البحث فى شوارع العاصمة عن «hogg pool» وشركاؤها

مقر المنصة
مقر المنصة

محمد عطية

  لن نمل من تكرار أن النصاب لايغلب الساذج فقط، بل ضحيته الأثيرة هوالطماع، ورغم أن النصب جريمة قديمة فإنها مازالت تتطور مع الأيام وخصوصًا مع انتشارالمواقع والتطبيقات الإلكترونية ومنصات السوشيال ميديا المختلفة غير الآمنة، ومن خلالها يمكن النصب والاحتيال بسهولة دون معرفة شخصية النصاب،هذه صورللنصب صارت موجودة على السوشيال ميديا، فاليوم أمامنا واقعة جديدة وهي النصب عن طريق تطبيق جديد أو منصة جديدة اسمها»هوج بول» أو كما تم ترجمتها وهي «تجمع الخنازير»، لكن في الحقيقة لم يكن ذلك التطبيق جديدًا بل سبقه عدة تطبيقات داخل وخارج مصر كان هدفها النصب على الجميع مثل «وايت ساندز» أو «الرمال البيضاء» كما اطلق عليه والذي جمع ملايين الجنيهات من المصريين خلال الشهور الماضية، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم من خلال مغامرة «اخبار الحوادث» مع منصات النصب الجديدة في شوارع العاصمة.

انتشرت في الفترة الأخيرة أفكار تتعلق جميعها بفكرة الكسب السهل الكبير والسريع الذى لايقابله أى جهد أوإنتاج حقيقي ماجعل عمليات النصب كل يوم في تزايد، كون النصاب يستطيع جذب الطماع، فالتطبيقات إلكترونية التي نصبت على الناس كثيرة مثل Super Likeeهونفسه تطبيق  Golden Fleeceهو نفس «وايت ساندز» أو «الرمال البيضاء» كما اطلق عليه؛ حيث خسر ملايين من المشتركين مبالغ طائلة،ورغم اختلاف مسميات التطبيقات إلا أن الفكرة واحدة وهي النصب والاحتيال لجمع الأموال وخداع المستخدمين، لكن الأغرب أن الضحايا مازالوا يزدادون في كل مرة، ففي الايام الماضية كانت هناك منصة اسمها «hoggpool هوغ بول» او كما تم ترجمتها وهي «تجمع الخنازير»، كانت صاحبة الترند بعدما اغلقت موقعها وهرب المسئولين العاملين بها ونصبوا على العديد من الضحايا بملايين الجنيهات.

سرعان وبعد البحث وجمع البيانات والتفاصيل قررت «أخبار الحوادث» القيام بدورها الصحفي كما يحدث في كل قضية في البحث وراء الجريمة وكشف الأسرار، انطلقت سيارة أخبار الحوادث حسب لوكيشن الشركة، قطعت السيارة الطريق إلى مقر الشركة المدون في السجل الضريبي الخاص بهم والمدون ايضًا على صفحتهم على «الفيس بوك»؛ حيث كان العنوان مدون بمنطقة المقطم بمحافظة القاهرة، وأثناء الطريق جلست أفكر في سؤال مهم؛ لماذا يتجه البعض لمثل هذه التطبيقات؟!، أو لماذا لم يتوقف بعدما يكسب مرة تلو الآخر مبالغ ضخمة حامدًا ربه على ما حصده؟!، وهل هذا حلال ؟

 وأثناء ما كانت الاسئلة تراودني وقبل أن اجيب على أي سؤال، وجدت السائق يقطع حبل افكاري قائلاً: «مفروض أننا وصلنا بس في حاجة غريبة !»، وجدت نفسي في قلب ميدان النافورة الرئيسي لا يوجد عقار أو شارع فنحن نقف وسط الميدان نفسه، في لحظة اعتقدت أن اللوكيشن خطأ فأغلقت الهاتف وفتحته مرة أخرى، وجدت بالفعل أننا وصلنا، لم انتظر توجهت إلى بعض موتوسيكلات الديلفري اسألهم عن عنوان أو اسم الشارع أو رقم العقار الذي من المفترض أنني متواجد بالقرب منه، فكانت المفاجأة هنا أنه لا يوجد رقم عقار واسم شارع بهذا الأسم، طلبت منه العودة مكان ما أتيت وأنا في قمة اليأس، وكأنني سرت ضمن الضحايا ايضا، واثناء الطريق مرة أخرى جلست شارد الذهن في أفكار واسئلة أكثر، وبدخولى على احدى صفحات السوشيال ميديا وجدت اعلانًا لمنصة جديدة اسمها «ريوت «riot»وتعني بعد الترجمة «الشغب» تعلن عن نفس الامتيازات وأنهم افضل من منصة النصب «هوج بول».

 لكن في الوقت ذاته جاءتني رسالة أن وزارة الداخلية لم يفوتها أن تداهم مقر هذه الشركة التي كانت امتدادًا للشركة الام «هوج بول» التي نصبت على المواطنين، بل وأقروا أنهم أغلقوا التطبيق بعد تمكنهم من الاستيلاء على تلك الأموال، وأنهم كانوا بصدد إطلاق تطبيق إلكترونى آخر تحت مسمى «RIOT» لذات الغرض فى إطار استكمال نشاطهم الإجرامى، من هنا طلبت من زميلي سائق اخبار الحوادث التوجه سريعًا إلى شارع جامعة الدول بمنطقة المهندسين بمحافظة الجيزة، جلست أفكر في سؤال مهم هل سنجد أحدا هناك أم تكون مغلقة؟ في غضون دقائق قليلة كنت أمام أحد البنوك الشهيرة بشارع جامعة الدول العربية بالمهندسين حيث يعلوه في الطابق السادس الشركة، فبمجرد أن اقتربت من مدخل العقار وجدت الحارس يستوقفني بسؤال «رايح فين يا بيه».

وكانت اجابتي واضحة أنني محتاج اصعد لشركة «riot  « فسمح لي بالدخول إلى العقار، وبمجرد صعودي إلى الطابق السادس وجدت «يافطة» صغيرة تحمل اسم «  Riot Blockchaininc « لكن الباب مغلق توقعت أنه تم ضبطهم وتشميع الشركة لكن شعرت بصوت بالداخل فطرقت الباب، إلا أن صوت صمت رهيب عم على الشركة من الداخل، فوقفت انتظر حتى يفتح لي أحد، وبعد قرابة خمس دقائق فتح لي شاب يرتدي تيشرت اخضر وبنطلون رمادي اللون فطلبت منه الدخول بحجة اني اريد العمل واستثمار أموالي معهم، في بداية الأمر رفض بحجة ان جميع الموظفين غادروا العمل لكن في ذاك الوقت وأنا اقف امامه وجدت العديد من الأشخاص في حركة غريبة داخل الشركة، حاولت أطيل معه الحديث وبعد الحاح عليه بدأت اتحجج بأني اريد فقط معرفة التفاصيل والعودة للشركة في يوم آخر، فعرفني بنفسه أنه يدعي «سيد» وبدأ يشرح قائلا:أولاً دي شركة وموقع تعدين يوجد لنا فرعين في مصر، وده الفرع الرئيسي اللي أنت فيه دلوقتي، والفرع الثاني في التجمع الخامس.

ويبدو انه استراح لي فبدأ يشرح أكثر قائلا: القصة أن اول لما بتسجل بتخش تاجر الخادم المجانى الى هو بـ 5 جنيه وبيردلك 10 بعد نص ساعه، ليستكمل حديثة قائلاً: نتكلم في الجد بقي انت عاوز دلوقتي تفعل الحساب بتاعك سواء علشان تسحب مكسبك من الاحالات او حابب تشترك فـ خطة استثمار بتعمل ايداع 10 جنيه بس وبتكلم الادارة وخطط الاستثمار المتاحة ليك كبداية 1 جهاز تعدين بـ 100 جنيه بيديك ربح يومي 3.40 جنيهات لمدة 50 يوما، 2 جهاز تعدين 300 جنيه بيديك ربح يومي 11.40 جنيه لمدة 50 يوما، 3 أجهزة تعدين 600 جنيه بيديك ربح يومي 24 جنيها لمدة 50 يوما، طيب خطط الاستثمار ذات الربح العالي بيكون 4 أجهزة تعدين 1800 جنيه بيديك ربح يومي 75.6 جنيها لمدة 50 يوما، 5أجهزة تعدين 5000 جنيه بيديك ربح يومي 220 جنيها لمدة 50 يوما، 6 أجهزة تعدين 12000 جنيه بيديلك ربح يومي 552 جنيها لمدة 50 يوما، 7 أجهزة تعدين 30000 جنيه بيديلك ربح يومي 1440 جنيها مصريا لمدة 45 يوما.

المميز عندك انك تقدر تشتري كل آلة لحد 5 مرات في الدورة الواحدة، في حاجة بقى اسمها مكافأة الاحالات اول 10 احالات بينزلك عليهم 30 جنيها، لو دعيت بعدهم 15 احالة تانى بينزلك 50 جنيها، ولو دعيت احالة مره كمان 15 بينزلك 100 جنيه، شرط اساسي احالات حقيقية، والسحب على أي محفظة كاش بحد ادني 20 جنيها، ثم اختتم حديثه بعدما أخرج ثلاث هواتف محمولة من جيبه قائلاً: سجل رقمي للتواصل معي فيما بعد لو هتبدأ، وجدنا الأمر مشابها لدرجة كبيرة لنفس تطبيق أم منصه «hoggpoo» .

تركته وذهبت الى قطاع مباحث الاموال العامة بمنطقة العباسية بمحافظة القاهرة فبمجرد وصولي وجدت وجوه شاحبه يظهر عليها علامات الحزن والاسى الشديد، نعم هناك يقف بعض الضحايا والدموع في عيونهم حسرة وألم نتيجة لما تعرضوا له.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 9/3/2023

 

أقرأ أيضأ : حبس المتهمين بالنصب على صاحب مطبعة بالقاهرة