بالبلدى..

نفيسة العلوم

مصطفى يونس
مصطفى يونس

وأنا يا صديقى ضعيف، هزيل، فقير، محدود الذكاء، تعلقت بها وأحببتها، وأيقنت أنها هى.. تركت أشغالى وأطفالى ووقفت على بابها.. ذهبت إلى المقامات كلها فلم أجد من بينهم أحن على منها.. فى القرب منها سحر عجيب وفى البعد عنها هم شديد.. لها معى مثل غيرى قصص وروايات، والمتعلق بها محاط بالنفحات.. أغار عليها حبًا وتعلقًا.. ولها فى قلبى مكانة وتميزًا.. أنا يا صديقى لست حاقدًا ولا ناقمًا ولا قليل الأصل، لكنها مواقف أجبرتنى على المضى قدمًا نحوها.. أعلم أنك لا تؤمن بالأضرحة والمقامات، ولا تعترف بالأولياء والكرامات، وهذا والله جهل.. الوضع هنا يا صديقى يختلف، فلا مدير ولا وزير ولا خفير، الكل يحاول التقرب والتعلق، الجميع ذليل أمامها، نفحات وروحانيات لا مثيل لها..

أعلم يقينًا أنك تخشى أن تقع فى مستنقع البدع، وما أكثرها فى زماننا، لكنى حريص مثلك تمامًا فى عدم الإفراط والتفريط، أنا فقط أبحث عن السكينة والطمأنينة، أبحث عن الراحة بعيدًا عن تلوث البشر.. أكررها لك يا صديقى، إذا كنت مهمومًا فلا تتردد فى الذهاب، وإذا كانت لك حاجة فقف على الأعتاب.. أنا المقر بالذنوب والخطايا، والمحب لآل البيت.. فمن منا لا يشتاق لهم فهم باب المقربين، وملاذ العاشقين، وملجأ المحبين، هؤلاء هم كسفينة نوح من تعلق بها نجا.. وأنا يا صديقى لا أخفيك سرًا، فكل ما ذكرت سابقًا فى عشق السيدة نفيسة رضى الله عنها، وكيف لا أعشقها ويعشقها المصريون وهى نفيسة العلوم وزهرة آل البيت وحفيدة الحبيب المصطفى.
فلو كن النساء كمن فقدنا... لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب... وما التذكير فخر للهلال.