عبدالجواد العوفير يكتب: يدى تُبصِرُ

عبدالجوادالعوفير
عبدالجوادالعوفير

غناء تحت غيمة

أصدقاء يمشون تحت غيمة

ويغنون

هل ثمة يد تحمل الغيمة

وتعصرها،

هل الغناء الطالع

هو من يُرقِص الغيمة؟

الأصدقاء الذى يمشون، و يغنون،

يعرفون فقط أن الغيمة جميلة،

وتمطر وابلا من المطر.

يدي

يدى لم تعد تصلح للكتابة،

لا للقتل،

لا لذبح الشياه.

يدى التى تلمس الليل بحنو،

وتحلم بأشياء لا توجد.

يدى التى ترى امرأة جالسة لأيام فى انتظار الحافلة،

التى ترى الصباح يمر مسرعا،

التى تشم أوراق أشجار بعيدة.

يدى لم تعد صالحة للكتابة،

صارت تبصر وتلمس.

امرأة تستيقظ

لأن تأمل امرأة جميلة تستيقظ كل صباح،

هو أمر نادر،

فعلينا تخيل ذلك،

ونحن غارقون فى مناجم،

نبحث عن ماسة وحيدة.

ونحن نقود قطعانا،

متسلقين جبلا،

أو نطلق أفكارنا كدخان.

ونحن نحلم، أو نخلق أحلاما،

علينا تخيل ذلك على الدوام،

امرأة شفيفة،

تفتح عينيها بصعوبة.

سماء

لماذا السماء بعيدة

وقريبة،

لماذا يدى بعيدة

وقريبة،

كيف تهاجر الطيور وحيدة،

 كيف يطلع الحنين كدخان؟

أجلس فى مقهى بسيط،

أفكر فى الذكريات البسيطة،

وفى هذا الحنين الذى يهاجمنى فى الليل.

أفكر كم هى يدى قريبة،

كم هى بعيدة.

أفكر فى السماء،

كم هى بعيدة،

كم هى قريبة.

أفكارنا المغطاة بالثلج

كان كل شيء مغطى بالثلج،

حتى أفكارنا.

أذكر الخوف، يوزع علينا القهوة،

ويربت على الأكتاف، كأم حنون.

كان كل شيء مغطى بالثلج،

حتى أحلامنا

ونحن نصرخ:

يا خوف يا أمنا،

يا دودة القلق،

يا قنديلا ينير العالم،

يا خوف، يا خوف،

يا أمنا المغطاة بالثلج.

كان كل شيء مغطى بالثلج،

ونحن نصرخ:

يا ثلج، يا أمنا.

اقرأ ايضاً | ممدوح رزق يكتب: طائر إثر طائر: مخاتلة الوجود

نقلا عن مجلة الادب : 

2023-3-4