قدمت الفنانة الراحلة نادية لطفي مسرحية "بمبة كشر" العمل المسرحي الوحيد و بالرغم من نجاحها في الدور لم تحاول أن تكرر التجربة مرة أخرى حيث أخرج المسرحية حسين كمال وشارك فى بطولتها الراحل عبدالمنعم مدبولي حيث تناولت قصة الفنانة الاستعراضية التي حملت نفس الاسم وعاشت في الفترة من 1860 وحتى 1930.
بولا محمد مصطفى شفيق أو كما عرفت واشتهرت فنيًا بـ«نادية لطفي»، ملامحها الهادئة حصرتها في دور الفتاة الحالمة ولكن شخصيتها الحقيقية عكست الكثير من التفاصيل التي لعبت دور في اختيارها لدور بمبة كشر من قبل المخرج حسين كامل.
اقرأ ايضا:شهد ميلاد أشهر أعماله الموسيقية.. عبدالوهاب يؤلف ألحانه في «بيت المفاجآت»!
وبحسب مجلة آخر ساعة في عددها الصادر في عام 1968 مجرد أن صرح حسين كامل مخرج المسرحية عن اختياره لنادية في دور بمبة كشر انهالت عليه الأسئلة لماذا نادية لطفي رغم أن من مشوارها الفني منحصر في أدوار الفتاة الرومانسية الحالمة الهادئة في كل تفاصيلها.
وكان للمخرج نظرة أخرى فيقول إن في كل كلمة يكتبها في المسرحية كانت تظهر ناديه أمامه بين السطور وفي أحيان كثيرة يسمع صوتها وهي تردد عبارات الحوار الرقيقة مع أصدقائها ورواد فنها من البكوات والبشوات وهي «تردح أو تفرش الملاية لزميلاتها عوالم وندابات شارع محمد علي».
وفي حياتها الشخصية فإن نادية لطفي كانت «عالمة وندابة ومعددة»، فيقول: «معظم حوار بمبة كشر لم اكتبه من عندي وإنما التقطته أذني من العبارات التي تجري على لسان نادية، فمنذ 3 أسابيع اختلفت أنا ونادية ودخلت معي في وصلة خناق عبر التليفون والتقطت أذني عبارة (إن كنتو نسيتو اللي جرا هاتوا الدفاتر تنقرا)، وبعد تلك العبارة استأذنتها في إنهاء المكالمة حتى استطيع أن أسجلها كجزء من حوار بمبة كشر في المسرحية.
ويكمل حديثه: «لم تكن هذه العبارة فقط فالحوار معها حافل بالعديد من العبارات العامية التي تلفت الأذان إليها وفي أثناء التصوير عندما طلب منها حسين كامل أن تؤدي المشهد بطريقة معينة فردت بسخرية: «ما بقاش في الخن ريش».. ببساطة نادية لطفي تعيش كالموال البلدي والمثل الشعبي والنكتة الحراقة وأخلاقها وتصرفتها لا تختلف عن أخلاق وتصرفات بنت البلد فهي شجاعة القلب وطويلة اللسان وتجيد الرقص على طريقة فرقة رضا وأوبرج الهرم.
ورحلت عن عالمنا الفنانة الكبيرة نادية لطفى عن عمر ناهز الـ 83 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
