في السنوات العشرة الأخيرة أصبحت مهنة "صانع محتوى" أو "مؤثر" من أشهر المهن حول العالم، وهو ما أدى لظهور مسمى "اقتصاد صناعة المحتوى" أو “Creators Economy” فقد نجح المؤثرين وصناع المحتوى المستقلون في بناء منظومة اقتصادية قوية عمادها المحتوى الذي يقدمونه عبر منصات متنوعة، والجمهور المتلقي، وأصحاب العلامات التجارية في جميع المجالات.
وقد ساعدت جائحة كورونا على تعزيز فكرة العمل عن بعد والتوجه للأونلاين بدلا من التمسك بالوظائف التقليدية؛ ونتيجة لتلك الظروف تضاعف عدد مستخدمي الإنترنت بشكل كبير جدا وزادت مدة استخدامهم للإنترنت بنسب غير مسبوقة وهي عوامل أدت لنجاح اقتصاد المحتوى الرقمي بشكل مباشر.
ويعتبر محتوى الفيديو هو الأكثر إقبالا وهو ما يفسر النجاح الكبير لمنصة يوتيوب والتيكتوك.
وفي حوار مع ميرهان عزام، المسئولة عن المنتجات في شركة جينوين Genwin.io المتخصصة في بناء المنصات الرقمية والتي تملك منصة Fanclb المعنية بصناع المحتوى، تؤكد أنه على الرغم من اعتماد صناع المحتوى على المنصات الاجتماعية التقليدية كيوتيوب وفيس بوك وإنستاجرام وتويتر في بداية رحلتهم لدخول عالم صناعة المحتوى كونها تضم مليارات الزائرين، إلا أنها لم تعد كافية على الإطلاق كمصدر للدخل أو كمجال يمكنهم التطور من خلاله وبناء تجارب جديدة. فهذه المنصات تقوم على جمع أرباحها من الإعلانات التي تزيد باستمرار مع زيادة استهلاك المحتوى وكثرته، بينما يقل دخل صناع المحتوى مع تغير الألجوريثم الذي يحدد وصول المحتوى لجمهور المتابعين ويدفع الصناع إلى بذل جهد أكبر وعمل حملات إعلانات مدفوعة لتعزيز فرصة وصول المحتوى للمتابعين.
وتؤكد أن الفرصة الحقيقية حاليا هي في الانضمامللمنصات المبنية بتقنية البلوكتشين Blockchain على إنترنت الجيل الثالث Web 3 التيتتيح إنشاء مجالات رقمية تحمل علامتهم التجارية وتمكنهم من تقديم أنماط جديدة من المنتجات الرقمية بجميع أنواعها وتقديم خدمات مدفوعة كالاستشارات المتخصصة في أي مجال، أو بدء خطوط إنتاج لمنتجاتهم الخاصة التي تحمل علامتهم التجارية وتصاميمهم الخاصة.
وتؤكد ميرهان أن هذه المنصات تضمن لصناع المحتوى الملكية الفكرية لمحتواهم، وحصولهم على قاعدة بينات متابعيهم ومعجبيهم، بالإضافة إلى ميزات أخرى كثيرة يمكن التعرف عليها من خلال موقع المنصة www.fanclb.com، وينمو اقتصاد صناعة المحتوى بشكل سريع جدا، وأصبح يشكل هذا القطاع عالميا ما يقرب من ١١٠ مليار دولار في عام ٢٠٢٢ ومن المحتمل أن يصل إلى ٢٠٠ مليار دولار في غضون عامين.
وهذا النجاح يفتح بابا لاستغلال الأفكار والمهارات وتحويلها إلى أرباح تساعد الكثيرين على التصدي للأزمة الاقتصادية الحالية في العالم. فعلى سبيل المثال، يجب الاهتمام بأصحاب الحرف اليدوية من خلال مبادرات توعوية توجههم لإنشاء مجالاتهم الرقمية للاستفادة من خبراتهم في هذه المجالات وبيع منتجاتهم المتميزة وخلق مصادر ربح جديدة لهم.
