بدون تردد

الفراخ.. والشائعات

محمد بركات
محمد بركات

الشائعات الكاذبة والدعاوى المضللة التى شاعت وانتشرت بفعل فاعل خلال الأيام القلائل الماضية، حاملة فى طياتها تحذيرات معلنة للمواطنين من تناول الفراخ الدواجن المستوردة من الخارج، بدعوى عدم صلاحيتها للاستخدام الآدمى،..، هى ظاهرة تستوجب التوقف أمامها بالانتباه واليقظة، نظرا لما تحمله فى طياتها من دلالات ومعان، تستحق الاهتمام وتستوجب الملاحظة والاعتبار.

أولى هذه الملاحظات، أن ما يتردد وما يشاع عن كونها  فراخ  لاتصلح للاستخدام أو  الأكل  الانسانى رغم غرابته وعدم مصداقيته، هو قول كاذب، نظرا لثبوت تناولها فى مصر وغيرها من دول وبلاد العالم، طوال السنوات الماضية، دون أدنى مشكلة أو شكوى سواء من الصلاحية، أو المذاق أو الذبح على الطريقة الاسلامية، أو أى شيء آخر.

ثانى هذه الملاحظات،..، أننا لا يمكن أن نتعامل مع هذه الشائعات والادعاءات على أنها مجرد  نكتة بايخة ، أو كذبة بيضاء، أراد مطلقوها ومن روجوا لها الضحك أو السخرية على عامة الناس وعموم المواطنين، لان ذلك غير حقيقى،..، حيث إن الهدف من وراء الشائعة والادعاء هو زرع بذور الشك والقلق فى نفوس المواطنين، ودفعهم لعدم الاطمئنان إلى  صحة وسلامة تناول هذه الدواجن المستوردة، حتى يقل الاقبال عليها وتستمر الأزمة الخاصة بارتفاع أسعار الدواجن المحلية، على ما هى عليه من اشتعال وارتفاع غير معقول ولا مقبول.

والملاحظة الثالثة، هى أنه من الواضح أن هذه الشائعات وتلك الادعاءات، محاولة دنيئة ومكشوفة لجأ اليها ضعاف النفوس من مجموعة التجار الجشعين والمستغلين من أصحاب الضمائر الخربة والقلوب المريضة، الذين أدمنوا استغلال المواطنين وسرقة أموالهم ورفع الأسعار فوق طاقتهم، وزيادة سعر الدواجن بصفة دائمة ومستمرة ومستفزة أيضا طوال الأسابيع والشهور الماضية، دون شفقة أو رحمة، ساعين فقط الى تحقيق أكبر قدر من المكاسب والأرباح على حساب الناس، ودون أدنى مراعاة للمسئولية الوطنية أو السلام الاجتماعى.

ومن الواضح أن هؤلاء المستغلين الجشعين قد أفزعهم انصراف المواطنين عن تجارتهم الفاسدة والمستغلة، فلم يجدوا سوى الشائعات الكاذبة والدعاوى المضللة ليجبروا الناس للعودة إليهم والرضوخ لاستغلالهم.