظهر للجميع.. علاقتهما كانت مثالا للصداقة الجميلة التى دامت لأكثر من خمسين عاما وها هو ذا سالم يلحق بحبيبه الذى لم يفارقه طوال حياته وترحل بذلك علامة أخرى لا يمكن نسيانها من علامات أخبار اليوم وينفرط العقد.. وداعا يا أستاذ محمود هتوحشنا.
 

فى وداع صحفى الاقتصاد المخضرم

بقلم: سما صالح

تشرفت بمعرفته منذ عام وعدة أشهر قليلة.. يمضى معه النقاش الذى تتخلله كثير من الحكايات الظريفة والنكات والإسقاطات  من الماضى والتاريخ القريب وخاصة فى جانب لعبة كرة القدم ومواقف أخرى كانت تضفى على أجواء الجدية والاسترسال فى الحديث نوعاً من المرح أو الضحك، وكان المبادر فى ذلك الأستاذ محمود سالم مدير تحرير أخبار اليوم وصحفى الاقتصاد المخضرم الذى رحل عن عالمنا منذ أيام قليلة.

لا أريد أن أطيل فى السرد عن انطباعاتى عنه والأيام واللحظات الجميلة التى جمعتنى بفقيدنا الغالى رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جنانه، ولكنى لم أستطع تجاوز ذلك إلاّ بإقناع نفسى المتألمة بهذا الرحيل بأن الذى رحل عنا وعن الحياة الدنيا الفانية سيظل بيننا شئنا أم أبينا بفكره وعطائه وتاريخه الحافل بالإبداعات والإنجازات الصحفية.
وأنه سيظل نبراساً وعلماً ومثالا للإنسان المتميز والمتواضع والصادق، لأنه ترك تجربة صحفية رائعة ومسيرة حافلة بكل شيء جميل.
إنا لله وإنا إليه راجعون
 

دعونا نبحث عن السر

بقلم: محمد جمعة

إصراره على العمل، حرصه على العطاء، وفاؤه لمهنته، تلك الصفات النابعة من غريزة حبه للصحافة؛ تجعلنا نحن الشباب نُعيد النظر والتأمل، ونُقلب فى صفحات الماضى علّنا نجد السر الحقيقى وراء كل هذا الحب للصحافة وننظر إلى صاحبة الجلالة بمنظور عاشقيها ومحبيها الأوائل، أولئك الذين أفنوا حياتهم فى بلاطها، دون كلل أو ملل، فلربما هناك سر أكبر مما نعرفه يدفعنا للاستمرار.. الأستاذ «محمود سالم» لم يوقفه العمر ولا المرض عن عمله والكتابة بقلمه، فقط أوقفه الموت، فجعله ينحى الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة، فإلى رحمة الله الرحيم الرحمن.
 

سر فرحة الأستاذ

بقلم: مجدي دربالة

 فرع جديد يسقط من شجرة المواهب والاساتذة الذين علمونا الكثير.. وقدموا لنا معنى المهنة السامية.. رحل الكاتب الصحفى محمود سالم مدير تحرير اخبار اليوم وابرع من كتبوا فى الاقتصاد فى مصر.. وببساطة وسلاسة تناول اصعب الموضوعات الاقتصادية.. وتجاوز الاستاذ الستين ورغم ذلك لم يكن يفضل الجلوس فى مكتبه كان يحمل اجندته واوراقه ويذهب الى المؤتمرات والندوات كأى صحفى شاب ليدون ملاحظاته ويبادر بمداخلات تكشف عن فهمه العميق لموضوعات المؤتمر.

وكنت اتباهى أنه رئيسى فى العمل لسنوات عديدة محترم ومحترم ونظيف اليد.. تعلمت منه الكثير فى دقة الصياغة وفى براعة التعامل مع المصادر.. والالتزام بالنشر أو عدمه احتراما للوعد مع أى مسئول.. كثيرا ما كان الحوار بيننا يخرج عن اطر العمل للحديث عن الزمالك وانتصاراته واخفاقاته.. ويغلف كلمات الراحل الاسى من ظروف الزمالك المعاكسة وهو يحلم لناديه بالاستقرار.. لأن فوزا واحدا للزمالك كان كفيلا بإضفاء الفرحة على وجه وصوت الاستاذ..  رحم الله محمود سالم وأسكنه فسيح جناته
 

قبلة محمود وعمر فى السماء 

بقلم: أحمد حمدي

قبلة مؤجلة لم يضعها الراحل الكبير محمود سالم مدير تحرير أخبار اليوم على جبين رفيق عمره النائم أمامه فى النعش فى مسجد الصديق ونحن ننتظر جميعا فى إجلال وخشوع إتمام إجراءات الصلاة على الراحل محمد عمر.

لم تسمح ظروف محمود سالم الصحية أن ينزل على قدميه ليضع القبلة الأخيرة على كفن رفيق عمره فسالت دموعه ساخنة وانزوى بعيدا لحظتها شعرت أن محمود سالم يتمنى أن يغادرنا.
شهور معدودة وفعلها القدر مع محمود سالم وتركنا فى أيام مباركة ليتحقق حلمه ويلتقى أصدقاءه وأحبابه ويقابل محمد عمر فى السماء.. رحم الله أمواتنا جميعا وعوضنا عنهم خيراً.
 

فى جنة الخلد

بقلم: ناصر عبدالمحسن

لقد غيب الموت أستاذنا محمود سالم مدير تحرير اخبار اليوم  جسداً، لكنه سيبقى فى قلوبنا ما بقينا على قيد هذه الحياة،
كم هى قاسية لحظات الوداع والفراق، والشعور بالحزن، مودعين استاذا من جيل المربين والأساتذة الافاضل، الذى فارق الدنيا، بعد مسيرة عطاء عريضة، ومشوار حياة حافلة بصحافة اخبار اليوم، تاركاً سيرة عطرة، وذكرى طيبة، ونما فى اعماقنا قيم المحبة والخير والانتماء،اكيد انت فى مكان احسن مما نحن فيه، .رحمك الله واسكنك فسيح جناته وجعله فى ميزان حسناتك وداعا والى لقاء باذن الله.