تجذب الزوار وتنعش سياحة التسلق والمغامرات

شتاء مصر l الرزق والثلوج يسقطان من سماء سانت كاترين

تتساقط الثلوج في سانت كاترين
تتساقط الثلوج في سانت كاترين

أعد الملف: آية فؤاد - إيثار حمدى - ياسين صبرى - ياسمين عبدالحميد - ندى البدوى 

مشهد طبيعى ساحر يتكرر سنوياً أعلى جبال مدينة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، عندما تتساقط الثلوج على الجبال، رغم برودة الجو فى هذا الوقت فإنه يعتبر موسم الخير بالنسبة إلى السكان المحليين من البدو أبناء كاترين، حيث تنشط السياحة الداخلية وتزداد الأفواج السياحية من هواة تسلق الجبال ومحبى سياحة المغامرات.. وفى هذا التحقيق تتطرق «آخرساعة» إلى طريقة تعامل الأهالى مع هذه الثلوج والاستعداد لها كل عام.

عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة والسفر، مجدي صادق، يقول إن سانت كاترين هي أكثر مدن سيناء خصوصية وتميزاً، فهي أعلى الأماكن المأهولة، حيث تقع على هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر في قلب جنوب سيناء على بعد 300 كيلومتر من قناة السويس، وتبلغ مساحتها 5130 كيلومترا مربعا، وتحيط بها مجموعة جبال هي الأعلى في سيناء وفي مصر كلها، وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة، وهبها هذا الارتفاع مناخاً متميزاً معتدلا في الصيف شديد البرودة شتاءً، ما يمنحها جمالاً خاصاً عندما تكسي الثلوج قمم الجبال وأرض المدينة، لافتاً إلى أن المنطقة أُعلِنت محمية طبيعية لما لها من أهمية طبيعية وتاريخية ودينية، ويعمل معظم سكان المدينة بأعمال الزراعة والرعي والخدمات السياحية، وتشتهر المدينة بالسياحة الدينية وسياحة السفاري وتسلق الجبال، ويوجد بها دير سانت كاترين وجبل موسى ومقام النبي هارون وغيرها من الآثار الدينية، وتعتبر أكبر محمية طبيعية في مصر من حيث المساحة.
فيما يقول مدير آثار منطقة سانت كاترين، أحمد عيد: تقع محمية سانت كاترين في نهاية ملتقى وادي الإسباعية مع وادي الأربعين على هضبة مرتفعة تحيطها ارتفاعات شاهقة تتمثل في عدة جبال متباينة الارتفاع هي جبل سانت كاترين وجبل موسى وجبال الصفصافة والصناع والبنات وعباس، وتتميز هذه الجبال بميول حادة متموجة يصعب الصعود عليها بدون وجود مدقات محددة، وتمتلك المحمية تراثاً حضارياً فريداً من نوعه يتمثل في دير سانت كاترين بمحتوياته المعمارية وكنوزه الفنية والأثرية، وبالجبال المقدسة حوله ذات الأهمية الدينية فضلاً عن بعض الآثار الدينية الأخرى.

ويشير إلى أن سقوط الثلوج على جبال سانت كاترين أمر سنوى فريد حيث يستغله أهالي المدينة من السكان المحليين في الترويج للسياحة الداخلية، حيث يأتي المصريون من مختلف المحافظات للاستمتاع بهذه المناظر الساحرة، أما بالنسبة إلى السياحة الخارجية فيكون ذلك من خلال تنظيم رحلات بالتزامن مع الكريسماس وأعياد الميلاد، حيث تتواجد أعداد كبيرة من السياح الأجانب، ويستمتعون بالثلوج من خلال سياحة التسلق والمغامرات، حيث يتسلقون الجبال وهؤلاء هم هواة المغامرات، كما توجد أماكن أعلى الجبل يفضل بعض المصريين والأفواج السياحية الاستقرار فيها من خلال عمل (كامب) أو خيام ويقومون بمعايشة للحياة البدوية أعلى الجبل لمدة يومين أو ثلاثة، ويكون معهم ماء وطعام ويعتمدون في ذلك على دليل من البدو.
من جانبه، يقول رئيس المرشدين البدويين، الشيخ عيد خضر: لا يوجد موعد محدد لسقوط الثلوج على جبال سانت كاترين، لكن بنسبة كبيرة ننتظرها من شهر يناير وحتى مارس من كل عام، وهي ثلوج الخير والرزق، لأنه بالتزامن مع سقوطها تنشط السياحة، وتكون بنسبة كبيرة سياحة داخلية من المصريين من مختلف المحافظات، يأتون ليستمتعوا بجمال الطبيعة وسحرها، فعندما تتساقط الثلوج على الجبال تكون المناظر الطبيعية خلابة.

ويشير إلى أن كثرة سقوط الثلوج يغلق الطرق أو الممرات الجبلية، لكننا نقوم بفتحها باستخدام معدات وآلات بسيطة وبطرقنا الخاصة، وأكثر الهوايات التي يمارسها رواد جبل كاترين هي التقاط الصور التذكارية إضافة إلى كتابة الأسماء ورسم القلوب والحروف وترك رسائل بين المتزوجين أو الأصدقاء، لكن تكمن المشكلة لدينا في عدم وجود وسائل إعلام تقوم بالتغطية والتصوير الحي لموسم الثلوج، ويعتمد أهالي كاترين على المجهود الشخصي في الترويج لهذا المكان الساحر، من خلال النشر على صفحات التواصل الاجتماعي أو إرسال صور لمحبي كاترين ولديهم صفحات عليها أعداد كبيرة من المتابعين.

ويتابع: «بالنسبة لأسعار الطعام والمبيت فهي مناسبة وتختلف حسب المكان، فإذا كان المبيت أعلى سطح الجبل يكون أغلى، وتبلغ تكلفة الفرد الواحد في الليلة لوجبتي إفطار وعشاء نحو 500 جنيه، وأشهر الأكلات تكون ساخنة لتدفئة النزيل بسبب بردوة الجو مثل شوربة الدجاج أو اللحوم أو شوربة العدس».

فيما يوضح نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، بشار أبو طالب، تذخر مصر بكل أنواع السياحات وتتميز بشمسها المشرقة وبحارها الزاخرة وهناك على النقيض في أرض الفيروز تتساقط الثلوج في سانت كاترين لتخلق بيئة الشتاء المنعشة، تشعر وكأنك في قلب أوروبا أو على جبال لبنان، ويفرح سكان الجبال بتساقط الثلوج ويحتفلون بها بين السائحين القادمين للتمتع بسيناء، فحول نار الشتاء يحتسون الشاي ويأكلون الجبنة ويحكون حكايات الأجداد ويغنون ويأكلون أطباقاً بدوية.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ ٢٢/٢/٢٠٢٣

أقرأ أيضأ : «جنوب سيناء»: «التجلي» مزار روحاني على جبال الوادي المقدس