حكايات| «الأمير يوسف».. تحفة معمارية في نجع حمادي

مجموعة الأمير يوسف
مجموعة الأمير يوسف

إطلالة أثرية رائعة، مطلة على نهر النيل بنجع حمادي، تضع المدينة على الخريطة السياحية، لتكون شاهدا على تاريخ نجع حمادي.

المجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال، أنشأها، الأمير يوسف كمال ابن الأمير أحمد كمال باشا، مجموعته المعمارية على ضفاف الشاطئ الغربي لنهر النيل، بمدينة نجع حمادي، شمالي محافظة قنا.

أنشأ الأمير يوسف كمال ابن الأمير أحمد كمال باشا في أوائل القرن العشرين عام 1908 مجموعته المعمارية على ضفاف الشاطئ الغربي لنهر النيل، بمدينة نجع حمادي، شمالي محافظة قنا، التي يحدها جهة الشمال شارع بورسعيد.

ومن جهة الغرب شارع الشيخ عمران ومن جهة الجنوب شارع الإصلاح الزراعي، والتي تشرف من جهة الشرق على نهر النيل، بإشراف مهندس القصور المعمارية أنطونيو لاشياك، وهو من أشهر المعماريين الذين قدِموا إلى مصر فى نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين.

ويؤكد المؤرخون، وتم تسجيله  كأثر إسلامى عام ‏1988، وتم افتتاحه منذ قرابة  4 أعوام، وسعر تذاكر دخول للقصر  10 جنيه للمصريين، و5 جنيهات للطلاب وللاجانب 40 جنيهًا، وللطلبة الأجانب 20 جنيهًا.

وتميز الأمير يوسف كمال، أحد أمراء الأسرة العلوية، التي أسسها محمد علي باشا، والتي حكمت مصر لنحو 147 عام، بولعه الدائم بالفنون والعمارة، بجانب عشقه  لجمع التحف والمقتنيات، والذي ظهر جليا في إنشائه لمدرسة الفنون الجميلة بدرب الجماميز، التي أصبحت فيما بعد كلية الفنون الجميلة.

المجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال بالمدينة، تتكون من عدة مباني موزعة من الشمال إلى الجنوب،  وهي «مبنى القصر،  مبنى السلاملك، مبنى قاعة الطعام، ضريح الشيخ عمران، مبنى المطبخ، الوحدة السكنية "المغسلة"، مبنى تفتيش دائرة الأمير يوسف كمال، مبنى سكن ناظر دائرة الأمير يوسف كمال، الفسقية "النافورة" السبيل، الاسوار المحيطة بالمجموعة المعمارية».

 مبنى القصر والذي استغرق بنائه 13 عامًا، يقع في الطرف الشمالي الغربي من المجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال حيث يشرف بواجهته الشمالية الغربية على حديقة القصر والتي يحدها من الجهة الشمالية الغربية اصطبل للخيول يلاصقه السور الخارجي للقصر كما يشرف بواجهته الشمالية على الشاطئ الغربي لنهر النيل، أما الواجهة الاخيرة للمبنى فتشرف من الناحية الجنوبية الغربية على أرض فضاء ملك القوات المسلحة.

يشغل المبنى مساحة اجمالية تقدر بحوالي( 357م2) تقريبًا وقد تم تشييد واجهاته الخارجية بالطوب الاجر والطوب المنجور في شكل زخرفي جميل على هيئة اشرطة متعاقبة باللونين الاسود والاحمر على النمط الابلق  كما ان المسافات بين المداميك مكحولة بمونة مكونة من الجير والقصرمل هذا ويتكون مبنى القصر من طابقين وبدروم وطابق مسحور يؤدى اليهما سلم خلفي للقصر بالإضافة الى سلم رئيسي يؤدى للطابق الثاني وسطح المبنى إلى جانب مجموعة منافع القصر.

وتشمل حمامات ودورات للمياه كما يتقدم القصر كتلة مدخل بارزة تؤدى لداخل القصر ويشتمل الطابق الاول للقصر على أربعة غرف وصالة رئيسية وحمام ودورة مياه ومطبخ  وكذا بئرين للسل، أما الطابق الثاني فيتكون من اربعة غرف وصالتين وفارندة " شرفة " علوية تعلو كتلة المدخل البارزة بالإضافة الى حمامين ودورة مياه اما الطابق المسحور فيتكون من غرفة منخفضة ودورة مياه يتقدمها ممر ضيق كما يحوى البدروم مطبخاً للقصر مزود بمصعد لتوصيل المشروبات والأطعمة للطابق الاول من القصر.

بينما يشمل سطح المبنى على مجموعة من الغرف ويحيط بالسطح جدران مرتفعة يتوجها شرافات مسننه قمتها على هيئة ورقة نباتية محورة، ويقع خلف القصر غرفة مستطيلة تضم سخانات للمياه لتزويد المبنى بالمياه الساخنة لتشغيل المدافئ داخل القصر.   

والأمير يوسف كمال ابن المرحوم الامير احمد كمال باشا ابن الامير احمد رفعت باشا ابن ابراهيم باشا ابن محمد على باشا الكبير.

ولد الأمير يوسف كمال في سنة(1300هـ / 1882م)، وهو من الأسرة العلوية التي أسسها محمد على باشا وحكمت مصر حوالى مائة وسبع وأربعين سنه( 1805 م –1952م) وتتابع على حكم مصر(11) من الحكام منهم الوالي أو الباشا ومنهم الخديوي ومنهم السلطان و منهم الملك.

وحظي الأمير يوسف كمال كباقي الأسرة العلوية بعناية فائقة في التربية وكذلك التعليم حيث أوفد الى أوروبا في بعثة تعليمية استطاع خلالها الالمام بثقافة عالية.

وعنى الأمير يوسف كمال بالنواحي الجغرافية والفلكية كما كان مولعا بالصيد في البراري والصحارى وقد قام برحلات كثيرة الى افريقيا وبلاد الهند وكشمير وقام بتأليف مجموعة من الكتب تصف هذه الرحلات منها كتاب سياحتى في بلاد الهند وكشمير سنة(1915 م) كما ألف كتب في مجال الجغرافيا كما أنفق كثير من الاموال في ترجمه و تعريب كثير من الكتب الأجنبية.

كما كان الأمير يوسف كمال مولعا بالفنون والعمارة الإسلامية وجامعا للتحف والمقتنيات حيث أقام مدرسة للفنون الجميلة بدرب الجماميز والتي أصبحت فيما بعد كلية الفنون الجميلة.   

وقد تدرج الامير يوسف كمال في عدة وظائف حتى استطاع أن يصبح وريثا في حكم مصر وذلك في عهد السلطان حسين كامل(1914م – 1917م).

وأقام الامير يوسف كمال عدة قصور وعمارات منها قصرة بالمطرية وكذلك قصرة في نجع حمادي وقصر المريس بأرمنت وقصر ستانلي باي بالرمل بالإسكندرية وفيلا شوتش.

كما أسس الأمير يوسف كمال مدرسة ابتدائية بنجع حمادي وهى الان مدرسة أبو بكر الصديق كما كان يمتلك في محافظة قنا حوالى (16000) فدان .