«كنت باستنى حبل المشنقة كل ثانية».. «كريمة» الناجية من الإعدام تروي تفاصيل البدلة الحمراء| فيديو

كريمة
كريمة

حكايتها تروى ضمن حكاوي ألف ليلة وليلة، فبعد أن كانت الدنيا بالنسبة لها مجرد أنفاس معدودة قاربت على الانتهاء، جاءها الخلاص من نفس الكأس الذي كاد أن ينهي حياتها.. كريمة السيد المعروفة إعلامياً باسم سيدة الدقهلية، تروي لـ «بوابة أخبار اليوم» أصعب فترات حياتها، وكيف كانت تعيش وهي منتظرة حكم الإعدام، وكيف استقبلت نبأ البراءة والإفراج عنها.

تقول كريمة السيد عبد الحميد يوسف، التي قضت 6 سنوات حبيسة خلف القضبان، بعد قرار محكمة جنايات المنصورة، بالحكم عليها بالإعدام شنقا، لاتهامها بقتل زوجها "ارتديت البدلة الحمراء، بعد تأكيد حكم الإعدام، وأخذت انتظر تنفيذ الحكم في أي لحظة، بعد اتهامي بقتل زوجي"، ووصفت كريمة علاقتها بزوجها بأنها كانت تحبه وتعشقه، وحاربت أسرتها من أجل أن تتزوجه، وبالفعل تزوجته بعيدا عنهم ، ولم يكن لي حفل زفاف.

ووصف كريمة ليلة زفافها الحقيقة ليس يوم عُرسها، بل يوم وصولها إلى مسقط رأسها بمدينة محل الدمنة بمحافظه الدقهلية بعد حكم البراءة، وقالت "رفعت رأسي ورأس أسرتي، واحتفلت بلدي من أول مدخل المدينة احتفالا غير مسبوق لم اشاهده من قبل، وحسيت أن القرية تشاركني فرحتي بالبراءة، بعد السماح بإقامة شادر كبير جدا يضم ٦٠ باكية، وقام أهل بلدي بعمل عقيقة كبيرة حضر فيها الجميع كبيرا وصغيرا.

وتابعت كريمة "حكم محكمة النقض كان بمثابة إشارة من الله بتقبل دعائي، وثقتي به كانت كبيرة جدا، بعد أن ضاعت حياتي وحيات أهلي، وخاصة أخي الذي باع كل ما يملك، لينقق على مصاريف المحامي، والزيارات التي كان يقوم بها لي وانا في سجن بدر، وانفصل عن زوجته بسببي وبسبب قرار حكم الإعدام ،الذي ابتلاني به المولى عز وجل.

وأَضافت في حديثها لبوابة أخبار اليوم "اليوم أنا هنا، وعلى الأرض الحمد لله، لما وصلت اليه من دعوات، لم اترك الله في الدعاء طوال فترة محبسي، والتي بلغت ست سنوات ارتديت فيها البدة الحمراء و"كنت انتظر كل ثانيه السجان هيجي ياخد مين فينا، لدخول غرفة الإعدام".

"أخذت التقرب إلى الله أكثر فأكثر، وتكثيف الدعوات لله بأن يرفع الغمة ويكشف الحق، لأنه هو الحكم العدل، وكنت انتظر اليوم ليمد الله يد العون، ويظهر براءتي، ربنا سمي نفسه الحكم العدل .. وكانت دعواتي ليلا نهارا .

وحول كيف كانت تعيش أيامها داخل السجن قالت " لو عيني غفلت ٣٠ دقيقة كنت بقوم من الفزع ، والله مكنتش بنام خالص، والله طوال الست سنوات كنت بنام نص ساعة في اليوم، لو نمت، والباقي دعاء الي الله وتسابيح" .

وتحكي كريمة عن شعورها عقب ارتداء البلدة الحمراء حيث قالت " نفسيتي دمرت،  وصحتي تراجعت في كل حاجة، وبقيت مقدرش أمشي على رجلي وأنا في السجن ، وبقيت أسحف على الأرض، وحياتي كلها كانت صعبة، اتحرمت من أهلي واخواني وبلدي، اتحرمت من الدنيا كلها، ولكن كان يقيني بالله كبير، وبدأت أحضر دروس القرآن من الشيوخ التي تحضر السجن، وبقيت حريصة للحضور والمتابعة".

وتابعت "بدأت أحفظ القرآن الكريم وأحفظ التسابيح، التي لم أقطعها حتى بعد خروجي.. ربنا يارب ما يكتبها علي عدو ولا حبيب ، كان تفكيري كله في بناتي.. علشان جرم لم ارتكبه يضيع جوزي ويضيع بناتي ويضيعني، لن انسي يوم ما جاء ضابط السجن، وقال لي " ايه يا كريمة عاملة ايه قولت له الحمد لله، قالي قومي غيري البدلة الحمراء علشان جه وقتك وتروحي بيتك، والله كل الناس في سجن بدر كان كويسين معانا، بس وقت تنفيذ حكم الإعدام كان صعب علينا جميعا في محبسنا.. وفعلا شبح الموت في كل ليلة، وكان الوقت قاسي وقمة الألم".

وأضافت " عندما ارتديت البدلة الحمراء كان عندي يقين من ربنا أننا مش هتعدم، ولا هشوف حبل المشنقة، لأن أنا بريئة من قتل زوجي، وكنت أثق في كرم وعدل ربنا، وجاء زيارة أخي وهو يبتسم وأقول له ماذا حدث في حكم النقض؟.. واخذ ينظر إلى ويبتسم ، وبعدها قال زغرتي يا كريمة"، مضيفة " مكنتش اعرف ايه اللحصل في جلسة النقض" ، وأصبح من حولي يحتفلن بي حتى في يوم ليلة بشرى البراءة في السجن".

وحول قرار البراءة قالت " ربنا كرمنا بحكم البراءة ولم أصدق نفسي، كل ثانية قضيتها في السجن كنت انتظر حكم الإعدام، لدرجة أنني في أيامي الأخيرة طلبت من مأمور السجن أن أكون في غرفه بمفردي، لأخلو بها مع الله، والتقرب من الله عز وجل أكثر".