عاجل

قُبلة حياة لـ «النبي دانيال».. خطة لتطوير شارع عمره 2354 عاماً

محافظ الإسكندرية يستمع لمطالب أصحاب المحلات فى شارع «النبى دانيال» قبل تطويره
محافظ الإسكندرية يستمع لمطالب أصحاب المحلات فى شارع «النبى دانيال» قبل تطويره

كتب: أشرف شرف
شارع يجسد الطابع «الكوزموبوليتانى» للإسكندرية، إنه شارع «النبى دانيال» أو الشريان الرئيسى الذى يربط بين محطتى «محطة مصر» و»محطة الرمل» وينتهى منحدرا بالقادم من محطة القطار حتى يصل لمياه البحر.

على جانبى شارع «النبى دانيال» تتناثر ذكريات الجاليات الأجنبية من عشاق المدينة ممن عاشوا وتعايشوا مع أهل الثغر، باعوا واشتروا، انخرطوا فى حياة مسالمة فى البيوت والأزقة المتفرعة من الشارع وشاركوا فى إدارة الحرف والفنون، علموا وتعلموا، وتركوا لأهلها محلات دونوا على جدرانها أسماءهم، والتصقت على أعتابها بقايا من طبائعهم وذكرياتهم، وحان الوقت لتخليدها والحفاظ على عراقة الشارع، قبل أن تطمس الحداثة تاريخه.     


أطلق اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، أمس إشارة البدء لإعادة تطوير ورفع كفاءة شارع النبى دانيال بطول 730 مترا، باعتباره من أقدم وأهم شوارع المحافظة بتكلفة تقدر بـ 103 ملايين جنيه، بحضور الدكتورة جاكلين عازر نائبة محافظ الإسكندرية.  


وأكد المحافظ أن شارع النبى دانيال هو أقدم وأعرق الشوارع فى عروس البحر الأبيض المتوسط؛ حيث يعود تاريخ الشارع إلى عام 331 قبل الميلاد؛ عندما أمر الإسكندر الأكبر المهندس الإغريقى دينوقراطيس ببناء مدينة الإسكندرية لتكون عاصمة جديدة لإمبراطوريته، لما وجده فيها من موقع ممتاز يجعلها نواة لعصر جديد، وكان شارع النبى دانيال هو جزء من الشارع الرئيسي الطولى للمدينة وقت إنشائها.  
وقال الشريف، إن الشارع بمثابة مجمع للأديان السماوية الثلاثة حيث يضم؛ الكنيسة المرقسية وهى أقدم كنيسة فى أفريقيا، ومعبد إلياهو وهو أقدم المعابد اليهودية التى شُيدت في الإسكندرية، ومسجد النبى دانيال العريق، مما يخلق حالة فريدة من تجمع الأديان فى أنحاء العالم وتجسيدا مصريا حقيقيا لمقولة «إن الدين لله والوطن للجميع»، مشيرا إلى أن الغرض من أعمال التطوير هو ترميم ودهان جميع المبانى الموجودة فى الشارع مع الالتزام بكود اللون الأصلى للمبانى التراثية وترميم ما هو بحاجة إلى ترميم للحفاظ عليها حيث يوجد حوالى 15 مبنى تراثيا بالشارع.   


وطمأن المحافظ فى حوار مباشر مع أصحاب أكشاك الكتب، أنه سيتم الاهتمام بالمكتبات وتوحيد تصاميم أكشاك بيع الكتب والمجلدات القديمة على جانبى الشارع وتوحيد شكلها والالتزام بشكل موحد للحفاظ على المظهر الحضارى والتراثى للشارع الذى يعد متحفا متحركا عزيزا على قدامى أبناء الثغر ولعدم إعاقة حركة المرور، مؤكدا أن الهدف من التطوير هو ترميم كل واجهات المبانى الموجودة مع الحرص على لون المبانى التراثية.